هواوي لن تحتكر تقنية الجيل الخامس

 

أفاد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هواوي رين تشنغ أنه على استعداد لمشاركة تقنية الجيل الخامس مع مشترين غربيين محتملين. وقال رين: إن هواوي مستعدة لمنح المشترين إمكانية الوصول الدائم إلى براءات الاختراع والتراخيص والتعليمات البرمجية والمخططات التقنية والمعارف التقنية الخاصة بـ “جي 5” مقابل رسوم تدفع لمرة واحدة.

وتولّت هواوي دوراً قياديًا في تطوير شبكات الهواتف المحمولة من الجيل الخامس (5جي) حول العالم. لكنها باتت في وضع صعب منذ أعلنت واشنطن أن أجهزتها قد تستخدم للتجسس لصالح الاستخبارات الصينية.

وكما الحال مع التقنيتين السابقتين “3 جي” و”4 جي”، من شأن هذه التكنولوجيا الجديدة أن تزيد من سرعة الاتصال بالشبكة، لا سيما في ما يتعلّق بالأكسسوارات الموصولة والسيارات المستقلة، فضلا عن تطبيقات الصحة والمواصلات الحضرية والمدن الذكية.

وبحسب منظمة “غلوبل سيستم فور موبايل كوميونيكيشنز”، من المتوقع أن تعود هذه التقنية الجديدة بعائدات على الاقتصاد العالمي تبلغ 565 مليار دولار بحلول 2034.

وتعدّ تقنية الجيل الخامس أحد محاور الصراع على النفوذ الدائر بين الصين والولايات المتحدة. وتسعى واشنطن إلى إقناع حلفائها بعدم تكليف الصينية هواوي ببسط شبكة “5 جي”، مشبهة العملاق الصيني بحصان طروادة الذي يسمح للصين بالتجسس على الغرب.

وتعتبر هواوي أكثر كفاءة وابتكارا من منافسيها في هذا الصدد. وهي أودعت 1529 براءة خاصة بالجيل الخامس.

وتملك الشركات الصينية ما مجموعه 3400 براءة في هذا المجال، أي أكثر من ثلث البراءات العالمية، إذا ما احتسبنا تلك التي استحصلت عليها شركات أخرى.

وتحتلّ المرتبة الثانية كوريا الجنوبية مع 2051 براءة، في حين تأتي الولايات المتحدة بعيدا في المرتبة الثالثة مع 1368 براءة.

وطرحت سامسونغ إلكترونيكس في السوق أول هاتف ذكي يعمل بشبكة الجيل الخامس “5 جي” بعد أن أصبحت كوريا الجنوبية رائدة في هذا المجال الذي من شأنه إحداث ثورة في الاتصالات.

ويمثل استعداد هواوي لمشاركة تقنية الجيل الخامس مع مشترين غربيين وعدم احتكارها لها دليلا على عدم استخدام تقنياتها ومعداتها ومنتجاتها غطاء للتجسس على دول أخرى بما انها أتاحت لهم امكانية الوصول الى أسرارها التقنية وبراءات اختراعها وفقا لخبراء.

ويُسمح للمقتني الجديد لتقنيات الجيل الخامس بتعديل التعليمات البرمجية المصدرية، مما يعني أنه لن يكون لدى هواوي أو الحكومة الصينية سيطرة افتراضية على أي بنية تحتية للاتصالات تم إنشاؤها باستخدام المعدات التي تنتجها الشركة الجديدة.

وتصطدم هواوي بعراقيل كثيرة تمنعها من طرح الجيل الجديد من تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم، حيث تتهمها الولايات المتحدة بالتعاون مع وكالات الاستخبارات الصينية في أغراض للتجسس.

وكانت الادارة الأميركية شنت حملة واسعة ضد هواوي تكثفت عندما حظر ترامب شبكات الاتصالات الاميركية من التزود بمعدات لدى شركات أجنبية تعتبر غير آمنة، في إشارة واضحة الى هواوي.

وترى واشنطن أن هواوي، التي تعتبر لاعبا أساسيا في مجال الاتصالات من الصعب الالتفاف عليه، تشكل خطرا على الأمن القومي، وتنتهك الحياة الخاصة لمستخدميها بسبب علاقاتها الوثيقة مع الحكومة الصينية. لكن شركة هواوي تنفي على الدوام هذه الاتهامات.

الا أن مخاوف الولايات المتحدة تذهب الى ما هو أبعد من هواوي، لتصل الى القلق من التنامي الكبير للدور الاقتصادي الصيني، وهو الأمر الذي تتفق بشأنه الطبقة السياسية الاميركية رغم خلافاتها الكبيرة.

وتزامنت هذه القيود على هواوي مع تعثر المفاوضات التجارية بين البلدين، وقيام ترامب بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية على بضائع صينية مستوردة بقيمة 200 مليار دولار من 10% الى 25%.

وتتهم واشنطن على الدوام بكين بسرقة حقوق الملكية الفكرية، وممارسة القرصنة المعلوماتية.

ويبحث عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي المهدد بخسارة نظام أندرويد بسبب العقوبات الأميركية، عن حلول سريعة لتجاوز الأزمة التجارية، حيث قدم نظام تشغيل جديد تجهز به هواتفه النقالة.

وقدم المدير التنفيذي ريتشارد يو خلال مؤتمر لهواوي في دونغقوان جنوب الصين، النظام الذي أطلق عليه اسم “هارمونيوس”.

وتسعى هواوي منذ 2012 إلى أن يكون لها نظام تشغيل خاص بها.

كما سعت مجموعة التكنولوجيا الصينية العملاقة لتعزيز موقعها في إفريقيا، حيث رسّخت وجودها أساسًا.

وسعت هواوي التي تحولت اليوم إلى عامل رئيسي في التوترات الأميركية الصينية، لترسيخ وجودها في إفريقيا. ووقعت اتفاقية لتعزيز تعاونها مع الاتحاد الإفريقي.

وقال روبين نيزارد، وهو خبير اقتصاد ومختص في شؤون إفريقيا جنوب الصحراء لدى شركة “كوفاس” الفرنسية للخدمات المالية، “هذه طريقة لإظهار أن هواوي لا تزال حاضرة في إفريقيا وأنهم يريدون البقاء كلاعب أساسي عبر التواجد في قطاع النمو هذا الذي يعد غاية في الأهمية”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى