التلفزيون السوري .. هل تنجح قفزته الجديدة؟!
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
في إطار الاحتفالية القصيرة بالهوية البصرية الجديدة للتلفزيون العربي السوري، غطت الياسمينة البيضاء، التي اتكأ المصممون على معناها، مجموعة الفواصل التلفزيونية التي ظهرت على المحطات العاملة في التلفزيون العربي السوري، وهي المحطات التالية :
- القناة الفضائية السورية
- قناة سورية دراما
- قناة نور الشام
- القناة التربوية السورية
- إذاعة سوريانا الفضائية.
وشكلت المحطات الخمس أوراق الياسمينة البيضاء، وأخذت كل واحدة منهن حيزا لونيا خاصا يتعلق ببثها، فالفضائية صار اسمها السورية، وأخذت اللون الأحمر، ونور الشام أخذت اللون الأخضر، وسورية دراما أخذت اللون البنفسجي، فيما أخذت التربوية اللون الأزرق، وشكلت إذاعة سوريانا اللون الأبيض منفردا .
وخلال انطلاقة هذه الهوية البصرية، التي جرى الإعداد لها طويلا حيث شوهد وزير الإعلام عماد سارة نفسه ساهرا في مبنى التلفزيون حتى الصباح يتابع اللمسات الأخيرة استنفر العاملون في الإعلام المرئي والمسموع ليتابعوا الملامح العامة للمرحلة الجديدة .
وعمليا، قوبلت هذه الخطوة بالاستهجان من قبل المواقع المعارضة خارج البلاد، إضافة إلى انتقادات معارضة شكلية في الداخل ، ومع ذلك ثمة وجهتا نظر في الوسط الإعلامي حول ماحصل، الأولى كانت تتحدث عن نجاح واضح وفق الظروف الحالية، ونية في التغيير، وضرورة أن ننتظر قليلا لنرى. والثانية كانت تراها احتفالية روتينية (عادية) في البث لم تستطع تكثيف التوجهات المتعلقة بالدورة البرامجية لكل قناة أو محطة بطريقة تليق بالجهود التي بذلت على هذا الصعيد.
ويرى أصحاب وجهة النظر هذه أنه كان يمكن أن تستخدم الاحتفالية إيقاعا آخر يكشف عن هوية البرامج الجديدة التي ستنطلق، ويفترض على الأقل أن يحمل هذا الإيقاع جاذبية توحي بأن شيئا ما شق طريقه نحو الأفضل، ففي البرامج الجديدة مايدعو إلى ذلك.
أما فنيا، فقد قدم التلفزيون في هذه الاحتفالية مشهدا كوميديا أداه راكان تحسين بك وهو نجل الفنان السوري حسام تحسين بك، تمكن فيه من إيصال الفكرة الرئيسية التي أرادت الهوية البصرية الجديدة التعبير عنها ببساطة، والتي ينتظر المجتمع السوري كله لغتها وشفافيتها الجديدة التي شجع عليها الرئيس السوري بشار الأسد في لقائه الأخير مع الإعلاميين..
أيضا قدمت وزارة الإعلام (ميثاق الشرف الإعلامي) وفيه يتعهد الصحفي بصون الرسالة الوطنية، وتم الترويج إلى هذا الميثاق بأداء جماعي لمذيعي الأخبار، دون أن يوزع كنص مكتوب يتم تداوله بين الصحفيين، وقال عنه أحد المسؤولين الإعلاميين إنه ” يشبه بروتوكول عمل وقواعد بناء الإنسان وواقعية الرسالة الإعلامية التي تميز بها الإعلام السوري وقدم في طريقها عشرات الشهداء وضعفهم من الجرحى ”
وعلى صعيد البرامج، لاحظ المشاهدون طرح عناوين كثيرة لبرامج جديدة إضافة إلى استمرار برامج سابقة أبقيت في الدورات البرامجية العتيدة مع تحديث في إعدادها وتقديمها وحتى فكرتها (صباح الخير) مثلا، إلا أن التغييرات المهمة كانت على صعيد الأخبار التي نُقلت من بنائها المستقل في المركز الإخباري ، إلى الطابق الثالث في مبنى التلفزيون، وشهدت تحديثا مهما يتعلق باستوديو الأخبار فاستخدمت تقنية (الإنفوغراف) وهي طريقة جديدة فعلا على التلفزيون، وتهدف إلى الشرح باستخدام الصور عبر شاشة رقمية كبيرة تظهر خلف مقدمي الأخبار، ولم تقدم بعد النشرة النموذجية التي تشير إلى الاستخدام الأمثل لهذه التقنية في اللغة الإعلامية الجديدة التي يسعى إليها التلفزيون.