الأمريكيّون يُسهّلون مسارًا للتفاهم بين الإدارة الذاتيّة الكرديّة شرق الفرات ودِمشق عبر موسكو.. هل تُمهّد واشنطن لسحب قوّاتها من سورية على غِرار العِراق؟
ملف شرق الفرات على سكّة الحل سِلمًا بعد زيارة وفد من الإدارة الذاتية الكردية في شرق الفرات إلى موسكو وتوقيعه اتفاق مع حزب الإدارة الشعبية المعارض برئاسة قدري جميل المقيم في روسيا واجتماع والوفد الكردي مع المسؤولين الروس.
وحسب مصادر متعدّدة فإن الإدارة الذاتية المسيطرة على مناطق واسعة شرق نهر الفرات ورئيستها إلهام أحمد لم تزر موسكو إلا بعد الحصول على موافقة أمريكية ما يعني تنسيقا روسيًّا أمريكيًّا لترتيب الوضع شرق الفرات مع بروز مؤشرات على انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة عطفا على قرار الرئيس الأمريكي سحب الجنود الأمريكيين على مراحل من العراق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأفغانستان وربّما تمهّد الإدارة لسحب جنودها من شمال شرق سوريا على غرار ما تقوم به في العراق.
ومن المؤكد أن وزير الخارجية الروسية “سيرغي لافروف” حمل ورقة التفاهمات الكردية الروسية والروسية الأمريكية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وتقضي تلك التفاهمات، حسب ما تسرّب، عودة تلك المناطق إلى كنف الدولة السورية مع منح وضعا خاصا لتلك المناطق يعطي للإدارة الذاتية صلاحيات في إدارة تلك المناطق وفق آلية لا مركزية في إدارة المنطقة.
وما يؤكّد انطلاق هذا المسار تصريح رئيس منصة “موسكو” وأمين حزب “الإرادة الشعبية”، قدري جميل، أن “الاتفاق مع مجلس سوريا الديمقراطية، حلحل العلاقة بين مناطق شمال شرق سوريا ودمشق. وكشف جميل أنّ الوثيقة التي وقّعها مع الإدارة الذاتية في شرق الفرات لم تتحدّث عن فيدرالية، ولا عن حُكم ذاتي، ولا عن لا مركزيّة مُطلقة”، وإنّما “ناقشت مُعادلة جديدة غير موجودة في أيّ مكان، مركز يتمتّع بصلاحيّات ومناطق تتمتّع بصلاحيّات واسعة لإدارة شؤونها.
لكن لماذا سهّلت واشطن هذا المسار ودفعت الإدراة الذاتية الحليفة إلى الذهاب فيه؟ وماذا تريد بالمقابل من دمشق موسكو؟
خلال الشهر الماضي شهدت منطقة النفوذ الأمريكي في شمال شرق سورية تغييرات هامّة تمثّلت في انتفاضة العشائر ضدّ قوات قسد الحليفة للولايات المتحدة وبرزت بوادر انطلاق مُقاومة شعبية مدعومة من دمشق وموسكو، وهو سيناريو لا تبدو الإدارة الأمريكية جاهزة لمُواجهته مُحاولة تهدئة العشائر والاستعانة بضباط سعوديين دخلوا إلى المنطقة برفقة الأرتال الأمريكية للتواصل مع شيوخ العشائر ووقف ثورتهم ضدّ قسد والوجود الأمريكي في سورية.
وتقول مصادر متطابقة إن توجّه الإدراة الأمريكية في الأشهر المُتبقّية لانطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية نحو عقد تسويات مع أطراف النزاع في المنطقة وليس التصعيد العسكري، وبناءً عليه يغدو تسهيل الولايات المتحدة لمسار التفاهم بين الإدارة الذاتية الكردية شرق الفرات ودمشق عبر موسكو جزءا من تفاهمات أو تسوية أوسع حول سورية قد تشمل مناطق أخرى وملفّات متعدّدة تخص الحرب في سورية. وربط ذلك بتفاهمات أوسع في مِنطقة الشرق الأوسط.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية