اشتباكات عنيفة بين أكبر فصيلين يهدد الاستقرار في العاصمة الليبية
اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس في وقت متأخر من مساء الاثنين لتتواصل اليوم الثلاثاء مما تسبب في تعليق الرحلات الجوية إلى مطار المدينة الرئيسي وتعليق الدراسة في جامعة طرابلس وذلك بعد أنباء عن القبض على قائد كبير بأحد الفصائل المسلحة على يد فصيل منافس ما يشير إلى أن الميليشيات والسلاح المنفلت والمرتزقة لا يزالون اكبر تحد أمام الجهود الأممية والإقليمية لإحلال السلام وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية والوصول لتنظيم انتخابات.
وباتت الميليشيات المنفلتة اكبر معضلة لسكان العاصمة وغرب ليبيا حيث ان الحد من نفوذها لا يزال مشكلة كبيرة تواجه ليبيا حيث دفع السلاح المنفلت والاشتباكات بين المجموعات المسلحة سكان مدينة زوارة غرب ليبيا الى الاحتجاج قبل أشهر.
وقال أحد سكان حي الفرناج “سمعنا إطلاق نار استمر حوالي ساعتين ولا نعرف ماذا سيحدث. نخشى على سلامتنا” فيما قالت وسائل إعلام محلية ومصدر في اللواء 444 إن جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب احتجز محمود حمزة قائد اللواء 444 الذي يسيطر على جزء كبير من طرابلس في مطار معيتيقة في اطار الصراع على النفوذ وتصفية الحسابات.
وصرح متحدث جهاز الإسعاف والطوارئ (حكومي) أسامة علي الثلاثاء، بأن المواجهات المسلحة التي اندلعت أمس الاثنين، بين قوتين أمنيتين في العاصمة طرابلس لا تزال مستمرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لإجلاء العائلات.
وأضاف أن جهاز الإسعاف “تلقى اليوم عدة نداءات من قبل عائلات محاصرة داخل مناطق الاشتباك ولكن حتى الآن هناك صعوبة للوصول إليها”، مشيرا إلى “إجلاء 26 عائلة من مناطق الاشتباك أمس الاثنين” داعيا إلى “الاحتكام لصوت العقل”.
واشار إلى أنه “حتى الآن ليس هناك إجابة من قبل المجموعات المسلحة المتقاتلة” موضحا أن إحدى سيارات الإسعاف “أصيبت بعيار ناري دون أن يصاب السائق أو الطاقم المرافق له”.
ويتبع جهاز الردع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة بينما يتبع اللواء 444 المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي حيث ياتي الاشتباك الاخير بعد اشهر قليلة من اشتباك بين قوات الردع التي يقودها عبدالرؤوف كارة واللواء 111 مجحفل بقيادة عبدالسلام الزوبي، على خلفية نزاع على عقد لصيانة مطار طرابلس الدولي.
وأفادت مصادر في المطار بأن جميع الرحلات من المطار وإليه حُوَلت إلى مصراتة، على بعد 180 كيلومترا إلى الشرق.
بدورها أعلنت جامعة طرابلس، الاثنين، تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري الثلاثاء وذلك حتى استقرار الاوضاع في العاصمة.
وقالت الجامعة في بيان مقتضب نشر على صحفتها على “فيسبوك” “تعلمكم رئاسة جامعة طرابلس بتعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري ليوم غد الثلاثاء”.
ومن شأن استمرار القتال بين الفصيلين، وهما أكبر قوتين مسلحتين في العاصمة، أن يشكل مخاطر كبيرة ويعيد العاصمة والمنطقة الغربية بأكملها الى مربع العنف.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الثلاثاء، إلى وقف الاشتباكات المسلحة حيث قالت البعثة في بيان، إنها “تتابع بقلق بالغ الأحداث والتطورات الأمنية التي تشهدها طرابلس منذ يوم أمس، وتأثيراتها الوخيمة على المدنيين”.
وأعربت عن “القلق إزاء التأثير المحتمل لهذه التطورات على الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية للنهوض بالعملية السياسية، بما في ذلك الاستعدادات للانتخابات الوطنية”.
وأكدت أن “العنف ليس وسيلة مقبولة لحل الخلافات، ويجب على جميع الأطراف الحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت بالسنوات الأخيرة ومعالجة الخلافات من خلال الحوار”
واشتباكات الاثنين هي بالفعل أسوأ اشتباكات تشهدها طرابلس منذ شهور على الرغم من اندلاع أعمال عنف من حين لآخر بين فصائل مسلحة في أجزاء أخرى من شمال غرب ليبيا في الأسابيع الماضية.
وتكشف مثل هذه التطورات أهمية الدعوات التي أطلقها المبعوث الاممي عبدالله باتيلي وقوى اقليمية ودولية بضرورة تسوية ملف الميليشيات والسلاح المنفلت والقوات الأجنبية لانهاء الانقسام في ليبيا.
ولم تنعم ليبيا بقدر يذكر من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وانقسمت في 2014 بين فصائل شرقية وغربية متحاربة. وتوقفت أعمال القتال الرئيسية منذ وقف إطلاق النار في عام 2020 لكن لا يوجد مؤشر على حل سياسي دائم.
وأظهر مقطع مصور منشور على الإنترنت، قال شاهد على الاشتباكات إنه حقيقي، قذيفة نارية تمر أمام مبنى سكني وسط دوي الطلقات نارية.
وقال صحفيون وشهود عيان في ضاحية عين زارة قرب مكان الاشتباكات إن مسلحين أغلقوا طريقا رئيسيا في المنطقة.
ميدل إيست أونلاين