افتقدك ..!!
ثماني سنوات…
ومازلت لا أستطيع ان أفتح كتبه أو اقرأها .. فمجرد لمسها يوقد في داخلي نارا تنهش روحي من جديد وتفتح جرحا لم ولن يندمل على فراقه.
الفقد لأشخاص نحبهم .. يغادرون فجأة .. يتركون خلفهم ثقلا من الذكريات التي توقد الحنين كل حين وحين ..
الفقد لوجودهم .. كلماتهم .. دفئهم ..
الفقد لما يمثلونه والدور الذي يلعبونه في حياتنا، ولكن وبعد حين .. ومهما طال الألم وتراكم الدمع .. نتركهم خلفنا ونمضي .. نمضي في طريق الحياة التي تسحبنا منهم ، نلتهي بأمورنا الخاصة .. همومنا .. اعمالنا .. معاركنا .. وطموحنا .. ونشتاق كل حين وحين .. لجمل لم تكتمل ولعناق لم يتم .. ولأحلام لم تكتمل !!
نتقبل الأمر على مضض ونكمل …
منذ ثماني سنوات وانا أتهرب من كتبه .. أضعها في مكتبتي .. اشعر انها قربي وهو موجود فيها .. هناك على الرف من بعيد .. ولا اريد أن افتحها .. لا أريد أن أقرأ كلماته .. ولا أن أعيش بين سطوره وفِي حارات رواياته .. أهرب من حنيني الى صوته .. وخوفي من تأثير كلماته …
اترك كتبه مركونة على الرّف في مكتبتي ..واتابع حياتي .. وأمضي ..
هو هنا .. بين الرفوف ..
فخورة بأني ابنته .. وبأن اسمي مذكور في كتبه ..
فخورة باني اكتب كل مقال وأوقع باسمه ..
فخورة بأنني اكمل من بعده .. ليبقى اسمه حيّا ولو على ورق ..
فخورة بكم الذكريات .. والأفكار .. والقيم .. التي ورثتها عنه ..
لم أرث منه مالا ولا عقارا .. ولا أملاكا ..إنما ورثت ضحكتي .. والقلم ..
ورغم اني ما زلت اهرب من كتبه ، واتحاشاها الا أني اكتب لأجله …
افتقدك ابي .. ولكني فخورة بك .. وبالقلم !!