الجزائر تعتزم التعبئة العسكرية في ظرف اقليمي دقيق
كشفت الجزائر عن اعتزامها تفعيل مشروع قانون يتعلق باستدعاء قوات احتياطية في إطار التعبئة العسكرية في ظرف إقليمي ودولي متوتر مع تنامي حملات التصعيد بين عدد من دول الساحل الإفريقي ودول شمال إفريقيا. فضلا عن التوترات التي تعيشها الجزائر مع المغرب على خلفية قضية الصحراء المغربية، وتصاعد التوتر في الجارة ليبيا، والتهديدات الإرهابية المحدقة بالجارة الشرقية تونس، وعدم ارتياح الاتحاد الأوروبي لتصعيد الجزائر الأخير مع إسبانيا.
وذكر بيان لمجلس الوزراء الجزائري أن الرئيس عبد المجيد تبون “ثمّن فحوى مشروع قانون يتعلق بالاحتياط العسكري لما يحمله من رؤية استشرافية حمايةً للمصالح العليا للوطن”.
وأضاف البيان أن “الاستعانة بهم في كل الظروف تندرج في إطار اللُّحمة الوطنية التي تقتضي الذود والدفاع عن كل شبر من التراب الوطني”.
شهدت الجزائر أكبر عملية تعبئة عسكرية في تسعينيات القرن الماضي لمواجهة إرهاب الإسلاميين
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي علي زرمديني في تصريح خاص لـ”ميدل إيست أونلاين” أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الجزائر التعبئة العسكرية، مشيرا إلى أن “أكبر عملية تعبئة عامة أعلنتها الجزائر كانت في تسعينيات القرن الماضي خلال السنوات التي واجهت فيها إرهاب الإسلاميين”.
ويتوقع مراقبون للشأن الجزائري أن يتم تمرير مشروع القانون عبر إصدار مرسوم رئاسي تجنبا لعرضه على البرلمان للمناقشة بسبب حساسية الملف.
ويسمح الدستور الجزائري لرئيس الدولة بإصدار القوانين بمرسوم رئاسي في فترة العطلة النيابية التي تمتد بين الثاني من تموز/ يوليو والثاني من أيلول/ سبتمبر.
وشدد الزرمديني على أن الإعلان الرسمي عن التعبئة هذه المرة “له هدف إعلامي وسياسي”، مضيفا أنها ترغب في بعث رسائل للعالم تعبر من خلالها عن مدى جاهزيتها لمواجهة تهديدات إرهابية محتملة. واستدرك قائلا “يجب ألا نغفل عن أن الجزائر تتعرض فعلا لتهديدات خارجية حقيقية”.
واستعرض الجيش الجزائري في أواخر سنة 2020 سلاحه الهجومي الجديد الذي اقتناه من روسيا والمتمثل في نظام “إسكندر إي” للصواريخ التكتيكية.
وأشارت صحيفة ميليتوري واتش الأميركية وقتها إلى أن “الجزائر باتت تمتلك أخطر سلاح في إفريقيا”، إذ يُعتبر “إسكندر” أقوى صاروخ باليستي تكتيكي في العالم لم تحصل عليه من روسيا إلا دولتان وهما الجزائر وأرمينيا.
وأضافت الصحيفة أن إسكندر يُعد من أحدث الأنظمة الهجومية فائقة التكنولوجيا. ويبلغ مداه 500 كيلومتر.
وتفيد تقارير مختلفة أنها شرعت في تحديث جيشها بعد الهجوم الذي شنته قوات الناتو على ليبيا في 2011.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، قال قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة في لقاء مع قيادة وضباط القوات الجوية، إنها تحرص على تفوق جيشها في المجال الجوي في المنطقة”.
وردا على سؤال ما إذا كانت الجزائر تستعد للهجوم على مناطق أو جيوب محددة لإعادة ترتيب الوضع الأمني على حدودها، استبعد الزرمديني أن تنفذ الجزائر أية عملية عسكرية هجومية، مشددا على أن “خطط الجزائر العسكرية تحمل صبغة دفاعية وليست هجومية”.
واستشهد بعبارة “رؤية استشرافية” وجملة “الذود والدفاع عن كل شبر من التراب الوطني” الواردة في بيان مجلس الوزراء للتأكيد على أن الجزائر “ستكتفي بدور المدافع عن أمنها الداخلي ولن تمارس دورا هجوميا”.
وأجرت قوات عسكرية دولية الأسبوع الماضي، مناورات الأسد الإفريقي على خط التماس عند الحدود المغربية الجزائرية.
وتُعتبر حدود الجزائر الجنوبية مع مالي والنيجر وموريتانيا التي تمتد لمسافة أكثر من 2500 كيلومتر غير مؤمّنة بالكامل نظرا لتصاعد التوتر بين الحين والآخر في منطقة الساحل والصحراء بإفريقيا.
ويضم الجنوب الجزائري أضخم منشآت النفط والغاز التي تتمتع بترتيبات أمنية خاصة