43 عاماً على رحيل “كامل الأوصاف”

 

قبل 53 عاماً، أي قبل عشر سنوات على رحيله عن 48 عاماً (سنة 77 – في 30 آذار/مارس)، أطلق العندليب “عبد الحليم حافظ” أغنيته “كامل الأوصاف” (كلمات مجدي نجيب، ألحان الموسيقار محمد الموجي) التي تحولت إلى صفة ملازمة له، لأنه عبر موهبته الفنية الكبيرة والنادرة، ومن خلال خصاله الشخصية وأخلاقياته، جمع كل الإيجابيات فشكّل حالة غير مسبوقة في معايير النجومية.

“حليم” إختصر في سيرته، الفقر، والمرض، وحسن السلوك، والكرم، وكان وجهه معبّراً عن ميلودراما عميقة وصادقة أسهمت في وصول أفلامه الـ 16 (منها: الخطايا، معبودة الجماهير، يوم من عمري، شارع الحب، أبي فوق الشجرة) إلى قلوب المشاهدين العرب في بلدانهم والمغتربات، بينما شنّف آذانهم بـ 230 أغنية ناجحة، جماهيرية، وهي تنوعت بين العاطفي المؤثر (نعم يا حبيبي نعم، بحلم بيك، جبار، على قد الشوق، صافيني مرة، جواب، يا قلبي خبي، كنت فين، شغلوني، يا قلبي يا خالي)، والديني شاملاّ الديانتين الإسلامية والمسيحية في إعتبار وإحترام واحد (أغنية لبنان)، في عملية توازن دقيقة رصدت واقع الحال ورفعت من قيمة التعايش بين الديانتين على أساس من التقدير والثقة.

وعندما نضيء على دور العندليب الوطني المحفّز على الثورة والعنفوان والفخر والثقة في زمن النضال والمشاعر الوطنية والقومية، زمن الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” نرصد كماً كبيراً من الأغنيات التي شكلت عنصر دعم أول للجيوش على الجبهات وفي الساحات الداخلية دعماً لمواقف وقرارات القيادة الرشيدة برمزها الرئيس “عبد الناصر” والذي أثار الحمية الجماهيرية أن كل الأغاني رددها الناس وتبنوها وعملوا بموجبها في كل مكان ومنها (الوطن الأكبر، إبنك بيقولك يا بطل، أحلف بسماها وبترابها، إحنا الشعب، إضرب، البندقية إتكلمت، بالأحضان، ثورتنا المصرية، خللي السلاح صاحي، صباح الخير يا سينا، صورة، فدائي، قومي يا مصر، ناصر يا حرية، ولا يهمك يا ريس، يا أهلاً بالمعارك، يا جمال يا حبيب الملايين، عدّى النهار، الله يا بلادنا على جيشك والشعب معاه، راية العرب، عاش اللي قال).

حتى معاناته الشخصية مع البلهارسيا، والكبد، والقلب، والدم، كلها تراجعت إلى الصف الثاني أمام الواجب الوطني الذي بقي “حليم” وفياً له حتى آخر أيامه وقد غادرنا باكراً جداً متجاوزاً الأماني الشخصية لكل فرد في تكوين عائلة مفضلاً الواجب الوطني على أي إعتبارات أخرى، وكانت آلامه والعمليات الجراحية التي أُجريت له لا شيء في إعتباره، إزاء ما هو مطلوب منه في الساحة الوطنية دعماً لكل جهد صادق يبتغي صد العدوان، ورفع راية الحق والعدل، ورفض الرضوخ لكل الضغوطات الدولية التي إستشرست لكسر الإرادة العربية في الوقوف أمام الأطماع الإسرائيلية والغربية الحليفة، لتظل هذه الوقفة الشجاعة والشريفة علامة فارقة في تاريخ الأمة الحديث.

الميادين نت

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى