البريطاني الياباني إيشيغورو صاحب «بقايا النهار» يحصد «نوبل للآداب»
فاز الكاتب البريطاني كازوو إيشيغورو المعروف خصوصاً بكتابه «ذي ريماينز أوف ذي داي» (بقايا النهار)، بجائزة نوبل للآداب للعام 2017، وفق ما أعلنت «الأكاديمية السويدية» اليوم (الخميس). وكتبت الأكاديمية في حيثيات قرارها أن إيشيغورو (62 عاماً) «كشف في روايات مشحونة بعواطف قوية، الهاوية الكامنة تحت شعورنا الوهمي بالتواصل مع العالم».
وقال الكاتب لهيئة «بي بي سي» «إنه لشرف عظيم لأن ذلك يعني خصوصاً أني أسير على خطى أعظم الكتاب الذين عاشوا على هذه الأرض وهذا تقدير رائع»، مشدداً على أن نيله الجائزة «مذهل».
ووصفت الأكاديمية كتابه الأشهر «ذي ريماينز اوف ذي داي» (1989)، بأنه «رائعة أدبية»، وحول إلى فيلم سينمائي من بطولة انطوني هوبكينز وإيما تومسون. ونالت هذه الرواية جائزة بوكر التي تكافئ عملاً مكتوباً باللغة الإنكليزية، في العام 1989. وقالت سارة دانيوس الأمين العام الدائم لأكاديمية نوبل السويدية التي تمنح الجائزة «إذا ما خلطنا بين جاين اوستن وكافكا نحصل على كازوو إيشيغورو».
ولد إيشيغورو العام 1954 في ناغازاكي اليابانية التي كانت ضحية القنبلة النووية العام 1945، وانتقل في 1960 وهو في سن الخامسة، إلى بريطانيا لدواعي عمل والده عالم المحيطات. وتعكس أعماله هذه الثقافة الثنائية.
وتدور أحداث روايته الأولى «ايه بايل فيو اوف هيلز» (1982)، والثانية «أن آرتيست اوف ذي فلوتينغ وورلد» (1986) في ناغازاكي بعد سنوات قليلة على الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الأكاديمية أن «المواضيع التي يرتبط بها اسم إيشيغورو حاضرة منذ البداية: الذاكرة والزمن والتوهم الذاتي». وأضافت «يبرز ذلك خصوصاً في احدث رواية له ذي ريماينز اوف ذي داي». وأكدت الأكاديمية أن «كتابات إيشيغورو مطبوعة بأسلوب تعبير مكبوح بعناية ومستقل عن الأحداث المختلفة الدائرة».
وأصدر إيشيغورو ثمانية كتب، وكتب سيناريوهات أفلام ومسلسلات تلفزيونية. وصدر آخر أعماله العام 2015، بعنوان «ذي باريد جاينت». وقالت دار النشر التي تصدر أعماله «فابر آند فابر» في تغريدة «نحن مبتهجون جداً بفوز كازوو إيشيغورو بنوبل الآداب».
ويجمع إيشيغورو الكتوم بين التأمل الياباني والهدوء البريطاني، وكان يحلم بأن يكون مغني بوب يؤلف نصوصه على غرار بوب ديلان وليونارد كوهين. ويتمتع بأسلوب أدبي من الأجمل بين أبناء جيله مع ان الإنكليزية ليست لغته الأم.
وقال الكاتب في مقابلة العام 1989 «انجذب إلى بيئة ما قبل الحرب وما بعدها لأني اهتم في القيم والمثل التي تتعرض للاختبار ومواجهة الناس لمفهوم ان مثلهم لم تكن فعلاً ما كانوا يظنون قبل خضوعها لهذا الاختبار».
ويعزز فوز كازوو إيشيغورو هيمنة الكتاب باللغة الإنكليزية على سجل جائزة نوبل للآداب مع 29 فائزاً في مقابل 14 يكتبون بالفرنسية. وتجاهلت الأوساط الأدبية اسمه كلياً هذه المرة. وقالت دار النشر التي تصدر كتبه في السويد للإذاعة العامة «كان الأمر غير متوقع بتاتاً. وطرح اسمه لفترة طويلة لكن ليس هذه السنة».
وكان اختيار بوب ديلان العام الماضي أبهج معجبيه وأثار استياء المحافظين. وترقب جزء كبير من النقاد قرار الاكاديمية، لأنهم لم يستسيغوا منح الجائزة إلى المغني الأميركي العام الماضي.
فمرة أخرى ضاعت جائزة نوبل من كتاب وشعراء مخضرمين من أمثال فيليب روث، ومارغريت آتوود، وكلاوديو ماغريس، وأدونيس، وميلان كاندورا، وهاروكي موراكامي، فيما أذهلت الأكاديمية العالم باختيارها رمز الثقافة الأميركية المضادة.
ومنحت جائزة نوبل للآداب للمرة الأولى العام 1901، وهي كافأت في غالبية المرات روائيين من الذكور، في مقابل 14 امرأة فقط يبلغ متوسط أعمارهم 65 عاماً.
صحيفة الحياة اللندنية