الأحماض الدهنية الأساسية وزيوت القوة الخفية
هل تعاني ضعفاً في المناعة وكثرة في الالتهابات؟ وهل تعاني من مشاكل هضمية، مثل عسر الهضم، والنفخة، والحساسية تجاه بعض الأغذية؟ اوهل تشكو من النسيان والاكتئاب والتشوش في الذاكرة؟ ومن جفاف في البشرة والشعر، ومن تشقق الأظافر؟ هل لديك مشاكل على صعيد الجملة القلبية الدورانية؟ لا تحاول الذهاب بعيداً في تفكيرك، فقد يكون نقص الأحماض الدهنية الأساسية هو أصل البلية، فهي التي اكتشفت في خمسينات القرن الماضي، يطلق عليها بعضهم اسم القوة الكامنة نظراً إلى أهميتها الحيوية لصحة الإنسان، من هنا تسميتها بالفيتامينات الدهنية.
وتشارك الأحماض الدهنية الأساسية في عملية انتاج مركبات كيماوية شبيهة بالهرمونات اسمها البروستاغلاندين المضادة للالتهاب، فهي تقلل من خطر التفاعلات الذاتية الموجهة ضد الأنسجة السليمة، وتقي من الأمراض القلبية الوعائية، وتقلص من الإصابة بالعدوى، وتحد من حدوث الالتهابات المفصلية، وتحمي من الأورام الخبيثة، وتحافظ على الشعر والبشرة، وتلعب دوراً محورياً في أداء وظائف المخ، وتسهّل نقل الرسائل العصبية، كما أنها ضرورية لنمو دماغ الطفل ودعم عمليات التفكير والتعلم والتركيز. وتستخدم للتخفيف من تيبس المفاصل ومن حدة الالتهابات التي تتعرض لها هذه الأخيرة.
وتعتبر الأحماض الدهنية الأساسية الوقود الرئيس لجدران الخلايا كي تقوم بوظائفها على أفضل وجه، فهذه الجدران تتعرض في كل لحظة إلى وابل من الهجمات الداخلية والخارجية التي تحاول زعزعة عملها، لذا فهي تجدد نفسها باستمرار بفضل توافرها التي من دونها لا يمكن تجديد الخلايا وحماية الجسم من الأمراض.
ومن المعروف أن الأحماض الدهنية نوعان : الأساسية، وغير الأساسية. الأولى لا يستطيع الجسم بناءها بأي حال من الأحوال، من هنا حتمية وجودها في الغذاء.
وتقسم الأحماض الأساسية الى زمرتين هما:
زمرة أوميغا -3 ، وتضم حامض الفا -لينولينك وحامض آيكوزا – ايونيك، وزمرة أوميغا – 6 التي تضم حامض لينولييك، وحامض غاما – لينولينك.
أما أهم الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية الأساسية فهي حليب الأم، والزيوت النباتية، وزيت السمك، وزيت فول الصويا. كما وزيت السمسم، وزيت بذور العنب، وزيت المكسرات أيضا. ويعد زيت فول الصويا من أبرز الزيوت النباتية لغناه بها التي يحتاجها الجسم للحفاظ على الصحة الجيدة.
ويمكن قياس مستواها في الجسم في غشاء كريات الدم الحمر. وينصح علماء التغذية بضرورة التزود بكميات أعلى من الحد الطبيعي منها اللازمة للجسم لأن معظم الناس يملكون مستويات منخفضة منها.
بقي أن نعرف أنه ليس من السهل التعرف على الأمراض والمتاعب الصحية الناجمة عن نقص الأحماض الدهنية الأساسية، فهي تسبب عوارض خافتة لا تلفت الانتباه وتختلف في شدتها من مصاب الى آخر، لكن المختصين في أمراض التغذية هم الأجدر في وضع النقاط على الحروف.