البحث عن مدراء في الإذاعة والتلفزيون!
في كل مرة يجري فيها الحديث عن مناصب في مؤسسات محددة، نسارع لإبداء آرائنا بطبيعة المنصب وخبرات ذاك الذي يُكلّف به وأهليته لذلك، وتذهب آراؤنا يميناً ويساراً، وقد تظلم صاحب العلاقة أو تشيد فيه .
كذلك لا تتردد الصحف عندما تردها المعلومات الكافية، في نشر سرد موسع من المعلومات لشهادات وخبرات المسؤول الجديد عندما تنشر خبرا عنه، وهكذا تفعل مع أعضاء الحكومة عند تشكيلها، وتعتبر هذه الخطوة رديفاً مفيداً من المعلومات يصاحب الأخبار الصحفية عادة ويعطيها نكهة وتجعل القارئ أقرب للخبر الذي يطلع عليه ..
والإذاعة والتلفزيون واحدة من هذه المؤسسات ، بل إن كل منصب فيها يتعلق بأشياء تدخل إلى بيوتنا عبر الشاشة الصغيرة، سواء عن طريق البرامج أو عن طريق الدراما وحتى عن طريق الأخبار، وهذا يعني أن مايجري فيها يعنينا بشكل أو بآخر، وربما يعرف المشاهدون أسماء مدراء التلفزيون والإذاعة أكثر من معرفتهم لاسم مختار حارتهم ..
وفي كل الحالات ، لابد من التدقيق في مسألة اختيار أصحاب المناصب، وخاصة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لأنها مؤسسة على غاية الأهمية، وفي تاريخها توّلت المسؤوليات فيها أسماء معروفة في السياسة والفلسفة والدبلوماسية والأدب والفن، ومن هذه الأسماء من شق طريقه إلى مناصب أعلى وإلى مواقع أكثر حساسية .
وهناك أنماط مهنية بارزة توالت على مناصب الإدارات فإضافة إلى الإداريين والصحفيين الذين تعاقبوا على هذه المهمات، كذلك تولى المذيعون والمخرجون والكتاب مفاصل مهمة، ويمكن تقدير مهاراتهم أثناء الفترات التي قضوها في عملهم في المناصب التي أوكلت إليهم .
سأبدا بالمذيعين ، فأعدد لكم ما أتذكره من مذيعين تولوا مناصب في الإذاعة والتلفزيون والمناصب هنا تنحصر بصفة مدير عام أو مدير :
الأمير يحيى الشهابي ، عبد الكريم اسماعيل ، نايف حمود، محمود الجمعات ،عزة الشرع، عادل يازجي، شادن حمدان، جمال الشيخ بكري ، نضال زغبور، رائدة وقاف، مخلص الورار، أحمد حاج عمر، علاء الدين الأيوبي..
ومن المعروف أن الأمير الشهابي يعتبر المدير العام الأول للإذاعة والتلفزيون ، وكان من أشهر المذيعين ، وظل يمارس مهنته حتى وفاته .
ومن المهندسين تولى عدد منهم مناصب مهمة في غير اختصاصهم، ومنهم : معن حيدر ، نضال يوسف ، محمد رامز ترجمان ، عماد علي وغيرهم ، وتولى المهندس معن حيدر لمرتين منصب المدير العام ، ثم أصبح معاونا للوزير، وكذلك المهندس محمد رامز ترجمان الذي انتقل من منصبه كمدير عام فأصبح وزيرا .
ومن المخرجين : سهير السرميني (مديرة قناة فقط ، وهي فنانة تشكيلية ، وأصبحت من قادة أحزاب المعارضة الداخلية). ومن النقاد : رياض عصمت وقد تولى منصب المدير العام في فترة محددة وسعد القاسم (وهو ناقد تشكيلي تولى أكثر من موقع إداري من بينها منصب مدير الفضائية ثم مدير قناة دراما)، ومن كتاب دراما : عبد النبي حجازي، الياس إبراهيم ، د.فؤاد شربجي . أحمد يوسف داود . عماد ياسين، ديانا جبور..
وكان الكاتب الروائي والدرامي عبد النبي حجازي مديرا عاما ، ووصلت الكاتبة الدرامية ديانا جبور مديرة التلفزيون إلى منصب المدير العام لمؤسسة الإنتاج الدرامي الإذاعي والتلفزيوني.
والآن هناك عدد من المذيعين يتولون مناصب مهمة، من بينهم :
- وفاء الأسعد مديرة قناة دراما
- عماد إبراهيم مدير إدارة الإذاعة
- أسامة شحادة مدير إذاعة دمشق.
- أمجد طعمة مدير برامج السورية .
ألا يحق لنا أن نسأل عن الفنانين : لماذا لم ينتخبوا لهذه المناصب ؟!
إن مهمة البحث عن مدراء يتولون مناصب مهمة في الإذاعة والتلفزيون جارية منذ وقت طويلة، وتعتمد على أكثر من قاعدة ، وأولى تلك القواعد أن يكون على تماس مع مهنته، ولذلك لم نذكر أسماء من تولوا المناصب المهمة من صحفيين ومعدين ومحرري أخبار وآخرهم : وزير الاعلام نفسه عماد سارة الذي تدرج بعمله فأصبح مديرا ثم مديرا عاما ثم وزيرا والمدير العام الحالي نايف العبيدات (دبلوم بالصحافة التلفزيونية من روسيا) ، وتولى مناصب كثيرة وقد عمل معداً ومخرجاً ومراسلاً .
إذن : لماذا يتردد أصحاب القرار في اختيار الفنان لأداء دور وظيفي مهم في مفاصل الإذاعة والتلفزيون؟ هل يمكن أن تحوُلُ مزاجية الفنان دون أداء متوازن في الموقع الذي يتولاه؟ كثيرون يردون سريعا على ذلك ، ولكن أفضل الردود تلك التي تقول : ليس المهم من يتولى موقع المسؤولية، ولكن المهم : ما الذي سيتركه على صعيد تطوير المؤسسة وجعل أولئك الذين يعرفون اسمه أكثر من مختار حارتهم سعداء بما يقدمه التلفزيون ، وبما يسمعونه بالإذاعة !