إسرائيل تتنصّل: لم نبرم اتّفاقاً!
إسرائيل تتنصّل: لم نبرم اتّفاقاً! …. لم تكد ساعات تمضي على بدء سريان التهدئة بين حركة «الجهاد الإسلامي» ودولة الاحتلال، حتى بدأ المسؤولون الإسرائيليون التنصُّل من اتّفاق وقف الإطلاق النار، الأمر الذي قد يؤدّي إلى تَفجُّر الأوضاع مجدّداً في قطاع غزة. ونقل موقع «واللا» العبري عن مسؤولين قولهم: «(إننا) لم نوافق على إطلاق سراح المعتقلَين من حركة الجهاد الإسلامي اللذين أشعلا المواجهة (بسام السعدي وخليل عواودة). المصريون طلبوا التأكّد من سلامتهما (…). هذه مسألة حسّاسة وسنتحدّث عنها مع المصريين، وعلى أيّ حال نحن لم نلتزم بالإفراج عنهما»، بينما قال وزير القضاء الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن هناك التزاماً مصرياً بالعمل من أجل إطلاق سراح السعدي وعواودة، لكن لا يوجد أيّ التزام إسرائيلي بذلك. وفي مقابل هذا التنصّل، علمت «الأخبار»، من مصادر قيادية في «الجهاد»، أن الحركة ناقشت أمس مع المصريين التعهّدات التي قدّمها الوسطاء، محذّرة من أن عدم الالتزام بها سيفتح الباب على جولة قتالية جديدة. لكنّ المصريين طمْأنوا «الجهاد» إلى أن وفداً أمنياً منهم يتواجد في دولة الاحتلال لمتابعة قضية عواودة المُضرِب عن الطعام منذ 148 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الإداري، مؤكدين أنه يُعمل حالياً على نقله إلى مستشفى مدني عام لتلقّي العلاج تمهيداً لإعلانه فكّ إضرابه، على أن يتمّ الإفراج عنه بعد تَحسُّن صحته وتلقّيه العلاج.
بالتوازي مع ذلك، وصل وفد من الأمم المتحدة، صباح أمس، إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون – إيرز، للتأكّد من تطبيق وقف إطلاق النار، والاطّلاع على آثار العدوان الإسرائيلي، فيما لم يُعرف بعد ما إذا كان سيلتقي بأيٍّ من قيادات الفصائل. وكانت سلطات الاحتلال فتحت معابر القطاع، وأدخلت الوقود لتشغيل محطّة توليد الكهرباء، بينما ظلّت حركة العمال متوقّفة، إذ نقلت «إذاعة الجيش» عن مسؤولين إسرائيليين أنه وفقاً لتقييم الوضع وقرار قادة أجهزة الأمن، لم تتمّ الموافقة بعد على دخول العمال من غزة عبر «بيت حانون – إيرز»، وأنه من المتوقّع أن يتمّ ذلك في الأيام المقبلة. أيضاً، سمحت سلطات الاحتلال بإدخال 200 شاحنة تحمل أدوية ومستلزمات طبّية عبر معبر كرم أبو سالم جنوب غزة، بعد إغلاق استمرّ لـ6 أيام.
من جهة أخرى، نقلت مصادر عبرية عن مسؤولين أمنيين في دولة الاحتلال قولهم إن إعلان وقف إطلاق النار في غزة يمنح فرصة «لا تمكن إضاعتها» لإحراز تقدّم في ملفّ تبادل الأسرى مع «حماس»، خاصة عقب إعطاء الأخيرة إشارات مهمّة في هذا الشأن أخيراً. وفي الإطار نفسه، استغلّت عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة، هدار غولدن، إرساء التهدئة للإعلان عن فعاليات جديدة للمطالبة بالإفراج عن ابنها، إذ دعا تسور غولدين، شقيق هدار، إلى استكمال مسار الفعاليات التي كانت مقرَّرة الأسبوع الماضي قرب قطاع غزة، قائلاً: «يوم الجمعة الماضي، انطلقنا للمطالبة بإعادة قضية الأسرى إلى جدول الأعمال، وردّاً على ذلك قامت الحكومة بإسكاتنا وخنقنا وضربنا، كلّ هذا حتى لا نكون على جدول الأعمال، وعليه سننظّم مسيرة جديدة يوم الجمعة المقبل نحو معبر إيرز شمال القطاع».