إسرائيل: نتنياهو مرّرّ بواسطة السلطان قابوس رسالة تهديدٍ لإيران والوزير كاتس بعُمان لطرح مُبادرة “سكك السلام الإقليميّ” لأنّ التطبيع من مُنطلَق القوّة مُمكِنًا ومُهّمًا
كشفت مصادر سياسيّة في تل أبيب، وُصِفت بأنّها رفيعة المُستوى، كشفت النقاب عن تحميل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان، خلال زيارته الأخيرة لمسقط رسالة تهديدٍ إلى الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على حدّ تعبير المصادر.
وأوضح موقع “I24” الإسرائيليّ، استنادًا إلى المصادر عينها، أنّ مفاد هذه الرسالة، هو وقف تشييد مصانع أسلحة لحزب الله في لبنان لتجنيب حرب جديدة على لبنان، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ نتنياهو مرّرّ رسالةً تهديد مرتين، في المرّة الأولى عندما التقى بالسلطان قابوس في عُمان، والثانية كانت من خلال موفد الرئيس الفرنسي أورليان لا شالييه، كما أكّدت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.
وبحسب تقارير الاستخبارات الإسرائيليّة، تابت المصادر عينها قائلةً للموقع العبريّ، فإنّ إيران تعمل على بناء مصانع لصواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانيّة، بالإضافة إلى اتهاماتٍ مُتواصلةٍ منذ سنوات عن قيام إيران بتزويد حزب الله اللبنانيّ بالأسلحة من خلال الأراضي السوريّة، وأنّها تعمل على تطوير دقّة ترسانة الصواريخ التي يملكها حزب الله لاستخدامها في المُواجهة العسكريّة المُقبِلة ضدّ دولة الاحتلال.
وكان نتنياهو التقى السلطان قابوس في زيارةٍ رسميّةٍ لسلطنة عمان كشف عنها بتاريخ 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهي الأولى بشكلٍ رسميٍّ منذ عام 1996، ووفق ما أكّده نتنياهو فإنّ الزيارة جاءت بدعوةٍ من السلطان قابوس، بعد اتصالاتٍ مُطوّلةٍ بين الجانبين، قادها من الجانب الإسرائيليّ، رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين، المُقرّب جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ.
وشارك في الوفد الإسرائيليّ إلى السلطنة رئيس الموساد، يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القوميّ، مائير بن شبات، ومدير عام الخارجيّة الإسرائيلية، يوفال روتيم، ورئيس ديوان رئيس الوزراء، يوآف هوروفيتس، والسكرتير العسكريّ لرئيس الوزراء، آفي بلوت.
وطوال الفترة الماضية، وما زالت حظيت الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى سلطنة عمان وتحظى حتى اليوم بتغطيةٍ واسعةٍ من قبل مُختلف وسائل الإعلام الإسرائيليّة، حيث يُنظَر لها كخطوةٍ مُتقدّمةٍ في تطبيع الاحتلال لعلاقاته مع مُختلَف الدول العربيّة وخاصّةً الخليجيّة، إذْ أنّ الزيارة تزامنت مع وجود وفودٍ إسرائيليّةٍ مُختلفةٍ في كلٍّ من الإمارات العربيّة المُتحدّة وإمارة قطر.
إلى ذلك، كشف موقع إسرائيلي الأحد، أنّ وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أعلن أنّه سيتوجّه اليوم الاثنين إلى عُمان، لعرض ودفع مُبادرة ربط دول الخليج بإسرائيل.
وأشار موقع (I24) الإسرائيليّ إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كشف خلال زيارته الأخيرة إلى عُمان أنّ كاتس سيتوجّه إلى السلطنة قريبًا في زيارةٍ رسميّةٍ لمسقط، للمشاركة في مؤتمرٍ دوليٍّ للمواصلات، لافتًا إلى أنّ كاتس تلقى دعوةً شخصيّةً من نظيره العُماني ومن منظمي المؤتمر.
وأوضح أنّ هذه المرة الأولى التي يتلّقى فيها وزير إسرائيليّ دعوةً للمُشاركة في مؤتمرٍ دوليٍّ يُقام في سلطنة عمان، وهو ما يدل على علاقاتٍ قريبةٍ، على حد تعبير نتنياهو.
وأكّد الموقع الإسرائيلي أنّه من المُرتقب أنْ يعرض الوزير كاتس أمام المشاركين في المؤتمر مبادرته المُشتركة مع نتنياهو، لما اصطُلِح على تسميتها سكك السلام الإقليميّ، التي ستربط بواسطة القطارات بين البحر المتوسط والخليج العربيّ، عبر إسرائيل كجسرٍ بريٍّ وعبر الأردن بوصفه محور مواصلات إقليميًا.
ونوه الموقع إلى أن المُستشرِق الإسرائيليّ يوني بن مناحيم نشر عبر صفحته في (تويتر)، أنّ نتنياهو سيزور البحرين قريبًا جدًا، على حدّ تعبيره.
وفي السياق عينه، نشر وزير المُواصلات الإسرائيليّ كاتس على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) أنّه يُسافِر اليوم إلى عُمان بتكليفٍ من رئيس الوزراء نتنياهو، في زيارةٍ وصفها بأنّها مُهمّة جدًا، وتابع قائلاً إنّه سيقوم بعرض مُبادرته المُشتركة مع رئيس الوزراء حول السكك الحديديّة للسلام الإقليميّ للربط بين دول الخليج والبحر الأبيض المُتوسّط في خطوةٍ للالتفاف على إيران. وشدّدّ الوزير الإسرائيليّ، المعروف بمواقفه اليمينيّة-المُتشدّدّة على أنّ التطبيع من مُنطلق القوّة، هو أمرٌ مُهّمٌ، مُختتمًا بأنّ هذا الأمر صحيح ومُمكِن، على حدّ تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية