شيرين عبد الوهاب عرفت «طريقها»
الحصرية وزحام مسلسلات رمضان لم يمنحا التجربة التلفزيونية الأولى لشيرين عبد الوهاب نسبة المشاهدة الكافية. لكن ذلك لم يمنع من الإشادات بمسلسل «طريقي» (تأليف تامر حبيب، وإخراج محمد شاكر خضير) على عكس المتوقّع.
بعد الحلقات الأولى، تجاوزت المغنية المصرية المرحلة الحرجة، إذ أبدى العديد من النقاد والمشاهدين قبولاً لأدائها أمام الكاميرا، فيما تحفظ آخرون، معتبرين أنّها لا تزال بعيدة عن الجمع بين الغناء والتمثيل.
في كل الأحوال، لم تخرج شيرين خاسرة حتى الآن من التجربة. تشير بعض التوقعات إلى أن الجمهور سينصرف سريعاً عن المسلسل. كما بدا لمن تابع بدقة أنّ صاحبة أغنية «كلّي ملكك» أخذت المشروع بالجدية الكافية، خصوصاً أنّ لديها «عقدة» قديمة من التمثيل عائدة إلى فيلمها الأوّل والوحيد «ميدو مشاكل» (إخراج محمد النجّار ــ 2003). هذا الشريط لا يروق لها وتعتبر نفسها ظهرت فيه بشكل لا يرضيها، وكرّرت ذلك أكثر من مرّة، رغم أنّها كانت بطلة العمل أمام أحمد حلمي. غير أنّ حلمي نفسه تجاوز الفيلم سريعاً ولا يمكن اعتباره من أفلامه المهمّة.
من جانبها، احتاجت شيرين إلى 12 سنة كاملة حتى تعود للوقوف أمام الكاميرا من جديد لتجسّد هذه المرّة شخصية «دليلة»، الفتاة المحبّة للغناء التي تجد معارضة عنيفة من قبل والدتها الأرستقراطية (سوسن بدر) وشقيقها الأكبر (محمد ممدوج)، بينما تلقى الدعم من والدها (محمود الجندي) والشقيق الأصغر (محمد عادل). قصة تقليدية معروفة النهاية؛ ستصبح «دليلة» نجمة بالتأكيد في الحلقة الأخيرة، لكن المشوار إلى القمّة عادةً ما يحبّه الجمهور، خصوصاً أنّ شيرين في هذه التجربة لا تقدّم قصة حياتها ولا حياة أي من نجمات الطرب في القرن العشرين. لا مقارنة إذاً إلا مع شيرين الممثلة في «ميدو مشاكل”. وبحسب المتابعين، فإنّ الفرق كبير، لا سيّما لجهة دروس التمثيل التي حصلت عليها شيرين، والثقة في النفس أمام الكاميرا، إضافة إلى إنقاص الوزن لتناسب المرحلة العمرية التي ظهرت فيها في الحلقات الأولى. كل ذلك أسهم في أن تخطو شيرين طريقها نحو الوقوف على منصة الممثلين لا المطربين فقط. صحيح أنّها في الحلقات الأولى تجسّد شخصية طالبة ثانوي، الأمر الذي تحفظ عليه بعضهم.
وقد ساهم في رفع مستوى المسلسل تتر البداية بصوت شيرين، الذي اعتبر بعضهم أنّه من بين الأفضل في رمضان الحالي، فيما معظم المغنين المشاركين في بطولات درامية لا يؤدون أغنيات البداية والنهاية الخاصة بأعمالهم.
الوضع مختلف طبعاً بالنسبة إلى شيرين لأنّها لا تمثّل كي تعوض تراجعاً في سوق الغناء، ونجح أداء الممثلين المصاحبين لها في دعم التجربة مع وجود الخط المشوّق من خلال العلاقات العاطفية والشخصية المتداخلة، كعلاقة «دليلة» بالمحامي الذي يجسد شخصيته الممثل السوري باسل خياط.
على خط موازٍ، راق للجمهور غناء شيرين للعديد من الأغنيات الشهيرة لكبار النجوم في النصف الثاني من الستينيات، ضمن مشاهد المسلسل في مرحلة البحث عن فرصة لاحتراف الغناء.
صحيفة الأخبار اللبنانية