من خلال عملية يمكن اطلاقها في أي وقت.. اردوغان يهدد بـ”وأد” القوة الحدودية التي تريد واشنطن تشكيلها في سوريا

دفع الجيش التركي، اليوم الإثنين، بتعزيزات عسكرية إضافية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا. وأفاد مراسل الأناضول، نقلًا عن مصادر أمنية تركية، أن رتلًا عسكريًا مؤلفًا من 20 آلية، وصل قضاء قيزيل تابه بولاية ماردين، جنوبي البلاد، في طريقها إلى ولاية شانلي أورفة المحاذية للحدود مع سوريا.

وأضافت المصادر أن التعزيزات تضمنت دبابات ومدفعيات، وتم إرسالها إلى الوحدات الحدودية وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأمس، أرسل الجيس التركي تعزيزات عسكرية تتضمن مدرعات وجنود وعربات نقل إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولاية غازي عنتاب، جنوبي البلاد.

هذا، وهدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ب”وأد” القوة الحدودية التي تريد واشنطن تشكيلها في سوريا وتضم خصوصا مقاتلين اكرادا تعتبرهم انقرة “ارهابيين”. وقال اردوغان في خطاب في انقرة ان “اميركا اعترفت بانها تشكل جيشا ارهابيا على حدودنا. ودورنا نحن ان نقوم بوأد هذا الجيش الارهابي في المهد” مضيفا ان عملية يمكن ان “تطلق في اي وقت”.

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية اعلن الاحد انه يعمل على تشكيل قوة امنية حدودية قوامها 30 الف عنصر في شرق سوريا، بالتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية. واعلن التحالف الدولي ان الهدف من تشكيل هذه القوة هو “منع عودة تنظيم الدولة الاسلامية”.

كما اعلن التحالف ان “الهدف النهائي تشكيل قوة تضم في النهاية 30 الفا تقريبا”، نحو نصفهم سيكونون مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية، وسيتم تجنيد الاخرين. وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، الا ان انقرة تعتبرها منظمة “ارهابية” مرتبطة بالمتمردين الاكراد في تركيا.

واتهم المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداق الاثنين الولايات المتحدة بـ”اللعب بالنار” بتشكيلها هذه القوة.

واكد الرئيس التركي ان القوات المسلحة التركية “جاهزة” لشن عملية “في اي وقت” ضد معاقل وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ومنبج، في شمال سوريا. واضاف اردوغان ان “الاستعدادات استكملت، وان العملية يمكن ان تنطلق في اي وقت”، مضيفا ان “العمليات (ستستمر) حتى القضاء على آخر ارهابي”.

ومن جهته حذّر أوزتورك يلماز، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، من الخطوات التي تقدم عليها الولايات المتحدة الأمريكية شمال سوريا بتشكيلها جيشا من إرهابيي تنظيم “ب ي د”.

واعتبر يلماز في المؤتمر الصحفي الذي نظمه في البرلمان التركي، اليوم الاثنين، أنّ الهدف من وراء الجيش الذي ستشكله واشنطن شمالي سوريا هو إبقاء كل من تركيا وسوريا والعراق تحت ضغطها. وأشار يلماز الى وجود حسابات عدة دول في عفرين (شمالي سوريا) وفي مناطق أخرى. ودعا يلماز إلى إيجاد حل سياسي في سوريا يضمن وحدة ترابها.

وشنت تركيا بين آب/اغسطس 2016 واذار/مارس 2017 عملية عسكرية برية اطلقت عليه اسم “درع الفرات” في شمال سوريا لابعاد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية نحو الجنوب، ومنع المقاتلين الاكراد من تحقيق تواصل جغرافي بين الاراضي التي يسيطرون عليها في شمال سوريا.

وكانت تركيا نشرت في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي قوات مكلفة مهمة مراقبة في محافظة حلب المجاورة لعفرين في اطار اقامة مناطق “خفض توتر” في سوريا تقررت خلال محادثات آستانا التي تجري باشراف تركيا وايران وروسيا.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، بدعم من غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي امدها ايضا بالعتاد والسلاح.

وادى اختلاف وجهات النظر ازاء المقاتلين الاكراد الى تصعيد التوتر بين واشنطن وانقرة المنضويتين في حلف شمال الاطلسي.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى