أنواع القبلات، وأهمية القبلة الدبلوماسية: “معنى قبلة البحرين لسورية “
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
كُتب الكثيرُ عن معنى القُبلة، وعن أنواعها، وكثيراً ما بُنيت على (قُبلة واحدة) قصة حب كاملة، وقد قرأنا عن معاني القبلات في أكثر من مرجع، ويعتبر الحديث عنها مادة للإثارة سواء في الأدب والشعر، أو عبر الصحافة أو من خلال وسائل التواصل الأخرى.
ومن أنواع القبلات: قبلة الشفتين، وقبلة اليدين، وقبلة الجبين، وقبلة الخد، وقبلة العين، وقبلة الإصبع (التوبة)، وقبلة الأذن، وهناك قبلة الأنف، ويقال عنها: قبلة الخشم.
وقد نُشرت بحوث عن مختلف أنواع القبلات ودلالاتها، وأهمها القبلة الإيروتيكية، وثمة تفاسير عن القبلات ومعانيها في النص والحلم والكابوس، إلا أن أحداً لم يتوقف عند (القبلة الدبلوماسية) !
تُستخدم القبلة للتودد والعشق والاحترام، وهي تعبير عن الشوق والمحبة، وبغض النظر عن رموز كل قُبلة على حدة، فإن الحديث عن (القبلة الدبلوماسية) الآن ضروري بعد أن شاهد العالم مؤخرا قُبلةَ وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد الـخليفة، في أروقة الأمم المتحدة لنظيره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في سورية .
وماكان أحد ليهتم بهذه القُبلة لو لم تأت بعد نحو سبع سنوات من القطيعة بين سورية وغالبية الدول العربية على أرضية الحرب التي اندلعت فيها منذ عام 2011، ومن هنا تأتي ضرورة الوقوف عند معنى وتفسير هذه القُبلة، لعلها تكون قادرة على تقديم رؤية مستقبلية لطبيعة العلاقات العربية مع سورية .
وقد تلقفت الدبلوماسية السورية مؤخرا الإشارات الأولية لأي قتراب عربي من الموقف السوري، لأن ذلك يعني بداهة الانطلاق نحو مؤشرات يمكن البناء عليها في لغة العلاقات العربية ــ العربية..
وفي تفاصيل الحدث كما نقلته الصحافة أن ماحصل بين وزيري خارجية البحرين وسورية هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب فأظهرت “المقاطع الملتقطة الوزير البحريني وهو يتقدم بابتسامة عريضة تجاه المعلم لمصافحته بحرارة وتقبيله، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك”.
هل يمكن أن تكون هذه القبلة رسالة سياسية من البحرين إلى سورية تمهد لعودة العلاقات بين البلدين؟! إن هذا السؤال يحمل مجموعة معطيات لابد من ذكرها:
الأول : نهاية الحرب السورية والإقرار بأن بقاء الرئيس بشار الأٍسد ينبغي التعامل معه على أنه أمر واقع لم تستطع السنوات السبع من الحرب حسمه إلا على النحو الذي نراه الآن .
الثاني : أن الخطوات التي تمت بعد القضاء على نسبة كبيرة من المجموعات المسلحة والإرهابية وعودة سيطرة الدولة فتحت ملفات كثيرة من بينها عودة اللاجئين وبالتالي التنسيق مع الدولة السورية، وفتح المعابر وبالتالي الاتفاق مع الدولة السورية .. وباختصار : يجب التعامل مع صفحة جديدة من العلاقات مع سورية كما هي.
الصحافة السورية قرأت خطوة التودد البحريني على احتمالية “إن كانت تعكس رغبة سعودية خليجية في ترطيب الأجواء مع دمشق والتقرب منها، وخاصة أن الوزير المعلم وفِي زيارته الأخيرة إلى موسكو سمع كلاماً روسياً عن موقف سعودي جديد تجاه سورية، ورحب بما سماه «التغير الملموس» في التصريحات السعودية الأخيرة حيال العلاقات مع دمشق، وحينها وفي لقاء مع قناة «روسيا اليوم»، قال المعلم: سمعنا لغة جديدة بين لافروف والجبير في المؤتمر الصحفي حول الموقف السعودي، وهو أمر مرحب به.” راجع صحيفة الوطن
هذه المعطيات تشير إلى أن (القبلة الدبلوماسية) تحمل في طياتها أحيانا مفاتيح على غاية الأهمية بالنسبة للعلاقات بين الدول وخاصة إذا كانت هذه العلاقات مقطوعة، وتم كسر الدف وتبطيل الغناء بين المعنيين فيها !