حريق مصياف !

خاص

في تبعات الحرب التي يعيشها السوريون، هناك كوارث من نوع آخر لاتفرض نفسها كثيرا في الإعلام، ولاينتبه العالم إلى آثارها الكبيرة، ومن تلك الكوارث ((حرائق الأحراش الصنوبرية)) التي يهتم العالم بزراعتها لتحسين مناخ كوكب الأرض..

وقد ظهرت هذه الحرائق في سورية منذ الأيام الأولى للحرب (( جبل التركمان))، ولاتزال كظاهرة تنتشر بين مرحلة وأخرى، ويأتي حريق منطقة مصياف ليزيد الطين بلة !

نشب الحريق في غابات البستان في منطقة مصياف الحراجية، ومع تردد وسائل الاطفاء وتراجع إمكاناتها نتيجة الحرب التهم الحريق مساحات واسعة من أشجار الصنوبر الثمري يرجح أن تكون مساحته 700 دونم هي المساحة الواسعة من الأشجار التي التهمتها نيران الحريق.. وقال رئيس شعبة حراج مصياف: إن الحريق تاجي ووصل ارتفاعه إلى 50 متراً، وتكمن خطورته في نشوبه بمنطقة حراجية ملأى بالصنوبريات وأشجار باسقة معمرة عمرها أكثر من 60 سنة. أما إذاعة ((المدينة f.m)) المحلية في تقرير لها حول الموضوع إن مساحات الأشجار المحترقة تشير إلى كارثة وطنية ، وأن أسبابها تعود إلى من يعملون على استثمار الأراضي الحراجية، أو يريدون بيع الفحم والحطب الناجم عن الحريق.

وتعتبر منطقة مصياف السورية التابعة لمحافظة حماة منطقة حراجية واسعة مصياف وتقع جنوب غرب مدينة حماة على مسافة 48 كم. وقد بلغ عدد سكانها حسب احصاءات عام 2004 أكثر من اثنين وعشرين ألف نسمة .. وقد وقعت فيها مجموعة حرائق حراجية سابقة، لكن الحريق الأخير هو آخرها، و نقلت صحيفة الوطن عن شهود عيان قولهم إن النيران التي أضرمت بفعل فاعل، تقف وراءها الجهات ذاتها المستفيدة من حرائق العام الماضي، التي يفترض بها حماية الغابات من العبث والأيدي الحاقدة، وقد أكلت النيران القوية -يقول المواطنون- على مرأى منا مئات الأشجار التي لا يمكن تعويضها مطلقاً، ولم نستطع فعل شيء، لقوة اضطرامها ولضعف إمكاناتنا، فنحن لا نملك سوى /سطول/ المياه!!.

ونقلت الصحيفة عن المقدم ثائر الحسن قائد فوج إطفاء حماة أن هذا الحريق يعد الخامس في المنطقة خلال 4 أيام متتالية حيث اندلعت أربعة حرائق منذ يوم الخميس الماضي يعتقد أنها مفتعلة من مجهولين وتجهد فرق الإطفاء من محافظة حماة وطرطوس لإخمادها.

وفي تفاصيل إضافية أوردتها صحيفة البعث السورية نقلا عن مراسلها محمد فرحة ، قال مدير الحراج في زراعة حماة المهندس موفق السباهي إن الحريق الذي طال غابات مصياف في موقع قرية دير الصليب المجاورة لأراضي قرية ربعو من فعل فاعل بكل تأكيد، بدليل نشوب الحريق الساعة التاسعة والنصف ليلاً ولا يوجد في الموقع أي أثر لمكبات القمامة واستمر الحريق لمدة /24/ ساعة تقريباً على دفعتين، بعدما تم إخماده عاد واشتعل من جديد لتكون المحصلة النهائية /200/ دونم من حراج السنديان والأشجار الخاصة المثمرة. وما إن تم إخماد هذا الحريق حتى نشب حريق آخر في قرية الصومعة /20/ كم شرق مدينة مصياف لتلتهم النار الأراضي الحراجية في أراضي أملاك الدولة والأراضي الخاصة، الأمر الذي أربكنا كثيراً لجهة إمكانية توزيع وإرسال عناصر إطفاء الحراج وصعوبة وصول الصهاريج المحملة بالمياه إلى هذه المواقع نظراً لغياب الطرق الزراعية ووعورة المنطقة.

وأضاف السباهي: إنه نشب حريق ثالث في قرية السقلية شمال مدينة مصياف، حيث طال هو الآخر عشرات الدونمات لتكون حصيلة هذه الحرائق نحو /400/ دونم ما يؤكد أن أغلب هذه الحرائق من فعل فاعل وبعضها الآخر ناتج عن حرق أراضي الحصيد، لافتاً إلى أنه تمّت مخاطبة محافظ حماة لدعوة رؤساء الوحدات الإدارية وعقد اجتماع تحضيري لأخذ الحيطة والانتباه عند إحراق المكبات، والتأكد من عدم تطاولها إلى الغابات الحراجية ولاسيما أن أغلبها يقع بجوار الغابات الحراجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى