أحداث القدس تهز الائتلاف الحكومي الهش في إسرائيل
واجه الائتلاف الحاكم في إسرائيل انقساما جديدا الأحد اثر قرار القائمة العربية الموحدة “تعليق” دعمها للحكومة مع استمرار المواجهات في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس مخلفا إصابة 170 شخصا.
وكانت الحكومة قد خسرت أغلبيتها الضيّقة في الكنيست (البرلمان) هذا الشهر نتيجة استقالة نائبة يهودية متشددة. ويجمع الائتلاف الحاكم مزيجا متباينا إيديولوجيا من أحزاب يسارية وقومية يهودية متشددة وأحزاب دينية بالإضافة إلى القائمة العربية الموحدة.
وأدى العنف المستمر منذ اربعة ايام في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس إلى تسليط ضغط سياسي على القائمة العربية الموحدة ودعوات لانسحابها من الائتلاف الحاكم.
وقالت القائمة في بيان إنّها قررت تجميد عضويتها في الائتلاف الحكومي والكنيست بشكل مؤقت بعد اجتماع عقده مجلس شورى الحركة.
ولدى القائمة العربية الموحدة 4 مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا.
وقال بيان القائمة ان قرار التجميد “جاء على ضوء مواصلة الاحتلال عدوانه على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وخيبة الأمل من تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف القدس والأقصى”.
وأشارت الى أنها “سعت من خلال دخولها إلى الائتلاف الحكومي لتحقيق مصالح المجتمع العربي”. ولوحّت القائمة في بيانها انه “في حال استمرّت الحكومة بخطواتها التعسّفيّة بحق القدس وأهلها، فإنّنا سنقدّم استقالة جماعيّة”.
وجاء البيان بعد ساعات من إصابة أكثر من 19 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين بجروح خلال مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين الأحد في باحة المسجد الأقصى ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة فيما اعتقل 18 شخصا، بعد يومين على صدامات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحا فلسطينيا.
ولن يؤثر انسحاب القائمة العربية الموحدة من ائتلاف بينيت على الفور على الحكومة، إذ إن الكنيست في عطلة حتى 5 أيار/مايو. وقالت مصادر إن رئيس الوزراء نفتالي بينيت سيسعى لتهدئة الوضع.
ويمكن لائتلاف بينيت أن يحكم بـ60 مقعدا، رغم صعوبة إقرار تشريعات جديدة.ولكن إذا غادر نائب آخر الائتلاف، يمكن للبرلمان إجراء تصويت بحجب الثقة وإعادة الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات برلمانية ستكون الخامسة خلال أربع سنوات.
وقال وزير الأمن الداخلي عومر بارليف إن إسرائيل “ستتعامل بقوة ضد من يجرؤ على استخدام الإرهاب ضد المواطنين الإسرائيليين”.
ويتزامن التصعيد في الموقع المقدس مع احتفالات عيدي الفصح اليهودي والفصح المسيحي وشهر رمضان.
والأحد، جدد بينيت على “الحرية الكاملة” لقوات لأمن للتحرك “بما يضمن توفير الأمن لمواطني إسرائيل”.
وتشهد باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، باستمرار صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين.
وهذه الاشتباكات في الحرم القدسي هي الأولى هذا العام وانطلقت مع بداية شهر رمضان الذي يتجمع المسلمون خلاله في الموقع المقدس الذي يشكل أحد محاور النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
العام الماضي، شهدت القدس الشرقية توترات عنيفة امتدت إلى باحات المسجد بعد تظاهرات احتجاجا على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين.وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما.