بريق السياحة المصرية يخبو والحكومة تجهد لاحتواء التراجع

القاهرة| تراجع بريق السياحة المصرية منذ الربع الأخير من العام الماضي والنصف الأول للعام الجاري، لأسباب أمنية في المقام الأول، بينما تحاول السلطات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم السياحي الحالي، بحملات ترويجية وتوقيع اتفاقيات لأمن المطارات الرئيسة.

ووفق مسح أجرته “الأناضول”، استناداً إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (حكومي)، فإن عدد السياح الوافدين تراجع إلى 2.328 مليون سائح في الشهور الستة الأولى من العام الجاري، مقابل 3.969 مليون سائح خلال الفترة المناظرة من العام 2015. وقبل ثورة يناير/كانون ثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، كان قطاع السياحة المصري يدر على البلاد نحو 12 مليار دولار سنوياً.

وبلغ عدد السياح الذين زاروا مصر في 2015، نحو 9.3 ملايين سائح بانخفاض 6% عن 2014، وإجمالي الإيرادات بلغت 6.1 مليار دولار بانخفاض 15% عن الإيرادات المتحققة في 2014.

وقال أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، إن بلاده بدأت تعاني من شدة انخفاض في الحركة السياحية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأرجع حمدي في حديثه للأناضول الانخفاض، إلى “سقوط الطائرة الروسية في مصر، والتي توقفت معها السياحة الوافدة من روسيا وبريطانيا، والتي تمثّل نسبة 40% من الحركة الوافدة لمصر”.

وأسقطت طائرة تقل سياحاً روس، نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي فوق شبه جزيرة سيناء(شمال شرق)، ما أدى إلى وفاة ركاب الطائرة وطاقمها جميعاً، البالغ عددهم 224 شخصاً. وتعرّضت حركة الطيران إلى أزمتين لاحقتين العام الجاري، بقيام مواطن مصري بخطف طائرة وإجبار قائدها تغيير مسار الرحلة إلى قبرص بدلاً من القاهرة، وسقوط طائرة مصرية في مياه البحر المتوسط كانت قادمة من فرنسا، ولم تعرف أسباب الحادثة بعد.

وقال خبراء في تقرير سابق للأناضول، إن الحوادث الثلاثة أثّرت على صناعة السياحة المصرية وقلّصت من عدد الزوار، رغم توقيع سلطات الطيران في مصر اتفاقيات لحماية أمن عدد من مطاراتها. واعترف نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة في مصر، أن بلاده لم تتمكن من استعادة الحركة السياحية الوافدة من روسيا وبريطانيا منذ سقوط الطائرة الروسية نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وأشار أن الوضع الاقتصادي في مصر “تأثّر سلباً بانخفاض الحركة السياحية، وتراجعت الإيرادات الأجنبية خلال تلك الفترة تزامناً مع انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، ونقص العملة الصعبة”.

وقال وزير المالية المصري عمرو الجارحي، مطلع الأسبوع الجاري، إن إيرادات السياحة المتوقعة هذا العام لن تزيد على 5 مليارات دولار، مقارنة مع 6.1 مليارات دولار في 2015. وأضاف الجارحي في تصريحات صحفية، “قطاع السياحة… بدلاً من تحقيقه إيرادات بنحو 14 مليار دولار قبل خمس سنوات نتوقع العام الحالي ألا تزيد إيرادات السياحة عن 5 مليارات دولار فقط”.

جهود للالتقاط الأنفاس

ووضعت مصر خطة لتحسين الحركة السياحية الوافدة إليها، كان أبرزها التركيز على زيادة السياحة العربية التي تمثل 17% من إجمالي الحركة السياحية، وخلق أسواق بديلة مثل اليابان والصين وكازاخستان وغيرها من شرق آسيا لتعويض غياب الروس والبريطانيين.

وتسعى مصر إلى تنمية السياحة العلاجية، بتحديث أنواع علاجات معينة بطريقة أفضل وأرخص من الخارج، “السياحة الاستشفائية تمثل نحو 4% من حجم السياحة الوافدة إلى مصر ونعمل على زيادتها”، بحسب أحمد حمدي.

والأسبوع الماضي، قال وزير السياحة يحيى راشد إن الوزارة تنفّذ منذ شهور خططاً متنوعة للتنشيط السياحي، تستهدف كل سوق على حدة، طبقاً للمتغيرات المتسارعة التي تحدث في العالم، مشيراً أن هناك أرقاماً سياحية إيجابية من عدد من الأسواق السياحية كالسوق العربية. وبدأت شركة مصر للطيران منتصف الشهر الماضي، حملتها لتنشيط حركة السياحة الداخلية تحت عنوان “إجازتك في مصر” تستمر حتى سبتمبر/أيلول المقبل، بهدف تشجيع المصريين على قضاء الإجازة ببلادهم. والشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على دخول القطاع الخاص السياحي كشريك في تنفيذ حملات سياحية تستهدف دولاً عربية وأوروبية.

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى