أنونيموس لا يتراجع عن حربه الإلكترونيّة ضد مواقع إسرائيلية حسّاسة
يستمر تنظيم الـ «هاكرز» المُسمّى «أنونيموس» Anonymous بشن هجمات إلكترونيّة على المواقع الشبكيّة للحكومة الإسرائيلية، ضمن موجات أطلقت للتعاطف مع الفلسطينيين في حرب غزّة الأخيرة، لكنها تواصلت بعد انتهاء الأعمال العسكرية لتلك الحرب.
وتشمل قائمة المواقع التي يستهدفها «أنونيموس» وزارات الدفاع والمالية والهجرة، و «بنك إسرائيل»، وسفارة إسرائيل في واشنطن، والبوابة الرقميّة الرئيسية لحكومة تل أبيب، إضافة إلى مواقع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي المعروف بإسم «الموساد».
وجاء جزء من تلك الهجمات رداً علـى نجاح إسرائيل في إغلاق عدد من الصـفــحـات عــلــى شبــكـــات الـتواصل الاجتماعي، يديرها نشـطاء «أنونيموس». ونــــشــــرت تـــلك الصـفحات مـعـلــومات عن قيام إسرائيل بقتل أحد أعضاء الجماعة فى الضفة الغربية أثناء تظاهرة مناهضة للاحتلال جرت أثناء العدوان على غزّة، وكان يرتدي قناع «فانديتا» الشهير الذي يعتمده «أنونيموس» شعاراً له. وتمكّن التنظيم من إغلاق عشرات المواقع الشبكيّة الاسرائيلية الحسّاسة.
وترجع المرّة الأولى للصدام إلكترونيّاً بين إسرائيل وتنظيم «أنونيموس» إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، وجاء أيضاً ردّاً على عدوان إسرائيلي على غزّة عُرِف حينها باسم «عمود السحاب». وفي ذلك الوقت، نجحت هجمات «أنونيموس» في إغلاق 700 موقع إسرائيلي، إضافة إلى تسريب بيانات شخصيّة لقرابة 5000 مواطن إسرائيلي، نشرت على صفحات الإنترنت. وأدّت تلك الهجمات إلى خسائر قدّرت بقرابة 3 بلايين دولار.
وعلى النسق عينه، هاجم تنظيم «أنونيموس» مئات المواقع الاسرائيلية في 7 نيسان (أبريل) 2014، ونجح في وقفها عن العمل لساعات طويلة.
ومن الناحية التقنيّة، يتبع تنظيم «أنونيموس» هجمات يشار إليها بمصطلح «هجمات الحرمان من الخدمة» Denial of Service Attack، واختصاراً «دوس» DOS.
وتنفّذ «دوس» عن طـــريق استخدام برامج تعـــمل عــلى إغراق الخـــوادم «سيرفر» التي تربط المواقع المســتهدفة مع الانترنت، بسيل مـــن الرسائل والبيانات والطلبات الوهمية، بإيقاع يفوق قدرة تلك الخوادم على العمل، ما يبطئ عملها، بل يوصلها إلى حالٍ من الشلل.
ويعتبر «أنونيموس» من أكبر تنظيمات الـ «هاكرز» على الانترنت. ولا يملك التنظيم هيكليّة مترابطة ولا قائداً، إضافة إلى أن أهدافه غير موحّدة. ويشتهر «أنونيموس» بأنه يشن هجماته لأغراض أخلاقيّة وإنسانيّة، تشمل حماية خصوصيّة الأفراد والحق في المعرفة وبعض الأهداف السياسيّة على غرار ما يحدث مع إسرائيل.
وقدّم تنظــــيم «أنونيموس» مسانــــدة كبيـــرة لتحـــرّكـــات «الربيع العـــربي» في تــــونــس، ضمـــن ما عرف بإســـم «عملية تونس» Operation Tunisia. كـما ساعد حركة «احتلوا وول ستريت» الأميركيّة.
صحيفة الحياة اللندنية