الاغتيال جريمة حربٍ…..استخفّ واستهزئ الإعلام العبريّ الأحد بالتهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضدّ قادة حركة حماس بدفع “الثمن كاملاً”، معتبرًا أنّ كيانه يُواجِه “موجة من الإرهاب من الداخل والخارج”، على حدّ تعبيره، وكشفت المراسلة السياسيّة في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ هذه التهديدات ما هي إلّا ذرٌ للرماد في العيون، علمًا أنّه في السابِق هدّدّ وزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، باغتيال إسماعيل هنيّة، خلال 48 ساعة، وهو التهديد الذي جعله أضحوكةً بالكيان وفلسطين والخارج.
وشدّدّت المُراسلة، اعتمادًا على مصادر سياسيّةٍ وزانةٍ في تل أبيب، على أنّ نتنياهو يُحاوِل عبر التهديدات استغلال الإعلام لإيصال الرسائل ليس فقط لقادة حماس، بل إلى الوزراء المتطرفين جدًا في حكومته، ومن بينهم وزراء من حزب (ليكود) بقيادته، والذين كانوا قد طالبوا في جلسة المجلس الوزاريّ المُصغّر (الكابينيت) بالعودة إلى سياسة الاغتيالات واستهداف قادة (حماس)، وتحديدًا نائب رئيس المكتب السياسيّ صالح العاروريّ، الذي تعتبره إسرائيل العقل المُدبّر وراء عمليات المقاومة في كلٍّ من قطاع غزّة والضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وأردفت المراسلة السياسيّة قائلةً، نقلاً عن مصادرها، إنّ نتنياهو يُحاوِل عبر هذه التهديدات إرضاء القاعدة الشعبيّة له والآخذة بالاضمحلال وفق استطلاعات الرأي العّام بالكيان، وعلى وقع ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في عمليات المقاومة الفلسطينيّة ووصولهم إلى الرقم 34، موضحةً أنّ الحديث ربّما يجري عن حربٍ نفسيّةٍ شرسةٍ بين إسرائيل وحركة (حماس).
وبحسب التلفزيون العبريّ فإنّ المصادر الأمنيّة أكّدت أنّه في حال إخراج الكيان تهديداته إلى حيِّز التنفيذ فإنّ ذلك سيُشعِل حربًا في المنطقة، لأنّ العاروري يحظى بثقةٍ كبيرةٍ في لبنان، وتحديدًا من قبل (حزب الله) الذي يدعمه ويُقدّم له كل الوسائل من أجل إنجاح المهمات والمخططات التي يعكف على تطبيقها على أرض الواقع.
علاوة على ذلك، طالب المُحلِّل العسكريّ في القناة الضابط المُتقاعد، ألون إفياتار، بتصفية قادة (حماس) فورًا، وقال في معرض حديثه إنّ “العاروري يجِب أنْ يكون على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيليّة”، زاعِمًا أنّ “الاغتيالات المُمركزة ستُعيد الردع المتآكل لإسرائيل”، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّه خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، تطرق نتنياهو إلى تصريحات لنائب رئيس المكتب السياسي لـ (حماس) صالح العاروري حذر فيها من أنّه في حال عادت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات الممنهجة لقادة الفصائل الفلسطينية فسوف “يؤدي ذلك إلى حربٍ إقليميّةٍ”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).
وقال نتنياهو “إنّه (العاروري) يعرف جيدًا سبب اختبائه هو وأصدقاؤه.. في (حماس) يدركون جيدًا أنّنا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدّنا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) في غزة وفي أيّ مكان آخر”، ومُهددًا تابع قائلاً: “كلّ مَنْ يُحاوِل إيذاءنا وَمَنْ يُموِّل ويُنظِّم ويُرسِل الإرهاب ضدّ إسرائيل، سيدفع الثمن كاملاً”، على حد تعبيره.
وأردف: “نُواجِه موجة من الإرهاب من الداخل والخارج.. هذه ليست أيامًا سهلةً، أيامًا مليئة بالتحديات. يجب أنْ نُوحِّد قوانا ضدّ الإرهاب”، على حدّ تعبيره.
وتزعم إسرائيل أنّ العاروري يمسك بخيوط العمليات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة. والجمعة، قال العاروري، في مقابلة مع قناة (الميادين) إنّه في حال عادت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات فسوف تقود “إلى حرب إقليمية”.
وأضاف أنّ “التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي (…) وتمدّد المقاومة إلى سائر مناطق الضفة الغربية يمثّل كابوسا للاحتلال”، طبقًا لأقواله.
والسبت، ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أنّ العاروري أحد مسؤولين في (حماس) قد يكون على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
وقرر مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت)، في 22 أغسطس (آب) الجاري، منح نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانط صلاحية مطلقة لاتخاذ أيّ قرار مرتبط بتصفية المسلحين الفلسطينيين وَمَنْ يقفون وراءهم”، وهو ما فسرته وسائل إعلام عبرية على أنّه استهداف محتمل لقادة الفصائل الفلسطينية.
والجمعة، تبنت “كتائب عز الدين القسام”، الجناح المسلح لـ “حماس”، عملية إطلاق نار وقعت في 19 آب (أغسطس) الجاري، وأدت إلى مقتل مستوطنيْن اثنيْن في بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، ردًّا على اعتداءاتٍ إسرائيليّةٍ.