أهمية تخصيص وقت مشترك للزوجين
قضاء وقت مشترك بين الزوجين له قيمة كبيرة، ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقات والصحة العقلية، فيجب على كل طرف في العلاقة الزوجية أن يصنع وقتاً مشتركاً للاستمتاع بقدسية الزواج ولحظاته؛ لكي يساعد على تجديد الروابط العاطفية وتعزيز التواصل، لذا فعلى الزوجين الحرص بقوة على تخصيص وقت لهما بعيداً عن ضغوط الحياة.
تفاقم الأعباء يقلل الوقت المشترك
تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة لسيدتي: بعد مرور فترة من الزواج وإنجاب الزوجين للأطفال، قد ينشغل الشريكان عن بعضهما البعض بتحمل مسؤولية الأطفال أو البيت، لذا فإن تخصيص وقت يقضيه الزوجان معاً، يعد من الضروريات التي يتجاهلها غالبية الأزواج، فمن الضروري أن يكون لكل طرف أوقاته الخاصة لتحقيق أهدافه وممارسة هوايته، ولكي يتواصل فيها مع الآخر، وذلك في إطار التوافق والتفاهم، ومن أجل الحفاظ على علاقة صحية تحاط بمشاعر الحب والمودة والصداقة بين الزوجين، ولكي تستمر العلاقة الزوجية صحية وسليمة.
فوائد تخصيص وقت مشترك للزوجين
تقول منال خليفة من فوائد الاستفادة من الوقت المشترك بين الزوجين، تجنبهما الدخول في صراعات ومشاحنات وخلافات لا حدود لها، فيجب على الزوجين أن يحرصا على تخصيص وقت ما بعيداً عن العمل، وقضاء وقت سعيد بينهما والاستمتاع بالوقت المشترك من أجل تعزيز الثقة والتفاهم والمودة بينهما، والحفاظ على علاقة يسودها الهدوء والاستقرار والتفاهم، والحرص على حسن استخدام الوقت وتنظيمه.
الاقتراب من الشريك
الاقتراب بين الزوجين يجعلهما أكثر ترابطاً وتفاهماً وقدرة على الوصول بزواجهما لبر الأمان والسعادة، لذا يجب على الزوج تخصيص وقت مشترك، يحاول من خلاله بقدر الإمكان الاقتراب من زوجته، عن طريق التحدث معها والمزاح ومسك الأيدي أو العناق، ويمنحها المزيد من الوقت لقضائه معها دون أي انشغال بالعمل أو ارتباطات اجتماعية أخرى، حيث يمكن أن تساعد جميع هذه الأفعال البسيطة على كسر الجمود في العلاقة الزوجية وإصلاح ما أفسدته مشاكل الحياة اليومية.
تجديد الحياة الزوجية
قد يشعر الزوجان بعد فترة من الزواج بالملل والتوتر الناتج عن الروتين اليومي، لذا فلابد أن يكون هناك وقت مشترك بين الزوجين خلال كل يوم للجلوس وللتحدث معاً، واستعادة الذكريات الجميلة، دون الانشغال بهواتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر، أو ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية، تساعدهم في التخلص من الجمود والتوتر، وذلك لتجديد العلاقة بينهما.
تقييم حياتهما معاً
لابد من مراجعة الأزواج حياتهما وتقييمها معاً بين فترة وأخرى، فقد أمضوا الكثير من السنوات معاً، لذلك لابد من تخصيص وقت مشترك، ويمكن من خلاله أن يجددوا الوعود التي قطعوها على أنفسهم تجاه كل منهم للآخر، أو تفحص الذكريات الجميلة من خلال ألبومات الصور التي تجمعهما منذ أوقات الخطوبة، وتقييم الحياة بينهما في الماضي كيف كانت، وكيف تعاملا مع بعضهما خلال فترة الزواج كحبيبين، وصديقين، وشريكين في إدارة الأسرة وكزوجين والتعرف إلى نقاط القوة والضعف بينهما.
ممارسة هوايات مشتركة
عند تخصيص وقت مشترك بين الزوجين، فبإمكانهما تفهم هوايات بعضهما في الحياة الزوجية، فالتوافق بين الأزواج يقود إلى حياة زوجية سعيدة يسودها الحب والانسجام، فقد يكون لدى أحد الزوجين هواية يحب ممارستها مثل الرسم، أو ألعاب الفيديو، مراقبة الطيور، والآخر لا يتجاوب معه وقد يمقت هذه الهوايات، لذا فيمكن للزوجين إيجاد أرضية مشتركة والبحث عن الهوايات التي يمكن ممارستها معاً والتي يستمتع بها الطرفان.
التواصل والتفاهم
من أسس العلاقات الزوجية الناجحة وجود تواصل مستمر، فالتواصل بين الزوجين عملية يتبادل خلالها الشريكان مشاعرهما وأفكارهما وتطلعاتهما، بهدف التوصّل إلى تسويات ناجحة تساهم في تلبية حاجات كل منهما، وتؤدي إلى نجاح زواجهما بشكل سليم وصحيح، والوقت المخصص للطرفين يتيح ويشجع على التواصل والتفاهم المنفتحين، وتخلق التفاعلات المنتظمة فرصاً لاستماع الطرفين لبعضهما والتعاطف والتعلم من بعضهما البعض، من خلال المحادثات والمناقشات، كما يمكن مشاركة وجهات نظر مختلفة؛ مما يؤدي إلى فهم أعمق لأفكار وقيم ومعتقدات بعضهما البعض.
بناء روابط أقوى
إن الترابط بين الزوجين يقوم على التقارب القوي، وهذا التقارب يتم من خلال إتاحة وقت مشترك بين الشريكين، والانخراط في الخبرات والأنشطة المشتركة يساعد على بناء روابط أقوى بين الشريكين، سواء كان ذلك أثناء الطهي معاً، أو الذهاب في إجازات، أو المشاركة في الهوايات، فإن هذه اللحظات تخلق شعوراً بالتضامن والانتماء والدعم، مما يقوي علاقاتهما ببعض.
إظهار الاهتمام بالشريك الآخر
الاهتمام بالشريك يولد لديه مشاعر طيبة ومريحة وتداعيات إيجابية، وغياب الاهتمام يقود إلى برودة المشاعر والجمود واللامبالاة، لذا فالوقت المخصص للزوجين يتيح الفرصة لإظهار هذا الاهتمام بالشريك الآخر؛ مثل لمسات حانية وطيبة كإعداد كوب من القهوة للشريك الآخر دون أن يطلبه، أو رسالة حب في منتصف النهار.
تحقيق الأمان العاطفي
عند تخصيص وقت مشترك بين الزوجين سيتحقق الأمان العاطفي، والذي يعتبر مفتاحاً لعلاقة صحية سليمة، وهو يعني القدرة على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بحرية دون الخوف من الانتقاد أو الرفض، ويعمل على تحقيق توازن عاطفي واستقرار بين الزوجين، بل ويخلق بيئة آمنة تسمح للزوجين بالتعبير عن مشاعرهما واحتياجاتهما بحرية، وتقديم الدعم العاطفي والتفهم المتبادل، كما يعزز الراحة النفسية والتواصل العاطفي؛ مما يساعد على بناء علاقة زوجية صحية ومستدامة.
مجلة سيدتي