يوميات ناقصة | هَلَعُ الأشياء (نزيه أبو عفش)

 

نزيه أبو عفش

بعدَ ماذا وماذا؟
أُذَكِّرُكَ وأُعيدُ تذكيرَكْ:
كنْ ليِّناً ورقيقاً!
الأشياء ليست ميّتةً بالضرورة.
الأشياءُ قد تكون لها أرواحٌ وأدمغةْ.
الطاولةُ، الصحنُ، بابُ خزانةِ الأواني، الشجرةُ، الحذاءُ، ورقةُ الكتابةِ المرذولةُ، بلاطةُ رصيفِ الشارع…
كلُّها كلُّها (حتى وإنْ بدتْ خرساءَ وصابرة)
قد تكونُ لها أرواحٌ ودموعٌ وأدمغةْ.
تخيَّلْ! (على الأقلّ: تخيَّلْ)
شهقةَ الكرسيّ، وصرخةَ الإناءِ الخزفيّ، ودمعةَ نصْلِ السكّينْ.
تخيَّلْ شقاءَ المادّةِ ، وهلَعَ الأشياءْ.
تخيّلْ عذابَ الأبكم.
……
ليس مِن بابِ الحيطةِ فحسب
بل مِن بابِ الحنانِ أيضاً:
الأشياءُ تتعذّب. فإذن لا تَقْسُ عليها!
إنْ لم تكنْ قادراً على سماعِ صرخاتها
فكِّرْ في صرخاتِ فؤادِكَ ولَحْمِك.
ذكّرْتُكَ وأُذَكِّرُكْ.

صحيفة الأخبار اللبنانية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى