الانفجار اقترب وشهر رمضان الكابوس الأكبر..
يومًا بعد يوم، وساعة بعد ساعة، تؤكد المؤشرات الميدانية الساخنة والمتصاعدة أن لحظة الانفجار الكبيرة داخل الأراضي الفلسطينية، باتت تقترب كثيرًا من أي وقت مضى، وأن فتيل الحرب الذي حذر منه الجميع ينتظر فقط شرارة بسيطة لإشعاله لتعلن معه مرحلة تصعيد لا أحد يعلم كيف ومتى يمكن أن تنتهي.
الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها بنيامين نتنياهو والتي أخذت على عاتقها وبكل ثقة ممارسة كل أشكال العنصرية والتطرف، تحاول أن تُفسد الأجواء وتخلق حالة من التوتر والتصعيد الدائم داخل الأراضي الفلسطينية، من خلال القرارات الصادمة والتصعيدية، وإعطاء الضوء الأخضر للقتل والعربدة والاعتداءات.
لكن ما جرى في مدينة نابلس، وتحديدًا ببلدة “حوارة” أمس الأحد، من اعتداءات عنيفة ودامية من قبل المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال التي أسفرت عن ارتقاء شهيد وأكثر من 390 إصابة إضافة لحرق المنازل والسيارات، تؤكد للجميع أن الدم والتصعيد سيكونان عنوان المرحلة المقبلة بأمر من نتنياهو، وأن شهر رمضان سيكون الكابوس الأكبر للاحتلال ومستوطنيه.
وبعد جريمة المستوطنين، شددت قوات الاحتلال، حصارها لمحيط مدينة نابلس، حيث منعت المواطنين من فتح المحال التجارية على الشارع الرئيسي ببلدة حوارة لمدة 3 أيام، فيما لا تزال تغلق حواجز حوارة وعورتا وطريق المربعة وزعترة، بالإضافة إلى إغلاقها مدخل بيتا بالمكعبات جنوب نابلس، فيما تعيق حركة المواطنين على مدخل بلدة صرة جنوب غرب المدينة، وتنتشر على مداخل المدينة.
وشهدت ليلة أمس هجوما شرسا للمستوطنين على بلدات حوارة وعصيرة القبلية وبورين بدعم من قوات الاحتلال في المنطقة، وخلّف العدوان على نابلس شهيدا وأكثر من 390 إصابة في صفوف المواطنين، تنوعت بين إصابات بالرصاص وطعن بسكين وضرب بآلات حادة.
وأصيب معظم المواطنين في حوارة وبيت فوريك وزعترة وبورين، بحالات اختناق بسبب حرق المنازل من قبل المستوطنين، وقنابل الغاز التي ألقاها جنود الاحتلال.
وأحرق المستوطنون أكثر من 100 سيارة، و35 منزلاً بالكامل و40 بشكل جزئي إلى جانب تخريب ممتلكات ومنشآت ومرافق عامة، وأغلقت قوات الاحتلال الليلة بلدة حوارة ومداخلها الفرعية، وانتشرت الآليات العسكرية على الشارع الرئيسي للبلدة.
وقتل يوم أمس مستوطنان في عملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني في بلدة حوارة.
وعلى ضوء هذه التطورات الساخنة، دفع جيش الاحتلال صباح اليوم بتعزيزات إلى منطقة نابلس مكونة من كتيبتين وأربع سرايا وقوات خاصة، ووفقا لتقرير موقع واللا العبري فقد عمل الشاباك على إنشاء غرفة قيادة خاصة مهمتها مواصلة البحث عن منفذ عملية حوارة أمس التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين.
وبحسب مصادر محلية فقد قام جيش الاحتلال بجمع الكاميرات على الطرق الرئيسية من أجل تتبع طرق هروب المنفذ، وحسب تقديرات المؤسسة العسكرية فإن مسار هروب المنفذ كان مهيأ بشكل جيد و أنه نفذ العملية بعد كمين طويل.
وبحسب التقرير فإن مهام غرفة الشاباك الخاصة هو منع هجمات المستوطنين الذين أحرقوا أمس بلدة حوارة.
هذه الاعتداءات أشعلت غضب الفلسطينيين، ففي قطاع غزة لبى المواطنون، نداء حوارة فخرجت الجماهير بمسيرات في أرجاء القطاع، في حين تحرك الشباب الثائر لنقاط التماس شرقًا وأطلقوا فعاليات الإرباك الليلي.
وقال شهود إن عشرات الشبان تحركوا بعد الساعة العاشرة مساءً، إلى مخيمات العودة شرق القطاع، وأشعلوا إطارات السيارات وبدأ الشبان بفعاليات الإرباك الليلي وترديد الهتافات نصرة لحوارة.
كما شهدت مدن القطاع تظاهرات ليلية وتجمعات شبابية رفعت فيها أعلام فلسطين ورددت الهتافات الوطنية المنددة بجرائم المستوطنين والداعية لتصعيد المقاومة.
وفي الضفة والقدس ومخيمات اللجوء عم الغضب على جريمة المستوطنين، فخرجت مسيرات حاشدة انتهت باشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال على الحواجز العسكرية.
وبدوره أكد عضو قيادة حركة “حماس” في الخارج د. سامي أبو زهري أنّ جرائم المستوطنين الوحشية التي تمت بحماية جيش الاحتلال الليلة الماضية في جنوب مدينة نابلس تُمثّل ترجمة عملية لاجتماع العقبة الذي يهدف لتكبيل يد المقاومة وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين.
ونشر أبو زهري تغريدة على تويتر استعرض فيها صورة لآثار الخراب في ممتلكات المواطنين الفلسطينيين نتيجة اعتداءات المستوطنين في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس.
كما قال القيادي الآخر في حركة “حماس “محمود مرداوي، إن عمليات المستوطنين الإجرامية في حوارة لن تفلح في كسر شعبنا ومقاومته، مبينًا أن الحشود الشعبية في كل مناطق فلسطين، تؤكد وحدة الموقف والمصير في مواجهة الاحتلال.
وأشار إلى أن السلطة ما زالت تراوح مكانها، ولا تحرك ساكنًا أمام جرائم الاحتلال بحق شعبنا، مطالبا السلطة أن تكف عن ملاحقة المقاومين، وتطلق يدهم لمواجهة الاحتلال
وأكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني في تصاعد، موضحا أن الضفة لم تقل كل ما لديها بعد.
وأمام هذا التصعيد الممنهج.. يبقى التساؤل المطروح.. هل فهمت السلطة الفلسطينية وأمريكا والعرب الدرس من إسرائيل؟.. أم هناك حسن نوايا لما يجري؟
صحيفة رأي اليوم الألكترونية