قدري جميل زعيم حزب الإرادة الشعبية السوري: لماذا يبشر بحل سلمي قادم للأزمة السورية ؟!
((أشك بأن العالم يريد تحول الصراع في سورية إلى صدام إقليمي ودولي))
هذا العنوان مقتبس، من صحيفة قاسيون الشهيرة التي توزع أعدادا كبيرة عبر شبكة موزعيها في سورية في محاولة لنسج أوسع انتشار بين الناس لحزب الإرادة الشعبية الذي يتزعمه الدكتور قدري جميل المعارض الأشهر بين السوريين..
إنه عنوان يحمل نوعا من التفاؤل، عززته تصريحات الدكتور جميل التي نبه فيها إلى أنه و كلما اقترب الحل ثمة نقطة يصطدم بها المجتمعون دائماً سواء في جنيف أم في كل لقاء معارض، وهي بين المرحلة الانتقالية وتنحي الرئيس الأسد أو عدم تنحيه، وتأثير ذلك على تعطيل الحل،ف«العملية السياسية بحد ذاتها، الحوار والمفاوضات بين المعارضة والنظام هي المدعوة لأن تحل قضية الرئيس، والتي هي قضية من القضايا وليست كل القضايا، بقاءه أو رحيله، لذلك لا يجوز وضع العربة أمام الحصان..))
وعمليا يقرأ الدكتور قدري الوقائع على أرضية التداعي الموضوعي، فإذا تم الاتفاق على القائمة السوداء، وتم الاتفاق على القائمة البيضاء (قائمة المعارضة)، فهذا يعني أنه جرى توافق دولي، وانفتح باب الحل السياسي واسعاً. ويؤكد أنهم في الجبهة الشعبية للتغيير يطالبون بالتغيير الجذري الشامل الديمقراطي السلمي التدريجي الاجتماعي- الاقتصادي والسياسي للنظام منذ اللحظة الأولى للأحداث في سورية. ولا يطالبون بشعار إسقاط النظام لأن لدى الجبهة ((هدف أبعد من هذا)) : ((تغيير حقيقي وجذري)) !
ويشرح ذلك بالعودة لما حصل : لذلك ليس كل من رفع شعار إسقاط النظام هو معارضة. بالعكس، كثيرون من الذين رفعوا هذا الشعار أطالوا بسلوكهم عملياً من عمر النظام بشكله السابق، ومنعوا الوصول وأخروا الوصول للحل السياسي.. ويرى الدكتور قدري جميل، الذي كان الشيوعيون يعتبرونه مع الدكتور عمار بكداش الجناحين القويين لخالد بكداش أحد أهم الشخصيات السياسية في سورية بعد الاستقلال، يرى أن ((المطلوب اليوم من المجموعة الدولية أن تعيد النظر عملياً بقرارات الرياض كلها، بحيث تستطيع تشكيل ذلك الوفد المتوازن الشامل لكل أطراف المعارضة لكي يسمح ذلك بالتقدم نحو الحل السياسي. )) وقد حملت صحيفة قاسيون التصورات القريبة من تفاؤل الدكتور جميل فانتبهت في افتتاحيتها إلى نقطة مهمة هي (( انتصارالحل السياسي)) ، وقالت : هكذا يمكن توصيف ما حملته الأسابيع القليلة الماضية من كم كبير من الأحداث والتطورات التي بدت في ظاهرها عرقلة لمسار الحل السياسي في سورية، لدرجة دفعت بالكثيرين لأن يصلوا إلى ما يشبه القناعة بأنّ هذا الحل جرى نسفه وتأخيره أشهراً وأعواماً أخرى. من تلك الأحداث، إسقاط تركيا للطائرة الروسية، وتقدم حرب النفط، واجتماع الرياض بشكله ونتائجه، وغيرها.
وتقول صحيفة قاسيون : ولكن اجتماع نيويورك وما تلاه من إقرار مجلس الأمن لقراره حول تثبيت الحل السياسي للأزمة السورية، بما تضمنه في تغيير في المواقف الأمريكية المسبقة والأكثر عرقلة وتشدداً، جاء ليؤكد بشكل لا يقبل النقاش ما ذهبت إليه «قاسيون» في افتتاحياتها الماضية، والأخيرة خصوصاً، من أنّ تلك الأحداث المذكورة أعلاه ليست إلّا «ضربات معاكسة» للتقدم الروسي ستأتي بآثار عكسية تضر بأصحابها وتزيد أزماتهم وضيق هوامش حركتهم. وقد لخصت صحيفة قاسيون ملامح الأزمة والبحث عن حل لها في اللحظة الراهنة بالنقاط التالية:
مسار محاربة الإرهاب يتقدم، دولياً وإقليمياً وسورياً.
بالتوازي، مسار الحل السياسي انطلق ولن يتوقف، بل ولن يتأخر.
كل محاولة لتأخير الحل السياسي لن تزيده إلا تسارعاً واندفاعاً، فكل محاولة جديدة تؤدي بأصحابها إلى الاقتراب أكثر من خانة الدعم العلني للإرهاب، وتسمح للطرف المقابل بتعزيز مواقعه وإجبار الجميع على السير بسرعة أكبر نحو محاربة الإرهاب ونحو الحل السياسي.
اجتماع نيويورك هو استمرار لجنيف1 وفيينا1 وفيينا2، وخطوة إلى الأمام نحو شرعنة وقوننة مخرجات فيينا2، وهو ما جرى عبر مجلس الأمن في قراره 2254.
كما أنّ هذه الخطوة، هي استكمال وتسريع لتطويق وتقليم الجوانب السلبية في أدوار القوى الإقليمية في الأزمة السورية وتطويعها، تلاؤماً مع الواقع الدولي الجديد الذي يتثبت فيه تراجع واشنطن وحلفائها.
إنّ عملية إقرار القائمتين السوداء، للمنظمات الإرهابية، والبيضاء للمعارضة السياسية الذاهبة للحل، أصبحت استحقاقاً موضوعياً جرى حله من حيث المبدأ في اجتماع نيويورك لمتابعة سير الحل السياسي قدماً.
بالمحصلة، فإنّ الصراع بين الحل السياسي و«الحلول العسكرية» قد حسم نهائياً لمصلحة الحل السياسي. وكل من سبق له أن رفض هذا الحل أو أعاقه، علناً أو سراً، بات مضطراً على نحو مطرد الآن للالتحاق، سواء أعجبه ذلك أم لم يعجبه.
ونشرت قاسيون نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 حول حل الأزمة السورية كاملا مع إيضاح يقول أن الترجمة هي ترجمة قاسيون !