طعام صنف رقم 1 و”حجر زاوية” للعيش 100 عام
تعتبر الوجبات الغذائية أو النظام الغذائي الذي يتبعه الإنسان من أكثر العوامل الطبيعية المؤثرة بصحته على المدى الطويل، حيث يستمد جسم الإنسان عن طريق جهازه الهضمي الطاقة، بهدف دعم هذا النظام المعقد، بدءا من الخلية وصولا إلى الأعضاء لتكمل في مجموعها الجسد.
تؤكد جميع الدراسات أن الأطعمة المدمجة في النظام الغذائي تعلب دورا جوهريا ومؤثرا بالنسبة لصحة الإنسان بسبب الكثير من العناصر التي تحتويها هذه الأطعمة بدءا من الفاكهة وصولا إلى الحبوب واللحوم وغيرها، والتي يستمد منها الجسم تلك العناصر التي تدخل في العمليات الأساسية التي تدعم مهام وعمليات الأعضاء.
وتركز أغلب الدراسات على الأنظمة الغذائية التي تتبعها الشعوب من أجل الحصول على بيانات من شأنها أن تحدد فئات معينة من الأطعمة الجيدة، على سبيل المثال، تابعت دراسة نُشرت في مجلة “Circulation” العلمية المواطنين الذين يتبعون النظام الغذائي “الغربي” (في أوروبا) والذي يحتوي على كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والحبوب المكررة والسكر، وقارنت بينه وبين نظام غذائي الذي وصف بـ”الحكيم”، الذي يتضمن في الغالب مجموعة من البقوليات والخضروات والفاكهة والدواجن والأسماك والحبوب الكاملة.
وبعد متابعة استمرت لمدة 18 عاما، وجد الباحثون أن أولئك الذين التزموا بالنظام الغذائي “الحكيم”، والذي يطلق عليه الكثيرون “نظام البحر المتوسط” انخفضت لديهم نسب الوفيات بحوالي 17% من إجمالي الوفيات، أما الوفيات الناتجة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية فقد انخفضت لديهم بنسبة 28%.
ووجدت الدراسة أيضا أن أولئك الذين يعتمدون على النظام الغذائي الغربي ازدادت لديهم إجمالي الوفيات بنسبة 21%، وازدادت الوفيات بنسبة 22% في أمراض القلب والأوعية الدموية.
وبحسب المقال المنشور في مجلة “Eat This, Not That” الأمريكية، تحت عنوان “الطعام رقم 1 لحياة أكثر من 100 عام بحسب العلم”، إذا كان النظام الغذائي يلعب دورا رئيسيا في المدة التي نعيشها على هذه الأرض، لا بد أن هناك طعاما يتفوق على غيره في هذه الميزة.
بحسب المجلة الشهيرة في مجال الأغذية والصحة العامة، التي تقدم معلوماتها بناء على فريق من الأطباء والباحثين الأكاديميين الذين يشكلون مجلسا استشاريا كبيرا، فإن “الفاصولياء الحب هي أحد أفضل الأطعمة التي يمكنك تناولها لتعيش حتى 100 عام.
وعكف الباحثون لسنوات طولة على دراسة ما يطلق عليه “المناطق الزرقاء” في العالم، وهي المناطق التي يوجد بها أكبر عدد من المسنين فوق سنة الـ100 عام، ووجدوا بعض أوجه التشابه بالنسبة للعناصر الغذائية في هذه المناطق على رأسها البقوليات.
وأخذ الباحثون والعلماء هذه النتائج وابتكروا بناء على المعطيات ما يُعرف باسم “حمية المنطقة الزرقاء” كوسيلة لمساعدة الناس للحصول على حياة أطول.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “The American Journal of Lifestyle Medicine”، يوجد 9 قواسم مشتركة بين هذه المناطق، والتي تشمل عدة عادات مثل الحركة والنشاط وانخفاض نسب شرب الكحول.
لكن الدراسة نوهت إلى وجود قواسم مشتركة تتعلق ببعض الأطعمة، مثل تناول المزيد من الخضراوات، مع التركيز الشديد على الفاصوليا باعتبارها “حجر الزاوية في نظام غذائي مئوي”.
وجد الباحثون أن الأشخاص في هذه المناطق الذين عاشوا أطول فترة يأكلون نحو كوب واحد كامل من الفاصوليا يوميًا، حيث تقدم الفاصولياء كمية كبيرة من البروتينات والألياف النباتية بالإضافة إلى كميات كبيرة من الألياف.
وبحسب مراجعة نشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية، يوجد عنصر البوليفينول في العديد من أنواع الفاصولياء المختلفة (السوداء والكلوية والحمراء وغيرها). وقد ثبت أنه مضاد للالتهابات ومضاد للسكري ومضاد للسمنة ومضاد لأمراض القلب، وله خصائص وقائية، حسب (سبوتنيك).
صحيفة رأي اليوم الألكترونية