أبوظبي السينمائي يوجّه تحية لكلاسيكيات الفن السابع (رضاب فيصل)
رضاب فيصل
نسخ مرممة رقمياً في شركتي سوني وديزني لثلاثة أفلام من روائع السينما الكلاسيكية العالمية تعرض في أبوظبي.
يتيح مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السادسة الفرصة لمحبي مشاهدة الكلاسيكيات العالمية، ولكن بنسخ مرممة ذات صورة أنقى ودقة أعلى. وكأنه يريد أن يلقي التحية على رواد صناعة الفن السابع الذين كان لهم الفضل في الكثير من التطورات الحاصلة في عالم السينما فيما يخص أسلوب المونتاج وحركة الكاميرا والمعالجة الدرامية.
والأفلام التي ستعرض ضمن فعالية "أفلام الكلاسيكيات المرممة" هي: "لورنس العرب" ـ المملكة المتحدة، "الغناء تحت المطر" ـ الولايات المتحدة، "20000 قدم تحت البحر" ـ الولايات المتحدة. إذ تعرض هذه الأفلام المرممة رقمياً اليوم في أبوظبي لأول مرة، حيث أمكننا مشاهدتها ببالغ سحرها الذي كان موجوداً بقوة قبل سنين طويلة.
فبعد مرور 50 عاماً على ظهور "لورنس العرب" للجمهور، وبعد حصوله على مدى السنوات السابقة على 7 جوائز أوسكار، قررت شركة سوني أن ترمّم نسخة المخرج من الفيلم وفقاً للتقنيات الرقمية. حيث لا تزال قصة الفيلم تستحوذ على اهتمام كبار النقاد من السينمائيين، خاصةً المهتمين بالمدارس العالمية في الإخراج، نظراً لما قدّمه هذا الفيلم من تحدٍّ كبير جعل منه ملحمة سينمائية بكل ما تعنيه الكلمة.
والفيلم الذي هو من إخراج ديفيد لين يحكي قصة الضابط ت. إ لورنس بين عامي 1916 و1918 في الصحراء الواسعة التي تعرض تمازج لشخصيات الفيلم المتنوعة في جنسياتها وطبقاتها وسلطتها العسكرية والاجتماعية والاقتصادية وعلاقتها ببعضها البعض، وكل ذلك ضمن منظومة فكرية قوية.
وما نعرفه جميعاً أن فيلم "لورنس العرب" حاز على نسبة متابعة عالمية وعربية قوية جداً أكثر من غيره من الأفلام العالمية، ولربما يعود السبب في ذلك إلى عنوانه وإلى قصته التي تحكي عن الصحراء العربية إلى جانب وجود الممثل المصري والعالمي عمر الشريف وأدائه لدور "الشريف علي" بينما قام بتجسيد دور الضابط "لورنس" بيتر أوتول.
وأما "الغناء تحت المطر" الذي ظهر للنور في العام 1952 لمخرجيه جين كيلي وستانلي دونان فقد حصل قبل فترة قصيرة على الترتيب العشرين بين أعظم أفلام اغلسينما في العالم، في استطلاعٍ للرأي أجرته مجلة "سايت أند ساوند" البريطانية. خاصةً وأن الفيلم يحكي عن فترة هامة من حياة السينما كانت تتحول فيها من الصامتة إلى الناطقة، وفيه تجري الأحداث حول شركة إنتاج سينمائي تضطر إلى تحويل فيلمها التاريخي المقرر أن تنتجه إلى آخر غنائي موسيقي يتحدث بلغة العصر آنذاك. وذلك من خلال قصة يحكيها عن نجوم السينما وعلاقتهم ببعضهم البعض في قصة رومانسية جعلت منه مصدراً للفرح والغناء في تاريخ السينما العالمية، وقد تبدو رومانسيته من اسمه "الغناء تحت المطر".
ومن الولايات المتحدة الأميركية أيضاً يأتي الفيلم الثالث "20000 قدم تحت البحر" لمخرجه ريتشارد فليتشر عام 1954، كأول إنتاج لـ "والت ديزني" في مجال التحريك. وهو مأخوذ عن رواية الخيال العلمي الشهيرة لجون فيرن، ويحكي العالم الفرنسي بيير أرنو ومساعده كونساي في استقلالهما لسفينة حربية في سان فرانسيسكو بعد الحرب الأهلية الأميركية، ومواجهتمها للكثير من المغامرات الغربية والمشوقة والتي تطلبت لتجسيدها تصميم أجهزة وأجسام غريبة تمّ تصويرها في الفيلم.
وقد قامت شركة ديزني أخيراً بترميمه رقمياً مما كشف أكثر عن قوة الفيلم الأصلي على صعيد الصوت والصورة، بما مكَّن المشاهدين من الاستمتاع به تماماً كما استمتع به مشاهدو خمسينيات القرن الماضي.
إنّ محاولة ترميم كلاسيكيات السينما العالمية، هي محاولة للحفاظ على التراث الإنساني والحضاري في كل البلدان. فكل لقطة سينمائية وكل مشهد من أي فيلم، إنما هو أرشيف لجزء من تاريخ الكثير من الأشخاص والبيئات والجماعات الإنسانية بكل ما عاشته وتعيشه في حياتها.
ميدل ايست أونلاين