أشرف العشماوي.. روائي لا يستطيع كتابة القصة
على خطى رجال قضاء سابقين صاروا أدباء بارزين مثل محمد حسين هيكل، ويحيي حقي وتوفيق الحكيم وأحمد صبري أبوالفتوح وغيرهم، بزغ نجم أشرف العشماوي مؤخرا وتحديدا منذ ثلاثة أعوام عندما وصلت روايته “تــويا” لقائمة البوكر العالمية لأفضل الروايات العربية وقتها، ثم حصل على جائزة أفضل رواية عربية من وزارة الثقافة المصرية عام 2014 عن روايته الرابعة “البارمان”.
ومنذ اكثر من عام أصدر العشماوي روايته الخامسة “كلاب الراعي” وهي على خلفية تاريخية عن فترة ما قبل تولي محمد علي حكم مصر بقليل، وقد صدرت طبعة جديدة لها بغلاف مميز مؤخرا وهي الرواية التي أثارت جدلا بسبب كم الإسقاطات والتنبؤات لما يحدث على أرض مصر منذ قيام الثورة وحتى الآن، وربما يمتد أثر الرواية لما بعد ذلك بسنوات بعيدة خاصة وأن العشماوي كعادته ترك نهايتها مفتوحة رغم أنها تدور في مصر القديمة من مائتي عام تقريبا.
مؤخرا أعلن ناشر روايات العشماوي ترجمة بعض رواياته للغات الفرنسية والألمانية والصربية وتحويل بعضها لأعمال فنية، كما كرمت مكتبة الاسكندرية أشرف العشماوي بمختبر السرديات وناقشت ثلاث روايات من أعماله الأدبية وأشاد بها معظم النقاد وسط حضور كبير لافت للنظر رغم الطبيعة النقدية للمناقشات، وكرمته مكتبة مصر العامة بمدينة دمنهور الشهر الماضي على مجمل أعماله الروائية.
وقال أشرف العشماوي إن هذا التكريم يعني الكثير، وأي تقدير معنوي يرضيني، مثلما يوقفني قارئ بالطريق ويتعرف علي ويقول لي إن روايتي تعجبه هذا أمر أظن إنه يسعد أي كاتب.
وعن خبر ترجمة أعماله أشار إلى أنها لاشك خطوة مهمة فى مشواري، فالأدب الذي يترجم يعني أنه إنساني بالدرجة الاولى قابل للقراءة بلغات عديدة، وترجمة بعض أعمالي يساعد في وصولي لقارئ بعيد مختلف لا يقرأ بالعربية لكن لا يمكن وصفي الآن بالعالمي أو وصف أدبي بالعالمية، مازال أمامي طريق طويل جدا.
وعن الضجة التي تحدثها بعض الروايات التجارية أو الخفيفة هذه الايام، ذكر العشماوي أنها ليست كلها كذلك. وأضاف أن هناك ضجة على روايات بالدعاية وهي روايات جيدة وهذا أمر طبيعي وظاهرة تتكرر كل فترة ولن تتوقف، قد تخبو قليلا لكنها لن تختفي. وفي النهاية القارئ هو الحكم والفيصل وهو الذي يغربل. وبالمناسبة القارئ المصري والعربي ذكي ولا يلدغ من جحر مرتين ابدا، أنا لا يشغلني الضجيج واحيانا استحسنه فانا أحب فرحة القراء بالروايات، لكن في النهاية اهتم بالمضمون فقط هو الذي سيبقى في وجدان الناس .
أشرف العشماوي لا يكتب القصة القصيرة ويصرح بقوله: لا اظن أنني استطيع كتابة مجموعة قصصية الآن، انا افضل الرواية قماشة عريضة تناسبني أشعر بحرية أكثر ومتعة أكبر في كتاباتها، القصة القصيرة فن صعب لا اعتقد انني قادر على اتقانه.
وعن سبب تأخر روايته الجديدة عن الصدور بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الماضي، أوضح العشماوي أنه ليست مرتبطا بالمعرض. وقال: هذا العام لو كنت أنهيت روايتي قبل المعرض لما نشرتها بالتزامن معه، انا افضل النزول في أوقات أكثر هدوءا بعد ما جربتها مرتين في “البارمان” و”كلاب الراعي”، لكن انا لم انته منها حتى الان ومازلت فى مرحلة المراجعة الثالثة للمسودة وهي تستغرق شهرا او اثنين من الان ولا أظن أن الرواية ممكن أن تظهر قبل منتصف العام الحالي وربما تظهر فى نهاية الصيف لو سارت الأمور جيدة.
وعن جائزة البوكر (الجائزة العالمية للرواية العربية) قال أشرف العشماوي: لا يشغلني كثيرا اللحاق بها هذا العام أو الذي بعده المهم ان تكون الرواية صالحة للنشر فانا لا أكتب لجائزة البوكر بالطبع ولا لغيرها من الجوائز، انا اكتب لقارئ يحترم كتاباتي وينتظر مني المزيد.
وقال عن الخلفية التاريخية لرواية “كلاب الراعي” يقول إن الكتابة على خلفية تاريخية ليس عملا سهلا بالعكس أعتقد أنه صعب بسبب عامل الزمن البعيد والقدرة على تخيل الأماكن والشخصيات والملابس والحياة نفسها. يحتاج الامر للمراجع والبحث المضني. وبصفة عامة اي رواية تحتاج فكرة وبحث وتأمل لفترة كافية لرسم الشخصيات وتصور الاحداث ثم مرحلة التدوين اي الكتابة .
أما عن الرواية الجديدة التي يكتبها أشرف العشماوي الآن فهي رواية اجتماعية بصوتين للسرد وتدور في فترة الاربعينيات والخمسينيات بمصر وترصد تحولات مهمة للمجتمع المصري وقتها وحتى بداية الثمانينيات من القرن العشرين، ولا يمكنني الافصاح عن اسمها حاليا ولا أحب الحديث عنها أكثر من ذلك .
أشرف العشماوي يعمل قاضيا واشتهر ككاتب روائي وهو لا يشعر أن هناك تعارض بين العملين، وقال: لا تعارض بينهما على الإطلاق. أنا أؤدي عملي بالمحكمة بانتظام، وأمارس هوايتي كل يوم تقريبا بمنتهى الجدية، انا ألعب بمزاج واطلق خيالي كما أريد، أخلق شخصيات وأعيش حيوات آخرى وأطرق سكك مهجورة وأزور أماكن عديدة نائية وغريبة افعل كل ما يحلو لي على الورق، واترك مساحة صغيرة لقارئي ليشاركني فى عملية الابداع بخياله ايضا.
ميدل ايست أونلاين