إنها …. القذارة يا صاحبي … !
لفتني خبر أن تركيا مستعدة لخوض حرب ..! والتدخل عسكرياً في سوريا من أجل حماية ضريح السلطان سليمان .. بعد أن كانت مكتفية بفتح حدودها على طولها وعرضها لإدخال المسلحين والمتطرفين والداعشيين من كل أصقاع الأرض للمشاركة ضمنياً في حفل الإبادة والتدمير الممنهج لسوريا والشعب السوري.
لن أدخل هنا في تفصيلات سياسية، ولن أناقش في أمور الحرب الباردة الساخنة الهمجية التي تحدث اليوم وبشكل علني ضد الشعب السوري .. لأنني سبق ووعدت نفسي بعدم الخوض في السياسة حالياً .. ولكن ما يحدث اليوم ليس سياسة إنما قذارة علنية.
فهل يعقل أن يتحرك الضمير التركي من أجل ضريح سلطان ميت من مئات السنين .. ولم يتحرك من أجل شعب يقتل ويذبح ويهجر وبلد يتدمر ؟؟؟ هذا الخبر هو تصريح واضح ونعي علني للضمير الانساني .. وتورط ظاهر للسياسة في الدين والدين في السياسة.
فالاحتلال العثماني الذي دام أربعمئة عام وساهم في تخلف شعوب هذه المنطقة وتراجعها الحضاري والفكري .. لم ينتهي .. بل عاد بأقبح صوره على ظهر العلمانية وبعنوان الحداثة .. ولكن بعقلية العثمانيين وتطرفهم وهمجيتهم.
قد يكون للمصالح والسياسة مكانها في أي تحركات وردود أفعال دولية وهذا طبيعي وتعودنا عليه .. ولكن أن يتم استحمار العقول إلى هذه الدرجة، وجرح الانسانية بهذا الفجور ..فهو ما لم أستطع تقبله .. فكيف يمكن لأي دولة أن يتحرك ضميرها لأجل قبر .. ولا يتحرك لأجل الطفولة والانسانية ..؟؟
من هنا استفزني الخبر رغم أني عاهدت نفسي أن لا أخوض اليوم في السياسة .. وأعود قليلاً إلى ذاتي بحثاًعن انسانيتي التي باتت قاب قوصين أو أدنى من التمزق في ظل هذ الانهيار الأخلاقي، والسقوط الانساني الذي نعاني منه اليوم .
خبر ضمن مئات الأخبار التي تمر يومياً على شاشاتنا ونقرؤها في الاعلام .. أخبار تجرح إنسانيتنا وتدهشنا بمدى وقاحتها وفجاجتها .. ونغض البصر ليس لأننا نتقبلها بل لأننا اعتدنا على كم الكذب والنفاق والتدليس .. وتعايشنا مع واقع أننا مجرد وقود لحرب عالمية ثالثة فتيلها الطائفية وحجتها مكافحة الارهاب.. وأهدافها الغاز والنفط .. وحماية مصالح اسرائيل والدول الغربية .. ونعرف تماماً أن دورنا اليوم هو أن نبقى في أعلى درجات الوعي .. ولا ننساق إلى لعبة الطائفية والحقد القذرة .. ونبحث عن طاقات أمل وعمل إنساني .. نحافظ به على ما تبقى من وطنيتنا وانسانيتنا.
ولكن … يبقى عجبي على انسانيتكم ودينكم أيها العثمانيون الجدد …. !!