تحليلات سياسيةسلايد

الاحتلال يستأنف «مجازر الطحين»: تجريف منازل الغزيين يتتابع

يوسف فارس    

أخذت العملية البرية في محافظة شمال قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، منحى أكثر عنفاً؛ إذ شهدت الأحياء الشرقية لمخيم جباليا، والشمالية لمدينة بيت لاهيا، أمس، عمليات نسف وتدمير واسعة، استخدم فيها جيش الاحتلال أطناناً من المتفجرات. ووفقاً لشهود عيان، زجّ العدو بعدد من البراميل المتفجرة في شارع العجارمة في حي تل الزعتر، ما تسبب في مسح العشرات من المنازل عن وجه الأرض. وإلى جانب ذلك، واصلت جرافات الاحتلال عمليات تخريب وهدم المنازل المتداعية في وسط مخيم جباليا. وأفاد أبو محمد صالحة، الذي استطاع الخروج أخيراً من المخيم، «الأخبار»، بأن آلاف المنازل تمت تسويتها بالأرض. وقال إن «الدمار يحيط بك أينما تحرّكت، ولا تجد منزلاً واحداً سليماً. كل المنازل جرى تخريبها وحرقها. ويقوم جيش الاحتلال بتشغيل جرافات مدنية وآليات ضخمة لتخريب المزيد من المباني».

أما الأهالي الذين يرفضون النزوح، وتقدّر أعدادهم، وفقاً لمصادر محلية، بـ80 ألف شخص، فقد أضحوا أخيراً هدفاً دائماً للقصف المتعمّد والاستهداف المقصود، حيث تفرض طائرات الـ«كواد كابتر» حظر تجوال عليهم، وتستهدف الطائرات المسيّرة تجمعاتهم وتحرّكاتهم على نحو مستمر. ويوم أمس، قصفت الوسائط المدفعية منازل الأهالي في مدينة بيت لاهيا بشكل عشوائي، ما تسبّب في استشهاد مسنّة ونجلها. كذلك، قصفت طائرة مسيّرة تجمعاً للأهالي بالقرب من مستشفى كمال عدوان»، فيما استهدفت المدفعية شقة سكنية في مشروع بيت لاهيا. وبالتزامن، واصل جيش العدو فرض حصار خانق على الأهالي لليوم الـ42 على التوالي، ومنْع سيارات الإسعاف والدفاع المدني من التحرك لليوم الـ22 على التوالي.

ولم يكن الوضع في باقي مناطق شمال وادي غزة أحسن حالاً، حيث تعرّضت مراكز الإيواء ومخيمات النازحين التي لجأ إليها أهالي مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون، لاستهداف متكرّر. وقصفت الطائرات الحربية مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، فيما قصفت طائرة مسيّرة تجمعاً للمواطنين بالقرب من  مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين أيضاً في حي الشيخ رضوان شمال غرب القطاع. وشهد حي الزيتون، كذلك، غارات عنيفة من سلاح المدفعية والطيران الحربي.

في غضون ذلك، أعاد جيش الاحتلال إنتاج «مجازر الطحين»؛ إذ كشف «المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» أن العدو ارتكب مجزرة، أول من أمس، بحق العشرات من الشبان الذين خرجوا لانتظار شاحنات المساعدات، بعد 50 يوماً من منع دخولها إلى شمال القطاع. وبحسب بيان المركز، فإن نحو 200 شخص توجّهوا إلى منطقة السودانية شمال غرب المدينة لانتظار الشاحنات، حيث تعمّد جيش الاحتلال إطلاق النار والأعيرة النارية عليهم. وحينما حاولوا الاحتماء داخل أحد المباني، قامت الطائرات الحربية باستهدافه ما تسبّب في استشهاد 70 شخصاً وإصابة العشرات. كما أطلق جيش العدو النار على كل من حاول التقدّم لإنقاذ المصابين وانتشال جثث الشهداء.

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى