التلفزيون يعود إلى المنازل مدعوما بمعايير متطورة
تسجل اجهزة التلفزيون عودة قوية هذا العام إلى معرض “اي اف ايه” للالكترونيات الموجهة للعموم في برلين مع اتجاه واضح لتقديم منتجات أرخص ثمنا وأكبر حجما مع صورة فائقة الدقة تماشيا مع متطلبات المستهلكين. فأمام منصات العرض في هذا الملتقى السنوي الكبير لمحبي الالكترونيات، يمعن الزوار في النظر إلى الشاشات العملاقة بقياس 77 انشا الشبيهة بأجهزة السينما المنزلية، موجهين أسئلة عن الأسعار ومواعيد الطرح في الأسواق.
ويوضح بول غراي من مجموعة “أي اتش اس” للدراسات أن تقنية الدقة الفائقة “الترا هاي ديفينيشن” (يو اتش دي) بدأت تفرض نفسها كمعيار أساسي، مضيفا “للمرة الأولى بات في امكانهم كمستهلكين أن يتأكدوا من أن الجهاز الذي اشتروه هذه السنة سيكون متلائما مع مضامين المستقبل”.
ويقول رئيس اتحاد “جي اف يو” المشارك في تنظيم المعرض في برلين هانس-يواخيم كامب إن هذه الرغبة في التحسين مع استراتيجية هجومية للمصنعين لخفض الأسعار “تؤسس لظاهرة تقوم على مبدأ يجب أن أملك هذا الجهاز حتما”. ويضيف “للمرة الأولى، الحجم ليس المعيار الأول لشراء جهاز تلفزيون جديد في المانيا بل درجة وضوح الشاشة”.
وتبلغ الفترة الوسطية لعمر أي جهاز تلفزيون في منازل الألمان خمس سنوات كما أن الميزانية التي يخصصها هؤلاء لشراء جهاز جديد باتت تراوح بين 800 يورو و900.
وتباع الأجهزة ذات النوعية الأعلى بأسعار تبدأ بحدود 1500 يورو إلى 2000. وفي معرض “اي اف ايه”، يتعين لمخاطبة محبي هذه المنتجات المتطورة أن يكون الجهاز يحمل عبارة “اوليد”. وتتمتع أجهزة التلفزيون المزودة بتقنية “اوليد” بصورة فائقة الدقة مع درجة نقاء ممتازة للقطات الحركة.
تحدي المضمون
ويبدو أن “سامسونغ” هي الوحيدة التي لم تقتنع بهذا الأمر. فمدير التسويق في المجموعة ديفيد لوز اعتبر أن شاشات تلفزيون بنوعية ممتازة بتقنية “ال سي دي” (بالكريستال السائل) من شأنها تقديم نتيجة مشابهة كتلك الموجودة في شاشات “اوليد”. وقد تدفع هذه الحرب التقنية على الطرازات الأفضل لشاشات التلفزيون إلى الاعتقاد بأنها ستؤدي إلى تضييع المستهلكين. غير أن الملاحظات المسجلة تشير إلى أنها على العكس تشكل حافزا لهم.
فبحسب دراسة لاتحاد “جي اف يو”، 29% من أجهزة التلفزيون المباعة في النصف الأول من العام في العالم كانت بشاشات ذات دقة فائقة “يو اتش دي” كما أن مبيعات الشاشات المزودة بتقنية “اوليد” سجلت ارتفاعا بحوالى الضعف خلال الفترة عينها. وينفق المشاهدون مبالغ أكبر على أجهزة التلفزيون لذا باتت متطلباتهم كبيرة أيضا على صعيد المضمون.
وقد أتت الشركات المصنعة للتلفزيون هذه السنة إلى معرض “اي اف ايه” بصحبة أصدقائها الجدد وهي استوديوهات الانتاج. ومن بينها “باناسونيك” التي اعلنت شراكة مع استوديوهات “توينتيث سنتشوري فوكس” و”سامسونغ” لتطوير النسق المستقبلي “اتش دي ار 10”.
ومن المتطلبات المهمة في أجهزة التلفزيون الحديثة هو أن تكون متصلة بالانترنت أي ان تحمل تصنيف “سمارت تي في” (أجهزة تلفزيون ذكية) كي يستفيد مستخدموها من الازدياد الكبير في المضامين المعدة للأجهزة الفائقة الوضوح.
ويقول بول غراي من مجموعة “اي اتش اس” إن “خدمة الفيديو عند الطلب لها أثر هائل على المستهلكين الذين يريدون مشاهدة حلقات المسلسلات بطريقة مكثفة والابتعاد عن المضامين الثابتة بمواعيدها للتلفزيون، كما الحال مع ابني الذي لم يعد يستخدم سوى يوتيوب ونتفليكس لمعاينة المضامين من دون اللجوء البتة للتلفزيون”.
العودة القوية للتلفزيون إلى المنازل مردها بشكل كبير إلى الاهتمام المتجدد لدى أفراد الجيل الشاب الذي يبتعد عن المشاهدة عبر الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المكتبية.
وتشير احصاءات “جي اف يو” إلى أن 60% من الأشخاص بين 16 عاما و39 يشاهدون التلفزيون لفترات أطول من السابق.
ميدل ايست أونلاين