تل أبيب قلقة جدًا من استخدام الطائرات المُسيّرة بدون طيّار لدى حزب الله وحماس
كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في عددها الصادر اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، كشفت عن أنّ حركة حماس عقدت اتفاقًا مع حزب الله اللبنانيّ بموجبه ستُقيم الحركة قواعد عسكريّة في الجنوب اللبنانيّ، ومن هناك ستفتح جبهةً أخرى ضدّ شمال الدولة العبريّة.
ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ تل أبيب ترى بخطورةٍ بالغةٍ هذا التطوّر وتعتبره تجاوزًا لكلّ الخطوط الحمراء، مُشيرةً في الوقت عينه، إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، تطرّق أمس السبت إلى هذه الخطوة غيرُ المسبوقة وقال فيما قال إنّ إسرائيل لن تسمح لحماس فتح جبهةً ضدّها من الجنوب اللبنانيّ، في إشارةٍ واضحةٍ إلى اللجوء للخيار العسكريّ. كما أوضحت الصحيفة أنّ اتهّام الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، إسرائيل بالوقوف وراء محاولة اغتيال القياديّ في حماس الأسبوع الماضي، يؤكّد على أنّ العلاقات بين حماس وحزب الله عادت إلى طبيعتها، وأنّ التنسيق بينهما وصل إلى ذروته، على حدّ تعبيرها.
إلى ذلك، قال يوسي ميلمان، محلّل الشؤون الأمنيّة والاستخباراتيّ إنّ هجوم المروحيات الرباعية مطار حميميم ينطوي على دروس مهمة جدًا بالنسبة إلى إسرائيل، سواء في مقابل حزب الله في لبنان أوْ في مقابل حماس في قطاع غزة.
وتابع قائلاً إنّ إسرائيل على عدم التعقيب على ما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية بأنّ لطائراتها المسيّرة قدرة على جميع المعلومات الاستخباراتية، وعلى القيام بمهمات هجومية أيضًا، وأنها تستخدمها الآن، طبقاً للتقارير الإعلامية الأجنبية ذاتها، في جبهات متعددة، في قطاع غزة ولبنان وسورية، مُوضحًا أنّه لا شك في أنّ قدرات إيران وحزب الله وحماس هي أقل كثيرًا من قدرات إسرائيل، ومع ذلك لا تستخف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مطلقًا بتطور هذا المجال لدى أعدائها.
وتابع، نقلاً عن مصادره الأمنيّة، أنّ حزب الله يمتلك بعض الأسراب التي تضم بضع مئات من الطائرات المسيّرة المتطورة جداً من طراز “مرصاد” و”أبابيل” من صنع إيراني، ويستخدمها في مهمات استخباراتية وهجومية على حدٍّ سواء في سورية، مضيفًا: نجح حزب الله في اختراق الحدود الإسرائيلية بضع مرات أُخرى وإرسال طائرات مسيّرة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في مهمات تجسسية، ولفحص مدى قدرة الكشف والرد لدى منظومات الدفاع الجويّ الإسرائيليّة.
أمّا حماس في قطاع غزة، قال المُحلّل، فقد بدأت، بتوجيه من إيران وحزب الله، ببذل جهود مكثفة لتطوير قدرات جوية خاصة بها، فمنذ عملية “الجرف الصامد” في صيف 2014، ثم بعدها أيضًا، نجحت الدفاعات الجوية والطائرات الحربية الإسرائيلية في إسقاط بضع طائرات مسيّرة صغيرة تابعة لـ”حماس″.
لكن هذه الحركة كثفت جهودها ومحاولاتها في هذا المجال خلال السنتين الأخيرتين بصورة خاصة، مشدّدًا على أنّها خطوة إستراتيجية من جانبها، ويبدو أنّها تأتي أيضًا على خلفية إدراك قادة الجناح العسكري في الحركة بأنّ سلاح الأنفاق الهجومية يضيع من بين أيديهم.
ورأى أنّه إزّاء ما تواجهه حماس من تصدي “القبة الحديدية” لمحاولاتها وقدراتها في مجال إطلاق القذائف والصواريخ، تُحاول إيجاد وسائل قتالية أُخرى بديلة وناجعة، وإحداها هي قذائف 80 ملم و120 ملم يجري إطلاقها من غزة إلى إسرائيل من حين إلى آخر، والتي توفر “القبة الحديدية” ردًا ليس كافيًا عليها، علمًا بأنّ جميع المحاولات الكثيرة لتطوير نظام خاص لإسقاط هذه القذائف لم تثمر بعد.
وأردف: ثمة بديل آخر هو الطائرات المسيّرة، وهو ما تبذل حماس جهودًا جبارّة لا تتوقف من أجل الحصول عليه، إذْ تحاول تهريب مروحيات رباعية مفككة يمكن اقتناؤها في السوق المدنيّة ثمّ إعادة تركيبها من جديد، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة في تل أبيب.
ولفت إلى أنّه قبل نحو ثلاث سنوات، في ذروة عملية “الجرف الصامد”، ألقى الشاباك القبض على قائد خلية من القوات الخاصة التابعة لحركة “حماس″ كانت تخطط لتنفيذ عملية في إسرائيل بواسطة طائرة شراعية. وكان قد أُوفد إلى ماليزيا حيث تدرب هناك على استخدام الطائرات الشراعية.
وفي 15 كانون الأول (ديسمبر) من العام 2016 قُتل في تونس المهندس التونسي محمد الزواوي الخبير في مجال الطائرات، بإطلاق النار عليه من مسافة قصيرة جدًا، واتضح فيما بعد أنّه كان مستشارًا خاصًا لحماس في شؤون تطوير الطائرات المسيّرة، وطبقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام أجنبية، نُسبت عملية الاغتيال هذه إلى الموساد.
هذه الأمور كلّها، اختتم المُحلّل ميلمان، تدلّ على أنّ إسرائيل تعرف نوايا حماس ومحاولاتها، إذْ تعكف على تطوير وتحسين قدراتها الجوية كبديل يمكنها بواسطته مفاجأة إسرائيل في الجولة المقبلة من القتال، إذا نشبت ومتى، بحسب تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية