إسرائيل تُقِّر: صفقة شاليط كانت مأساةً وصدمةً
كشفت مصادر عليمة في كيان الاحتلال النقاب عن أنّ التقدير الإسرائيليّ عند منح تقييمٍ عامٍّ لصفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، التي باتت تُسّمى “صفقة شاليط” في العام 2011، كشفت عن أنّ الصفقة شكلّت مأساةً لها، وصدمة لم تستفق منها بعد عقد من الزمن، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ الصفقة كشفت عن ضعف أساسي تعانيه إسرائيل، ورغم ذلك، أوضحت المصادر، فإنّ تحقيق تلك السابقة يعطي إشارة عمّا سيتحقق في المستقبل، عند إنجاز الصفقة القادمة، والتقدير أنّ الثمن لن يكون إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني فقط، بل أكثر، كما أكّدت المصادر.
المُستشرِق آفي يسسخاروف، المُختّص الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، قال في تحليلٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة أكّد أنّ العمليات الـ”تخريبية” الفلسطينيّة التي تمّ تمويلها ومساعدتها من قبل الأسرى المفرج عنهم خلال الصفقة، تقدم دليلاً كافيًا على الأضرار الإستراتيجيّة التي سببتها للأمن الإسرائيليّ، بحسب تعبيره.
وأوضح المُستشرِق أنّ الصفقة أوجدت إجماعًا فلسطينيًا شامِلاً بأنّ إسرائيل دولة ضعيفة، كما أنّ نفس النخبة من الأسرى المطلق سراحهم عادوا للنشاط العسكريّ في حماس، وتمكّنوا من تغيير التنظيم بشكلٍ كبيرٍ، وهيمنته على الساحة الفلسطينية”.
وأضاف أن “الأسوأ الذي قامت به إسرائيل خلال الصفقة أنها لم تكتفِ بالتفاوض غير المباشر مع حماس، التي تدعو لتدميرها، بل الاعتراف بأنّها مالكة الأرض في الساحة الفلسطينية، والقفز عن جميع الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل في الماضي من حيث إطلاق سراح أسرى من فلسطينيي48 والقدس، في خطوةٍ لم تحصل في الماضي، حتى في صفقة أحمد جبريل عام 1985”.
وشدّدّ المُستشرِق على أنّ “الأوساط الأمنيّة الإسرائيليّة تعتقِد أنّه مع مرور الوقت، تحسّنت أساليب الأسرى المحررين في العمل العسكري، بفعل التقارب الجغرافي والعشائري، وما شهدته السنوات الأخيرة من تحقيق قفزة في عمل الإنترنت، وتحسين الاتصال بشكل كبير بين قطاع غزة والضفة الغربية والخارج، ونجحوا في إخفاء ذلك من خلال تعزيز العلاقات مع الأقسام الإلكترونية للجناح العسكري لحركة حماس”.
بالإضافة إلى ذلك، أشار المُستشرق إلى أنّه “على الصعيد السياسيّ، تقدر المحافل الأمنية الإسرائيلية أنّ القيادة التي قادت حماس منذ الصفقة تنتهج مسارًا أكثر تصادمًا مع إسرائيل، مليئًا بالجرأة، ويضع إسرائيل في وضع محرج، لكن النقطة الأكثر إشكالية لإسرائيل، تتعلق بالرسالة التي بات يفهمها كلّ طفلٍ فلسطينيٍّ منذ إبرام الصفقة، ومفادها أنّ “اليهود لا يفهمون إلّا القوة”، وأنّ الهجمات المسلحة في نهاية المطاف هي الطريقة الأفضل والأكثر فاعلية للحصول من الإسرائيليين على تنازلات
وخلُص يسخاروف إلى القول، نقلاً عن ذات المصادر، إنّ “أكثر ما يزعج الإسرائيليين انتشار قناعات فلسطينية جديدة بعد صفقة “شاليط”، مفادها أنه لا توجد وسيلة للإفراج عن الأسرى ثقيلي العيار، المحكومين بالسجن المؤبد أو فترات طويلة، سوى عمليات الاختطاف، خاصة بعد أنْ فشلت السلطة الفلسطينية ورئيسها في إطلاق سراحهم، وفهم الجمهور الفلسطينيّ أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا الملف الشائك، حين رأوا كيف أنّ إسرائيل “كسرت المحرمات”، ووضعت سابقة تاريخية”، على حدّ قول المصادر.
يُشار إلى أنّ صفقة تبادل الأسرى بين (حماس) وإسرائيل 2011 أوْ صفقة (شاليط) أوْ صفقة (وفاء الأحرار) كما يسميها الفلسطينيون، تدعوها إسرائيل بـ إغلاق الزمن، تعدّ إحدى أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية الإسرائيلية، كانت مميزةً لأنّ الفلسطينيون استطاعوا الحفاظ على الجندي الإسرائيليّ أسيرا لنحو 5 سنوات رغم خوض إسرائيل حربين على قطاع غزة.
أفرجت إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق (حماس) الجندي الأسير الإسرائيلي غلعاد شاليط. وقد أعلن عن التوصل لهذه الصفقة في 11 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2011 بوساطة مصرية، وتعد هذه الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمّت عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية