احذروا الكاتب محمد الطاهر: رواية (شمو) والنبوءات القهرية للمرأة

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

” المدينة تغفو كل مساء كعادتها، ولاشيء يبدد ذلك الصمت والوحشة في ذلك السجن المدني، القابع في الجهة الشمالية للمدينة ، سوى صفير القطار القادم في آخر الليل من القامشلي، ربما كان هو المؤنس الوحيد الدائم، لمن حاربهم النوم وصاحبهم طول السهر في تلك الليالي ..”

ثلاثة معطيات دفعة واحدة تثير الرغبة في التعرف على بقية التفاصيل، فهناك (مدينة) تغفو، وهناك سجن (مدني)، وهناك من يقبع فيه . والغريب أن الكاتب محمد الطاهر انتقى الضحية من النساء، وهي أي ( شمو ) امرأة من نوع خاص كردية، جميلة ، قوية، وجريئة، لكنها مظلومة..

ولكي يقدم سرديته الروائية بطريقة جذابة لجأ إلى الأسلوب البوليسي ، فنجح فيه، وغمر مفرداته بأسرار النساء والرجال، وقباحة العلاقات الإنسانية، عندما تفقد المشاعر والرحمة.

ويقول الناقد محمد الحفري عن الرواية : ” هاهي تلك المرأة الكردية (شمو) تصرخ من أعماقها، وهي تتعرض للظلم والاغتصاب. تنده من شدة الخوف والقهر، شأنها في ذلك شأن الكثيرات من نساء مجتمعنا ”

ويصف هذا الناقد الأسلوب الروائي الذي اتبعه كاتب الرواية، بأنه ” يرسم ببراعة فنية قل نظيرها مشاهد ولوحات يشهرها في وجه البشاعة والتوحش الذي أكل جسدها، وحاول أن يسجن روحها بين أنيابه، لا لشيء سوى لأنها إمرأة جميلة.”

وتذهب الرواية من مفتاحها السحري (المرأة الجميلة) ، إلى الكيد النسائي، والجشع الجنسي الذكوري، فإذا نحن نتتبع مصير امرأة اتهمت بقتل زوجها، فندخل أروقة القضاء، ونتعرف على الفساد في جوانبه المختلفة، بدءا من استهتار الإنسان بالجسد البشري، وصولا إلى التفريط بالمصير، ووضع المرأة البريئة أمام حبل المشنقة، ثم العفو عنها بعد عشرة أعوام من السجن والعزلة، لتكتشف أن لافائدة من خروجها من السجن بعد هذا الزمن .

رواية (شمو) من الروايات الجديدة المثيرة للانتباه، والصادرة عن دار العراب بدمشق، وللكاتب أعمال روائية وقصصية أخرى من بينها :

مدينة الحزن، عرس ليلة هادئة، مأساة رجل محترم، لعل السماء تمطر فرحا، أرض الجهاد، ماري.

وقال الكاتب محمد الطاهر لموقع بوابة الشرق الأوسط إنه يعكف على كتابة رواية جديدة بعنوان : شارع المعبر التركي، وله رواية جديدة أخرى بعنوان : مواسم الغياب وتذهب إلى أمكنة تفرد مساحة أكبر للحدث والشخصيات ، فتبدأ من باب توما ثم تنتقل إلى بيروت إلى ألمانيا اإلى هولندا ثم العودة إلى سورية ….

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى