الحجر المنزلي قد يسبب الصراع بين الزوجين .. وهكذا تتجنبونه
مع انتشار فيروس كورونا في مختلف دول العالم، تطلبت الإجراءات الاحترازية تجنب أماكن التجمعات، وكذلك تجنب الجلوس في المقاهي والخروج إلى المولات دون ضرورة؛ لتجنب العدوى بالفيروس، وهو ما يعني قضاء الأزواج وقتاً أطول معاً في البيت؛ خاصة إذا كان أحدهم يعمل من المنزل بشكل مؤقت؛ مما قد يتسبب أحياناً ببعض من الخلافات و الصراع بين الزوجين ؛ فكيف يمكن تجنب ذلك؟
بيّن الاستشاري الأسري عثمان المحطب، أن الحجر المنزلي أفرز سلوكيات اجتماعية لم تكن موجودة، وأخفى الكثير من السلوكيات اليومية المعتادة قبل هذه الأزمة.
فمن الأمور التي اختفت من المجتمع الاستيقاظ صباحاً لمزاولة الأعمال، والانتشار عصراً في مراكز التسوق والأندية والمنتزهات، المقاهي، الحدائق والشواطئ، المطاعم وممارسة الشعائر الدينية في المساجد.
أما السلوكيات التي استجدت؛ فهي البقاء في البيت لجميع أفراد الأسرة، والارتباط أكثر بشاشات التليفزيون والهاتف بحثاً عن المستجدات من الأخبار والمواعظ والنكات، وبدأت الحوارات الأسرية المطمئنة أو المتشائمة عن الأوضاع الصحية، هذه الحوارات قد تخلق صدامات يومية بين الأبناء أو الزوجين؛ خاصة في حال اختلاف الآراء فيما يدور بين متفائل ومتشائم.
ومن المؤكد أن هذه الحالة إذا ازداد مداها ووقتها، سوف تخلق نزاعات وصراعات كثيرة بين الزوجين بسبب:
- الحالة النفسية للزوجين في التعامل مع هذه الحالة، بين مفرط في التشاؤم ومفرط بالتفاؤل.
- القلق والتوتر سينعكس على السلوكيات والألفاظ في الغالب بطريقة سلبية.
- تواجد الأبناء في البيت طوال ساعات الليل والنهار من دون أية مهام يومية، يخلق إرباكاً للوالدين، وربما يقودهما إلى استخدام وسائل عقاب غير معهودة للأبناء.
- اضطرار ربة البيت للقيام بالواجبات المنزلية من طبخ وتنظيف و«تعقيم» سيزيد الحالة النفسية سوءاً لها؛ مما ينعكس على تعاملها مع الزوج والأبناء.
- عدم تعود الزوج على البقاء في البيت فترة طويلة «من دون مهام» سيدخل الملل عليه ويجعله ينتبه إلى أمور كان غافلاً عنها، ويمارس سلوكيات تضايق الزوجة والأبناء.
- هذه الحالة قد ترفع حدة التوتر والصراع بين الزوجين لأقصى حد، ولكنها بإذن الله لن تقود إلى الفراق الفوري، تقديراً للأوضاع العامة، ولكنها قد تقود إلى الانفصال النفسي والجسدي بين الزوجين، وتأجيل قرار التفكير بالانفصال الفعلي إلى ما بعد انقشاع غُمة كورونا.
وللخروج من هذه الحالة بصحة نفسية واجتماعية جيدة وقوية على جميع أفراد الأسرة، نرجو اتباع التوجيهات الآتية:
– قيام الزوجين بالاتفاق على توزيع المهام داخل البيت خلال هذه الفترة الطارئة.
– الاتفاق بينهما على أنشطة يومية للجميع ويشارك بإدارتها الجميع. وتشمل: «الحوار الإيجابي، التوعية. أوقات للعب والنوم. القراءة المفيدة، صلاة جماعة. والصيام أيام محددة. قيام الليل وقراءة القرآن وحفظ آيات منه. الصدقة. ممارسة أنشطة رياضية داخل المنزل. كما ممارسة ألعاب تسلية كالشطرنج وورق اللعب. الرسم والموسيقي، والكتابة ونظم الشعر، كل حسب ميوله وهوايته».
– عدم نقل ونشر الأخبار السيئة والإشاعات، سواء من الزوجين أو الأبناء.
– تقليل ساعات استخدام الهواتف ووسائل التواصل.
– قيام الزوجين بضبط انفعالاتهما تجاه الأبناء والخدم، وتجاه بعضهما البعض.
– عدم السماح لأحد بالخروج إلا للأمور المهمة والطارئة جداً.
– مشاركة الجميع بتناول الوجبات اليومية المنزلية في أوقاتها على طاولة واحدة.
– مشاركة الأبناء لوالدهم بتصليح مرافق البيت الصحية والكهرباء وغيرها. ومشاركة البنات لوالدتهن في الطبخ والتنظيف والترتيب. مع الثناء عليهم عند كل إنجاز.
– جلسة حوارية يومية يقودها الوالدان لطمأنة الأبناء.
– الابتعاد عن نقل الإشاعات والنكت التي تسخر من بعض الشعوب أو الطوائف.
– صلة الأرحام والاطمئنان عليهم، حسبما هو متاح، بالزيارة أو الاتصال الهاتفي.
– الدعاء والاستغفار من الجميع، عسى أن يفرج الله هذه الغمة عن أمة المسلمين والعالم أجمعين.
هذه الإجراءات والمهام لجميع أفراد الأسرة تهدف إلى شغل أفكارهم إيجابياً، واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والخير، وتخفيف الضغوط النفسية عنهم وتقليل الصراعات اليومية.