أفتخر” بإبن الأزمة ” اِبن بلدي !!
أفتخر بإبن بلدي وحق ليَّ الافتخار .
من رفع شعار : لست نتاجاً لظروفي بل هو قرار.
بمن قال : لا للضعف… نعم للعزيمة والإصرار .
من عاد ليثبت .. أنّه لوطنه ابن بارّ!!
نعم يوجد آلامٌ في شامي .. لكن بأمثاله سنعيد بناء الديار ..!!
لكم أن تتساءلوا عمن أتحدث ؟؟
أتحدث عن المهندس يمان أبو جيب ومن حذا حذوه ….
المهندس يمان ذو الـ 22 عاماً والذي تألّق في عام 2015 و فاز بالمركز الأول بجائزة نجوم العلوم البالغة ( 300 ألف دولار) عن اِختراعه غسالة تعمل بالطاقة الشمسية والتي أطلق عليها اسم ” Glean “وقد عبّر اختراعه عن إبداع متميز لدى هذا الشاب السوري، فلقد ولد اِختراعه من صميم الحاجة الماسّة إذ يعتبر تكرار انقطاع الكهرباء والمياه في سوريا وفي أنحاء كثيرة من العالم أمراً يزيد الحياة صعوبة !!
لكن باختراعه هذا أوجد حلاً لمشكلة تعاني منها الكثير من رباّت البيوت و العديد من أصحاب المنشآت الصناعية إذ لا حاجة للكهرباء لتشغيلها كما أنها توفّر بكمية المياه المستخدمة بشكل كبير !!.
” شاب الطاقة الشمسية ” اللقب الذي أطلق على المهندس يمان لانصباب اِهتمامه على هذه الطاقة واستثمارها بالشكل الأمثل كونها تعتبر صديقة للبيئة !!
وهنا أتوقف قليلاً لأقول :
لست بصدد الشرح عن اِختراعه هذا إذ أنّه باستطاعتك أن تجد على المواقع الإلكترونية كل التفاصيل عنه ،، لكنّي بصدد التوقف عند قاعدة تنموية من أروع ما يكون استخدمها ابن الأزمة ووليد هذه المحنة فأبدع ؛ ألا وهي :
” لست نتاج ظروفي لكنّي نتاج قرارتي ”
الظروف .. الظروف !!
وما أكثر ما نتبرم من الظروف التي تحيط بنا من آلام ومتاعب ، نكد ،هموم ، أحزان ..الخ ، لكن سوف أفاجأك بأن كل الدراسات والتجارب الإنسانية أثبتت أن الظروف القاسية هي التربة الخصبة التي تنمو بها بذورالنجاح والعظمة ؛ وما تفتّقت مواهب العظماء والعلماء والحكماء إلا وسط ركام المشقات والآلام. نعم الظروف ليست على ما يرام في البلد لكن هل أستسلم لها ؟ أم أعمل على تطويعها كما أريد !! هل أجلس وأنتظر حتى تنتهي الأزمة ؟ أم أبادر وأكون مثلما كان الكثير والكثير من أمثال يمان في بلدي.
هناك شعار رائع لشعب النرويج الذي يعيش في حافة الدائرة القطبية يرددونه لتطويع ظروفهم المناخية والتأقلم معها وهو :
” لا يوجد شيء اسمه طقس سيء .. يوجد فقط ملابس سيئة !! ”
حسناً من الممكن أن تكون الظروف سيئة ، لكن ماذا عما يقيك من هذه الظروف ؟؟؟
الظروف كرياح هوجاء ممكن أن تهبّ من أي جهة .. تهبّ على البحار فتعلو الأمواج وتتلاطم ، لكن على البحّار الماهر ضبط شراعه والتحكم بدفة سفينته ليحوّل هذه الرياح لقوة تدفع سفينته نحو الهدف بدلاً من الاستسلام والسماح لها بإغراقه !!
كثير ما أسمع عبارات مثل : الظروف تمنعني من فعل ما أريد .. أتمنى أن أفعل كذا وكذا ،أن أحصل على وظيفة جيدة ‘ أود أن أنجح ،أريد دخل جيد ، .. الخ ، لكن الظروف قاسية سيئة لا تسمح !!
والحقيقة أنّ المشكلة ليست في الظروف ؛ لكنّ معظم الناس يحبّون تقديم الأعذار لأنها تخرجهم من حيز المسؤولية وتبرر لهم عدم إتخاذ أي إجراء حيال تلك الظروف بل والبعض منهم يتخذونها ذريعة للكسل والتراخي والتوقف عن التقدم والتطور والعمل !!
لا تقل ظروف !!
لسنا كعيدان القش تحملنا أمواج الظروف كما تشاء ويقذفنا التيار أينما يريد !! بل بقوة إيماننا بالله عزوجل وبالإرادة الصلبة نستطيع أن نسير ضد الريح وضد الظروف الغير مواتية باتجاه النجاح ، فالناجحون لا يقعون في دوامة الأسى والحسرة على أوضاعهم وظروفهم !!
اِنظر الى الشجرة وهي نوع بسيط من أنواع الحياة تنمو الى فوق أي عكس الجاذبية الأرضية ، حتى الغذاء والماء يسري داخلها عكس قوانين السوائل والضغط الجوي !! وهي شجرة عاجزة مقيدة بجذورها في الأرض فما بال الإنسان وقد كرمه الله عزوجل بالعقل وجعله سيد الكائنات تقيده الظروف مهما كانت ؟؟!!إذن ما بينك وبين نجاحاتك جدار اِسمه الظروف ، حطمه الآن أو اقفز فوقه !! وضع بصمتك في إعمار بلدك ورفع رايتها عالياً وقل وداعاً لمصطلح يدعى ” الظروف ” !! وكن على يقين بأن القرار الذي ستأخذه بالتغلب على ظروف اليوم هو العامل الحاسم لما ستكونه بالمستقبل !!
قال جورج برناردشو : ” دائماً مايلوم الناس الظروف ولكني لا أؤمن بالظروف .. الناجحون في هذه الحياة هم أناس يسيتقظون في الصباح ويبحثون عن ظروف مواتية وإذا لم يجدوها صنعوها ” !!
لكم مني أطيب التحيات
* مدربة تنمية بشريّة
https://www.facebook.com/lmatteet