“أمريكا لن تترك فراغا في الشرق الأوسط لروسيا والصين”
«أمريكا لن تترك فراغا فى الشرق الأوسط لروسيا والصين» بتلك الكلمات أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن عاصفة من الجدل والغضب، حيث أكد المحللون أن التصريح يحمل في طياته إهانة ، وينطوي على نظرة استعلاء واستكبار من الرئيس الأمريكي.
لم يمر تصريح بايدن مرور الكرام، ولا تزال توابعه مستمرة.
المحلل السياسي د .أسامة الغزالي حرب قال إن حديث بايدن ذكره على الفور بحديث الرئيس الأمريكى الأسبق دوايت أيزنهاور فى عام 1956 عن مسئولية بلده ــ الولايات المتحدة ــ عن ملء الفراغ الذى أحدثه خروج الإنجليز والفرنسيين من المنطقة، بعد هزيمتهم فى حرب السويس.
وأضاف حرب أن مصر عبدالناصر رفضت بحسم هذا الحديث الذى كان يعنى تقدم الولايات المتحدة لملء ذلك «الفراغ»!، ورفض ما طرحته من مشروعات لـ «حلف بغداد»، ثم ما سمى«مشروع أيزنهاور» عام 1957.
وقال حرب إن من المدهش أن يكرر السيد بايدن اليوم، وبعد 65 عاما، الحديث عن الفراغ فى المنطقة، والذى يخشى أن تملأه الصين وروسيا!
وخاطب حرب بايدن قائلا: “لا يا سيد بايدن، ليس الأمر كذلك، وأعتقد أن أبناء المنطقة لا يرون الآن أنهم يعانون ذلك الفراغ الذى يستدعى الملء .. لا من أمريكا، ولا من روسيا والصين. وبعد ذلك…مرحبا بالتعاون مع الولايات المتحدة بلا عقد ولا حساسيات ولا شروط!”.
الصين ترد
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ون بين، إن شعوب الشرق الأوسط هم سادة المنطقة، والمنطقة ليست باحة خلفية لأحد، ولا يمكن أيضا اعتباره ما يسمى “فراغا”.
جاء ذلك في سياق رده على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الولايات المتحدة يمكنها الاستمرار في القيادة في الشرق الأوسط وعدم خلق فراغ “تملؤه الصين وروسيا، أو أي منهما، ضد مصالح كل من إسرائيل والولايات المتحدة”.
فقدت الهيبة
في ذات السياق قال د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إن الشيء الوحيد الذي أكدت عليه زيارة بايدن للمنطقة هو أن الولايات المتحدة فقدت هيبتها، ولم يعد بمقدورها أن تسد فراغا أو تكمل نقصا، وأنها لم تعد أهلا للثقة، حتى من جانب أقرب حلفائها.
التفوق الإسرائيلي
من جانبها قالت د.علياء المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن تأكيد بايدن على اهمية الحفاظ على التفوق الاسرائيلي في المنطقة هو اهانة لكل الدول العربية و كل دول الشرق الاوسط.
وأضافت: “لا أعرف و لا أتفهم لماذا يوافقون علي الاجتماع معه بعد هذا الاعلان؟
إهمال او تأجيل حل الدولتين هو سير في نفس توجه عدم مساندة اي حقوق عربية في أرض فلسطين المسلوبة”.
وخلصت إلى أن عداء إسرائيل و امريكا غير المبرر لإيران لايعني أبدا ضرورة السير في ركابهما، مؤكدة أن الحفاظ و زيادة العلاقات المصرية الايرانية و التركية لا يقل اهمية عن العلاقات العربية، وأهم من العلاقات الإسرائيلية .
واختتمت متسائلة: إسرائيل تملك سلاحا نوويا لا تملكه ايران، فلماذا ترهبها لهذا الحد المبالغ فيه؟
ولماذا تصر امريكا على ضرورة عدم امتلاك ايران لسلاح نووي بينما لا تتحدث عن السلاح النووي الاسرائيلي؟
وأردفت: في رأيي أن امتلاك ايران لسلاح نووي هو الضمان الوحيد للتوازن في المنطقة.