الجزرة بعد العصا: ترامب ينتظر اتصال الإيرانيين
يضيف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كل بضعة أيام عقوبات جديدة على إيران، بلغت أخيراً بالفعل، كما سبق وهدد، المستوى الأشد في تاريخ العقوبات الأميركية على أي بلد، ولا سيما بعد إلغاء الإعفاءات على بيع النفط، وحظر تبادل اليورانيوم وقطاعات المعادن الإيرانية. وفي مؤتمره الصحافي في البيت الأبيض، ظهر الرجل في موقع المستعد لجني ثمار عقوباته القصوى من طهران. حسبُ ترامب، وفق تصريحاته أمس، أن لا يمتلك الإيرانيون أسلحة نووية، حيث قال: «ما ينبغي لهم (الإيرانيين) فعله هو أن يتصلوا بي ونجلس. بوسعنا التوصل إلى اتفاق… اتفاق عادل. كل ما نريده منهم ألا يمتلكوا أسلحة نووية. وهذا ليس بالطلب الكبير. وسنساعدهم في العودة إلى وضع أفضل». وزاد بالقول «يجب أن يتصلوا. إذا فعلوا ذلك فسنكون منفتحين على الحديث معهم». وجدد ترامب إبداء استعداده لـ«مساعدة» طهران وإزالة العقوبات، وقال: «أريدهم أن يكونوا أقوياء ورائعين، وأن يكون اقتصادهم رائعاً… يمكننا التوصل الى اتفاق عادل».
وهاجم ترامب وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، متهماً إياه بالوقوف وراء ثني الإيرانيين عن التواصل مع واشنطن وقرارهم رفض التفاوض، في إشارة إلى اللقاءات المتواصلة بين كيري ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. وقال إن كيري «يتحدث معهم كثيراً… ويقول لهم أن لا يتصلوا». واعتبر ترامب تصرّف كيري خرقاً لقانون «لوغان» الذي يحظر على الأميركيين التفاوض مع حكومات أجنبية، وقال: «بصراحة يجب أن يحاكم بسبب ذلك»! اتهامات رد عليها متحدث باسم كيري بالقول إن ترامب «مخطئ في الوقائع وفي القانون، وللأسف هو مخطئ في كيفية استخدام الدبلوماسية لإبقاء أميركا آمنة».
وبشأن إرسال حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» إلى الخليج، والتي عبرت أمس قناة السويس متجهة إلى البحر الأحمر، تحدّث الرئيس الأميركي أمام الصحافيين عن «معلومات تنطوي على تهديدات خطيرة» دفعت الى اتخاذ القرار، وتابع: «لقد أظهروا (الإيرانيون) تهديداً كبيراً… لدينا معلومات قد لا تتصورونها… ينبغي علينا توفير الأمن لهذا البلد (الولايات المتحدة) وللعديد من الأماكن الأخرى». وامتنع عن نفي احتمال الحرب، وقال: «آمل أن لا يحدث ذلك. لدينا واحدة من أقوى السفن في العالم المحملة بالأسلحة ولا نريد أن نفعل أي شيء».
في غضون ذلك، تتجاذب طهران والعواصم الأوروبية التصريحات حول اتخاذ إيران خطوات على طريق التزام تدرجي أقلّ بالاتفاق النووي، وتخفيف القيود على برنامجها النووي. وفي حين جدد ظريف دعوة الأوروبيين إلى الالتزام بالاتفاق وتطبيع العلاقات الاقتصادية مع بلاده، أكدت الترويكا الأوروبية في بيان مشترك مع الاتحاد تصميمها على «مواصلة الجهد لإتاحة مواصلة التجارة المشروعة مع إيران»، رافضة في الوقت نفسه «التصعيد»، وكذلك مهلة الشهرين التي منحتها إيران لهم. التمسك بالاتفاق النووي أعاد التأكيد عليه كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شدد على ضرورة «إنقاذ» الاتفاق، وقال: «يجب عدم الوقوع في التقلبات أو التصعيد، يجب أن نحرص على أمننا الجماعي». أما روسيا، التي ناقش مجلس أمنها بحضور الرئيس فلاديمير بوتين تطورات الملف، فقد دانت بشدة العقوبات الجديدة على إيران ودعت «الجميع إلى عدم قطع العلاقات الاقتصادية (مع طهران) على أن يشمل ذلك شراء المنتجات الإيرانية وخصوصاً في مجال الطاقة».
صحيفة الأخبار اللبنانية