لبنان يواجه محاولات اسرائيلية لتحويل مفاوضات الحدود البحرية والبرية الى مفاوضات سياسية

 

يستمر مخاض لبنان العسير على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية مع وصل المشهد العام في البلاد الى وضع غير مسبوق يضع جميع القوى السياسية في الزاوية الضيقة على مستوى الخيارات والمدة الزمنية الفاصلة الى الانيهار التام، وتقول مصادر دبلوماسية رفيعة لـ”راي اليوم” ان حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب يمكنها الصمود لشهرين كاقصى حد وبعدها ستكون الامور خارج السيطرة.

ولذلك تسعى القوى السياسية اللبنانية تحت سيف الوقت الى تفعيل المبادرة الفرنسية والوصول الى حكومة انقاذية بأسرع وقت ممكن، بالتوازي دخل ملف المفاوضات الغير مباشرة مع اسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية على خط الازمات اللبنانية ليزيد من تعقيدات المشهد،  وبدأت في بيروت التحذيرات من نوايا اسرائيلية وامريكية لجر تلك المفاوضات الى مربع التفاوض السياسي، مع ادخال اسرائيل المستشار السياسي لرئيس حكومته بنيامين نتنياهو في الوفد، إلى جانب مسؤول المنظومة السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية. بعد فشل محاولة ادخال مستوى سياسي اعلى الى التفاوض واعطاء مهمة ترؤس الوفد الاسرائيلي الى وزير الطاقة في حكومة بنيامين نتنياهو، يوفال شتاينتس، وهو ما رفضه لبنان.

ويضم وفد اسرائيل كذلك رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش، العميد اورين سيتر. وتحاول تل ابيب بدعم مباشر من واشنطن ضم المستشار السياسي لرئيس الحكومة الاسرائيلي، رؤوفين عازار، ورئيس المنظومة السياسية في وزارة الخارجية الاسرائيلية، ألون بار حسب ما نشرت جريدة الاخبار اللبنانية اليوم .

ويصل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الى بيروت في 12 تشرين الأول الجاري ليشارك بالجلسة الافتتاحية للمفاوضات اللبنانية الاسرائيلية التقنية حول الحدود والتي ستقعد في نقطة الناقورة الحدودية، ويحمل شينكر معه الى اللبنانيين حسب الصحيفة طلبا غريبا وغير مسبوق وهو التقاط صورة تذكارية جماعية للوفود . ومن الغير المعروف ما هو موقف لبنان من هكذا طلب، الا انه يبدو مرتبطا بحفلة التطبيع العربي الاسرائيلي التي يروج لها البيت الابيض باعتبارها احد اهم انجازات الرئيس ترامب على صعيد السياسية الخارجية قبل الانتخابات الامريكية، ومن هذا المنطلق يرجح ان يرفض لبنان هذا الطلب.

وتقول المعطيات حول ظروف التفاوض على الحدود بين اسرائيل ولبنان ان الاخير امام معركة ضارية وضغوط سوف تستعمل الولايات المتحدة فيها العوامل الاقتصادية والمالية للحصول من الطرف اللبناني على تنازلات اما على الجانب الحكومي فقد برز امس تطور لافت تمثل بتصريحات لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري التي قال فيها خلال مقابلة تلفزيونية انه على استعداد لترؤس حكومة وفق شروطه السابقة اي حكومة اختصاصيين ويعتبر عرض الحريري جادا لجهة صدروه قبيل ايام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل لتكليف رئيس حكومة جديد بعد فشل المرشح مصطفى اديب في التاليف وما تبع ذلك من ضرر على المبادرة الفرنسية الانقاذية، موقف الحريري طرح اكثر من علامة استفهام كبيرة في بيروت باعتبار ان كل الاطراف السياسية لديها علم ان الحريري رفض الترشح سابقا لتشكيل الحكومة بناء على فيتو سعودي، فهل رفع هذا الفيتو ام ان الحريري قرر الذهاب الى التأليف دون موافقة سعودية.

وقال الحريري في المقابلة أنا مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة، وسأقوم خلال الأسبوع المقبل بسلسلة اتصالات مع مختلف الأطراف للتأكد إن كانوا لا يزالون يؤيدون المبادرة الفرنسية، وأعطى الحريري مهلة 76 ساعة لدرس عرضه، الذي يعتبره الفرصة الأخيرة للإنقاذ.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى