اسم الفاعل

الإسرائيلي المعتدل: رجل نفذت ذخيرته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ المتورط ـ

بما أن الليل هو الوقت المناسب لشطب اسم الفاعل. فقد خرج ذوو القمصان السود ومعهم كل أدوات التكسير… وانتشر هؤلاء في أحياء اليهود في ألمانيا النازية وقاموا بتحطيم عشرة آلاف محل تجاري… وأحرقوا 195 معبداً يهودياً. واعتقلوا واحداً وعشرين ألفاً.

تلك الليلة سميت ” ليلة الزجاج المكسر”.

تعقيباً على هذه الليلة قال بن غوريون ـ مؤسس دولة “إسرائيل” والشهير بتفاخره:

“هناك أناس لا يُخلقون للمجد وأنا لست منهم…”

“… لو عرفت أن في الإمكان إنقاذ كل أطفال اليهود في ألمانيا بنقلهم إلى إنكلترا… بينما بوسعي إنقاذ نصفهم فقط بنقلهم إلى إسرائيل… لكنت اخترت البديل الثاني، لأنه يجب علينا ألا نقيم وزناً لحياة هؤلاء الأطفال وحسب… بل ولتاريخ شعب إسرائيل”.

إلى جوار ألمانيا كان ” الجستابو” قد اعتقلوا في هنغاريا مائة ألف يهودي وبعد اعتقالهم توسط ضباط من الجستابو نفسه لعقد صفقة مع الوكالة اليهودية، وعنوانها: دولار مقابل الرأس.. وكان الجواب: السعر غالٍ، ولكنهم انتقوا عدة مئات من الرؤوس المهمة النافعة في الزراعة والهندسة والصناعة وبضع شخصيات وأقرباء… افتدوهم وأخذوهم إلى “إسرائيل” والباقي إلى المحرقة.

التاريخ يشبه الطاحون. فهي لو لم تطحن تدور، ولأنها تدور ستطحن. ويكفي الدوران للدلالة على الطحن.

ـ البط ـ

من صيد البط تعلم الكذب الصادق. حين يكون السرب عشرة يقول عشرين. وكانت الحصيلة في نهاية الرحلة كيساً من البط الأخضر، نصفه مغطس بماء المستنقعات له رائحة كريهة. وبعض البطات كانت على أهبة الفساد. وبالتجربة تبين أن واحدة من نساء الصيادين لا تجيد طهو هذا الطائر… فضلاً عن
التذمر من نتفه وتنظيفه. ولكن الصيادين يستمرون في ملاحقة المستنقعات.

وذات يوم نوقش الموضوع… كيف يطهو الصينيون كلّ حيوان، بما في ذلك الأفاعي والسحالي والزواحف. والجميع يتلذذون بوجبة البط الصينية مع الأرز والكاري؟ وكانت النهاية في النقاش عند استخلاص العبرة والحكمة من صيد البط وطهوه على النحو التالي: لا فائدة من بط دون طاه صيني!

لكن أحد الذين صمتوا في الجلسة كانت عيناه قوقازيتين، وعاش خارج تاريخ جنكيزخان في استرخاء مهاجر من تلك الأصقاع، بحثاً عن جد قديم تركه الجيش المغولي على ضفاف نهر الفرات في شمال سورية، خرج الرجل عن صمته وقال: تشبه حالة طهو البط تجربة المجرب… أي السير في طريق، جيلاً وراء جيل، دون أن تكون الثياب العالقة على جنبات الطريق لمن مات أو تألم أو لم يصل… دون أن تكون عبرة. دعوني أدلكم على طريقة لطهو البط.

أولاً تصطاده، ثم تنقعه، ثم تنتفه، ثم تنظفه، وتضعه في طنجرة لمدة 5 ساعات وبعدها تضيف البهار والملح والبصل والثوم… ثم يغلى على نار هادئة لمدة ساعة، يكون أثناءها حلقة الآكلين حول الطاولة قد اكتملت، تنزل الطنجرة عن النار وتذهب بها متمهلاً واثقاً سعيداً… تذهب بها إلى أقرب برميل للزبالة
وتدلقها فيه.

ضحك الجميع، توقف الجميع عن الضحك.

فالبط لا يؤكل إلا على يد الصينيين.

وفي السياسة… هناك طبخات من هذا النوع!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى