تل أبيب:”الضربات الإيرانيّة البحريّة للسفن الإسرائيليّة ألحقت ضررًا اقتصاديا جسيمًا بالدولة العبريّة والطرفان يقتربان من نقطة الانفجار وطهران تأكّدت أنّه يُمكِن ردع إسرائيل عن عرقلة ضخّ النفط لسوريّة المواجهة ستتدهور لاتجاهاتٍ غيرُ مرتقبةٍ”

 

أكدت صحيفة عبرية، أن الحرب البحرية الجارية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، ارتفعت درجة وصعدت فوق سطح الماء، وهو ما ينذر باقترابها من نقطة الانفجار.

 وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في مقال لمعلقها العسكري أليكس فيشمان، نقلا عن “محافل مطلعة” بشكل جيد على تجارة النفط في العالم، أنّه “طرأ في الأشهر الأخيرة انخفاض جوهري على حجم النفط الذي يمر من إيران إلى ميناء اللاذقية في سوريّة عبر البحر”، مؤكدة أنّ هذا الأمر “ليس صدفة”.

وقدرت أنّ “هذه إحدى نتائج الحرب البحرية بين إسرائيل وإيران، وهي التي تستهدف منع عبور النفط الإيراني المخصص لتمويل النشاط العسكري لقوة القدس الإيرانية وحزب الله في سوريّة وفي لبنان، وطلبت سوريّة مؤخرًا من روسيا زيادة كمية النفط التي تبيعها لسوريّة بدلاً من النفط الإيراني، الذي عادةً ما يعرقل ضخّه”.

ونبهت الصحيفة إلى أن “هذه الحرب ارتفعت درجة هذا الأسبوع، وأصاب صاروخ إيراني في بحر العرب سفينة الشحن “لوري” التي تبحر تحت علم أجنبي، وهي تعود لشركة “تسيم” الإسرائيلية، وذلك بخلاف سفينة الشحن “هليوس ري” التي أصيبت في 26 شباط (فبراير) الماضي بعبوة ألصقت في جانبها في خليج عُمان، والتي هي سفينة أجنبية تشغلها شركة أجنبية يملكها رجل أعمال إسرائيلي”.

وأفادت بأن “هذه الحرب البحرية تتواصل منذ أكثر من سنتين، وهي تتركز على الناقلات التي تعود لشركات إيرانية ترتبط بالحرس الثوري، ولم تصعد مؤخرًا إلى العناوين الرئيسية إلّا بعد أنْ بدأت تصاب سفن توجد لها علاقة بإسرائيل؛ لأنها مؤمنة في شركات دولية”.

وتابعت: “لطالما تضررت سفن إيرانية وتحديدًا ناقلات وقود، ولكنها لم تحظ بالعناوين الرئيسية؛ لأن هذه السفن مؤمنة في شركات تأمين إيرانية، وأخفت إيران خسائرها الهائلة جراء ضرب هذه السفن، فلا مصلحة لها في إعلان ذلك لجمهورها”.

وشدّدّ المحلل فيشمان، المعروف بصلاته الوطيدة جدًا مع المؤسسة الأمنيّة في الكيان، شدّدّ على أنّ “هذه المعركة البحرية، كمعركة منسوبة لإسرائيل، هي جزء من حرب متعددة الأذرع تديرها إسرائيل ضد مصادر تمويل المنظمات العاملة ضدها، ونشر في الماضي، أن نحو نصف أعمال الجيش الإسرائيلي في إطار ما يسمى “الحرب بين الحروب” (تتضمن فصلاً اقتصاديًا)، تنفذها الذراع الإستراتيجية طويلة المدى لسلاح البحرية”.

كما “يمكن الافتراض، أنّ قسمًا كبيرًا من هذا العبء يقع على كاهل رجال القوات الخاصة، مقاتلي الكوماندوز البحرية، الذين توجد لهم قدرات للعمل بشكل مستقل وعلى مدى فترات زمنية طويلة، حتى على مسافة مئات الكيلومترات عن شواطئ إسرائيل”.

وقبل نحو أسبوعين، كشفت “وول ستريت جورنال”، أنه “في إطار هذه الحرب البحرية، ضربت إسرائيل 12 ناقلة نفط إيرانية”.

وأشارت “يديعوت” إلى أن “محافل دولية تعنى بالحراسة البحرية، تعتقد أن عدد السفن الإيرانية المستهدفة (من قبل الاحتلال) هو ضعف هذا العدد، فبعض من الناقلات التي أصيبت عادت إلى إيران، وبعضها وصل إلى الموانئ وتعطلت نتيجة لضرر لا صلاح له”.

وبينت أنّ “كل ناقلة كهذه لا تصل لهدفها، معناه خسارة دخل بمقدار 60 – 80 مليون دولار، وحاليا توجد قواعد في هذه الحرب، والطرفان يلتزمان بها؛ فلم يتم السيطرة على السفن، وكانت الأعمال بلا إصابات وقتلى، ولم تغرق أو تلوث البحر”.

وذكرت أن “الضربات للناقلات التي نسبت لإسرائيل في السابق، تحملتها إيران بصمت، أما الآن يبدو أن طهران توصلت إلى الاستنتاج، أنه يمكن ردع إسرائيل عن عرقلة ضخ النفط لسوريّة، من خلال ضرب سفن تعمل في الخط التجاري بين إسرائيل والشرق الأقصى”.

وأكدت الصحيفة أن “تواصل هذه الضربات، سيلحق ضررًا اقتصاديا جسيمًا بإسرائيل؛ لأن شركات السفن وشركات التأمين ستتردد في العمل في هذا الخط البحري”.

وقدرت أن “الطرفين يقتربان من نقطة الانفجار، لإسرائيل منسوب رد على الضربة لـ “هليوس ري” من خلال هجوم جوي في ضواحي دمشق، وأغلب الظن أيضا بضرب سفينة تجارية إيرانية أمام شواطئ سوريا، وهذا ما نشر فقط”، مؤكّدةً في ختما تقريرها أنّ “المواجهة الجارية، من شأنها أنْ تتدهور إلى اتجاهات غير مرتقبة”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى