الحريري يعترف ( أنا مسؤول )، و يبادر ( مستعد لإحياء المبادرة الفرنسية)
كان واضحاً إحساسه بالكارثة اللبنانية ( الشعب لم يعد يطيقنا ). و بناء على ذلك، أعترف سعد الحريري ( أنا مسؤول أيضاً عن هذا الإنهيار ) منتقلاً إلى محاولة الإسهام بالعلاج ( ولن أقصر في الإسهام بإنقاذ لبنان . . ووقف الإنهيار، وإعادة إعمار بيروت ، وفق المبادرة الفرنسية ) .
هذه الرسالة التي أراد إيصالها سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية مساء الخميس الماضي . حيث أكد أن المبادرة التي طرحها الرئيس ماكرون هي (الأمل الوحيد) أمام لبنان، مذكراً أنها تقوم على حكومة إختصاصيين، مهمتها وقف الإنهيار وإعادة إعمار بيروت . ومدتها ستة أشهر .
و بعد أن شرح الكثير من مواقفه، ومواقف الجهات السياسية الأخرى ، وصل إلى النتيجة الواضحة ( بعد إعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة إنكشفت الأحزاب السياسية والكل بات مكشوفاً ، ولم يعد هناك ما يستر أحد أو يغطي أجنداته ) ولأن البلد يغرق كل يوم أكثر في الإنهيار، دعا الحريري إلى إعادة طرق باب الأمل الوحيد، معلناً عن إستعداده للقيام بواجبه ، إن كانت القوى السياسية مازالت موافقة على المبادرة الفرنسية، و خاصة برنامجها الإصلاحي. وبذلك، فإن الحريري أعلن إستعداده لتولي رئاسة الحكومة، حكومة إختصاصيين، لتنفيذ مهمة وقف الإنهيار وإعادة إعمار بيروت في ستة أشهر .
قد يرى البعض أن سعد الحريري يريد إحراج الطبقة السياسية كلها ، بتحريكه للمبادرة الفرنسية من جديد، وقبوله ترأس حكومتها. و ربما يجد آخرون أنه يتصرف بتنسيق فرنسي سعودي، أو بترتيب مع ماكرون فقط . وربما يتخوف الثنائي أمل و حزب الله من أن يكون الهدف تكريس الحريري لنفسه منقذاً على حساب الآخرين . بالرغم من المحيطين بالرئيس بري أبدوا أستبشاراً بإيجابية ما يجري حول تشكيل الحكومة . و ربما يصح ما يقال حول دوافع الحريري، والتي ربما يصح بعضها، و ربما تصح كلها ، و لكن ما يطرحه حول ضرورة التخلي عن المصالح الحزبية الضيقة، والمبادرة لإنقاذ الوطن ، ووقف الإنهيار و إعادة إعمار بيروت، خاصة وأن لبنان مهدد بحرب أهلية يجري شحنها بالفقر والدمار و الوباء والطائفية الخبيثة .
ما يطرحه الحريري حول ضرورة المبادرة للإنقاذ يبقى مسؤولية ملحة على الجميع التحرك للدفع بإتجاه إنجازها بعيداً عن الخلافات السياسية والكيد الحزبي والتصلب الإيديولوجي و الشحن الطائفي.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة