الإمارات وعُمان تتفقان على إنشاء سكة حديد بين البلدين
اختتم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة لسلطنة عمان بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاقتصادية، بما يعزز ويوسع الشراكة والتعاون بين البلدين العضوين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي إطار بناء جسور التعاون وتقريب المسافات وتعزيز جهود التنمية في البلدين، ستخصص الإمارات وسلطنة عمان ثلاثة مليارات دولار لبناء خط سكة حديد يربط بين البلدين الخليجيين، وفق ما أعلنت السلطات الأربعاء.
ووقعت شركتا السكك الحديد في البلدين “قطارات عُمان” و”الاتحاد للقطارات”، اتفاقية يتم بموجبها تأسيس شركة مشتركة “لتنفيذ وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار” في شمال السلطنة بشبكة سكك الحديد الوطنية الإماراتية التي لا تزال قيد الإنشاء، بحسب بيان صادر عن حكومة أبوظبي.
والمشروع المشترك المملوك بالمناصفة بين شركتي السكك الحديد، تبلغ قيمته الاستثمارية ثلاثة مليارات دولار. وتم توقيع الاتفاقية على هامش زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى العاصمة العمانية. ولم يتم الإعلان عن موعد بدء تشغيل خط السكة الحديد الذي يمتد مساره لمسافة 303 كيلومترات.
وقالت حكومة أبوظبي إن سرعة قطار الركاب تصل إلى 200 كلم/ساعة، تقطع المسافة “في 100 دقيقة و47 دقيقة بين صحار والعين”، بينما لا تتجاوز سرعة قطارات الشحن 120 كلم/ساعة.
وتضم صحار، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال مسقط، منطقة صناعية مهمة وميناء يُدار بالشراكة مع ميناء روتردام.
وقال عبدالرحمن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، الشركة الأم لشركة قطارات عُمان، في البيان إن”مشروع سكك الحديد المشترك بين البلدين سيعود بالعديد من الفوائد الإستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية” مشيرا إلى “تعزيز وتنظيم قطاع الخدمات اللوجستية ورفع أداء قطاع الخدمات السياحية”. ويقوم المشروع، وفقا للبيان، بربط المراكز السكانية والصناعية بين البلدين.
من جانبها تتولى شركة الاتحاد للقطارات مسؤولية إنشاء شبكة سكة حديد بطول 1200 كيلومتر للركاب والشحن عبر دولة الإمارات.
ويهدف هذا المشروع إلى أن يصبح في نهاية المطاف جزءا من شبكة سكة حديد أشمل تربط دول الخليج العربية الست: السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان.
وتعمل السكك الحديد حاليا فقط داخل إمارة أبوظبي ولا تنقل سوى قطارات الشحن.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية اليوم الأربعاء أن دولة الإمارات وسلطنة عمان وقعتا عددا من مذكرات التعاون المشترك على هامش زيارة الشيخ محمد لسلطنة عمان.
وأشارات إلى أن مذكرات التعاون تغطي طيفا واسعا من المجالات التي تعزز من العلاقات الراسخة بين البلدين حيث تشمل التعاون في الثقافة والإعلام والسكك الحديدية والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال.
وشملت الاتفاقيات، بحسب الوكالة الإماراتية، مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العمانية بشأن التعاون والاستثمار في مجالات الصناعة وقعها من الجانب الإماراتي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ومن الجانب العماني سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن المذكرة تهدف إلى تشجيع التكامل الصناعي في الصناعات والمنتجات ذات الأولوية وتسهيل الإجراءات على المستثمرين الصناعيين في كلا البلدين، خصوصا في مجال الصناعات المتقدمة مثل الفضاء والتكنولوجيا الطبية والزراعية والطيران وإنشاء المصانع الذكية.
وأضافت أنها تهدف كذلك إلى تنمية فرص الاستثمار المتبادل في التقنيات المتطورة والابتكار وتعزيز قدرات القياس (المترولوجيا) وتطوير منظومة البنية التحتية للجودة في صناعات المستقبل، إضافة إلى تطوير منظومة اعتراف متبادل لشهادات وعلامات المطابقة بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين.