الذكاء الاصطناعي سكرتير مستخدمي هواتف غوغل الجديدة
كشفت غوغل التابعة لألفابت، عن تشكيلة جديدة من هاتفها الذكي بيكسل (Pixel) عززت فيها الاعتماد على أدواتها للذكاء الاصطناعي، فيما تسرع الخطى لدمج هذه التكنولوجيا الحديثة في أجهزتها.
عرضت الشركة الأميركية مميزات النسخة الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. مواصلة بذلك سعَيها إلى إنشاء أدوات مساعِدَة قائمة على هذه التكنولوجيا. تكون مفصّلة أكثر فأكثر على قياس كل مستخدم.
وتكسر غوغل بكشفها عن مجموعة الأجهزة الجديدة في المقر الرئيسي لألفابت في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا. تقليدا حافظت عليه في جميع إصدارات بيكسل. هاتفها الذكي الرائد الذي طرحته للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 2016. وهو الإعلان عنها في الخريف.
هواتف “بيكسل 9” المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي
وتناوَبَ عدد من مسؤولي الشركة خلال العرض على إبراز مزايا هواتف “بيكسل 9” وسواها من أجهزة غوغل الذكية.
لكن نجم اللقاء كان الذكاء الاصطناعي التوليدي. إذ أن جيميناي Gemini، برنامج غوغل الرئيسي في هذا المجال، بات مدمجا في صميم الأجهزة، بحيث يتيح للمستخدمين التواصل المباشر معها.
وقالت جيني بلاكبيرن. وهي من نواب رئيس المجموعة “من خلال عروضنا التوضيحية، يمكنكم أن تروا كيف سيساعدكم +جيميناي+ على +اندرويد+ من خلال جمعه بين معارف عن العالم الحقيقي، والمعلومات المتعلقة بكم أيضا. كما والتطبيقات التي تستخدمونها كل يوم”.
وتتمتع غوغل بأرجحية كبيرة في المنافسة في مجال أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنها أن تجمع بيانات المستخدمين بفضل خدماتها الواسعة النطاق، ومن بينها محركها للبحث ونظامها التشغيلي للأجهزة المحمولة اندرويد، وتطبيقات مثل يوتيوب وغوغل مابس، وجي ميل.
ومن خلال تزويد أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي هذه المعلومات، يمكنها أن تصبح أشبه بسكرتير ذي معرفة كلية، متاح للاستخدام في أي وقت، يستطيع تنفيذ عدد كبير من المهام نيابة عنه.
من ميزات الذكاء الاصطناعيميزة البحث عن المعلومات المخزنة في لقطات الشاشة
ومن ميزات الذكاء الاصطناعي التي أعلنت عنها غوغل واحدة يختص بها بيكسل فقط تتيح للمستخدمين البحث عن المعلومات المخزنة في لقطات الشاشة.
وأفاد ريك أوسترلوه. نائب الرئيس الأول للأجهزة والخدمات في غوغل “كان هناك الكثير من الوعود والكثير من التنويهات عن أمور ستتحقق قريبا. ولكن لم يكن هناك ما يكفي ليدعم ذلك على أرض الواقع فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، ولهذا السبب فإننا اليوم نحول الوعود إلى واقع. نحن الآن في عصر جيميناي بالكامل”.
“+جيميناي+ يمكن أن يوفر للمستخدمين مساعدة شخصية لا مثيل لها
وأكدت شيناز زاك. إحدى المسؤولات عن منتجات بيكسل، خلال مؤتمر صحافي، أن “+جيميناي+ يمكن أن يوفر للمستخدمين مساعدة شخصية لا مثيل لها. من خلال ولوجه، بإذن منهم، المعلومات المناسبة في بريدهم الإلكتروني، وفي تقويمهم calendar، وفي الكثير غيرهما”.
وسيكون في وسع أداة المساعَدة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثلاً تحديد موعد مع مصفف الشعر أو الميكانيكي. وكتابة الرسائل. كما والعثور على لقطات الشاشة واستخراج المعلومات منها أيضا. والاطلاع على دعوة لحضور نشاط ما والتحقق من إمكان مشاركة المستخدم فيه، وسوى ذلك من المهام.
وشددت زاك. على أن هذا البرنامج “يتعامل مع هذا النوع من الطلبات المتشابكة من دون إرسال بيانات المستخدم الشخصية إلى مزود ذكاء اصطناعي تابع لجهة ثالثة . قد لا يعرفها المستخدم أو لا يثق بها” أيضا. في إشارة ضمنية إلى أبل التي تحالفت مع أوبن إيه آي لتوفير وظائف من هذا القبيل.
وقام الموظفون بالعديد من العروض التوضيحية الحية لوظائف جيميناي الجديدة. مثل ميزة المحادثة الصوتية. على الرغم من أن محاولة استخدام البرنامج للمقارنة بين صورة ملصق حفل موسيقي وتطبيق التقويم. استغرقت ثلاث محاولات وجهازين لتعمل بنجاح.
سعر الهاتف “بيكسل 9” ذات شاشة مقاس 6.3 بوصة يبدأ من 799 دولارا،
وستباع النسخة الأساسية من “بيكسل 9” ذات شاشة مقاس 6.3 بوصة بسعر يبدأ من 799 دولارا. وهو أغلى من الطراز السابق بمئة دولار.
وكشف متحدث باسم الشركة أن هذه النسخة وبيكسل 9 برو إكس. إل بشاشة مقاس 6.8 بوصة سيبدأ طرحهما في وقت لاحق هذا الشهر. أما بيكسل 9 برو الذي يأتي بميزات إضافية مثل كاميرا أفضل، وبيكسل 9 برو فولد القابل للطي فسيطرحان في سبتمبر/أيلول.
وتبكير الطرح أحدث محاولات غوغل لمواكبة المنافسين في دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الموجهة للمستهلكين ويأتي قبل إطلاق أبل المزمع لهاتف آيفون جديد في سبتمبر/أيلول.
وكانت أبل أعلنت في يونيو/حزيران أنها ستدخل تحديثات على أجهزتها، ومنها أحدث إصدار من هواتف آيفون، تشمل أبل إنتليجنس، وهي مجموعة من الميزات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي داخل التطبيقات الأصلية، فضلا عن تزويدها بتطبيق تشات جي.بي.تي وهو برنامج الدردشة الآلي الذي طورته أوبن إيه.آي المدعومة من مايكروسوفت.
هيمنة أبل وسامسونغ وشاومي على السوق في مجال الذكاء الاصطناعي
وعلى الرغم من إمبراطوريتها على الإنترنت، لم تتمكن غوغل من فرض نفسها في مجال الهواتف الذكية، إذ تهيمن على السوق جارتها أبل والكورية الجنوبية سامسونغ والصينية شاومي.
لكن أبل لم تدخل السباق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي إلا في الآونة الأخيرة، من خلال إطلاقها أبل إنتيليجنس، بعد عام ونصف عام من بدء السباق المحموم الذي أطلقته شركة أوبن إيه آي من خلال تشات جي بي تي.
وتأمل غوغل التي تتصدر السباق مع مايكروسوفت، في إعطاء زخم جديد لهواتفها الذكية وتعزيز جاذبية اندرويد.
وأفادت “آي.دي.سي” لأبحاث السوق بأن غوغل لا تملك سوى حصة تقل عن واحد في المئة في سوق الهواتف الذكية العالمية حتى الربع الثاني من 2024. وهي تتخلف كثيرا عن حصة سامسونغ البالغة 18.9 في المئة وحصة أبل التي تبلغ 15.8 في المئة. ويرجع ذلك لأسباب منها دخول غوغل أسواقا أقل.
وتشير “آي.دي.سي” إلى أن حصة غوغل البالغة 4.5 في المئة في الولايات المتحدة تجعل الشركة رابع أكبر صانع للهواتف الذكية.
لكن هواتف بيكسل مكّنت غوغل أيضا من إظهار ما تحرزه من تطور تكنولوجي وتحفيز بيئة المطورين لنظام التشغيل أندرويد. الذي تستخدمه شركات تصنيع أجهزة مثل سامسونغ.
ويمثل أندرويد أحد الجبهات العديدة التي تسابق فيها غوغل منافسيها لدمج الذكاء الاصطناعي بالطرق التي سيستخدمها المستهلكون. ففي مايو/أيار كشفت الشركة مجموعة من تحديثات للمنتجات الأساسية مثل محرك البحث الخاص بها.
وتتميز طرازات “بيكسل 9” بشريحة مصممة خصيصا لجيميناي. قادرة على فهم البيانات وإنتاجها في شكل نصوص وأصوات وصور وسوى ذلك.
وأعاد مهندسو الشركة تصميم الجزء الخارجي من هاتف بيكسل وحدثوا الكاميرا بالإضافة إلى شريحة غوغل الجديدة تينسور جي4.
وأعلنت غوغل أيضا عن إصدارات جديدة مثل ساعتها الذكية بيكسل ووتش 3، وسماعة الأذن اللاسلكية بيكسل بودز برو 2.
ميزة “لوس أوف بالس” أو فقدان النبض إلى ساعة
كما أضافت غوغل ميزة “لوس أوف بالس” أو فقدان النبض إلى ساعة بيسكل ووتش الجديدة. تستخدم الميزة خوارزميات لتحديد ما إذا كان قلب المستخدم قد توقف ويمكنها الاتصال بخدمات الطوارئ. وستتوفر الميزة في بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وأعلنت غوغل وبيلوتون، شركة اللياقة البدنية المعروفة بدراجتها الثابتة، أيضا عن شراكة محتوى ستمكن المشتركين في خدمة غوغل (فيبيت بروميوم) من الوصول إلى مكتبة من حصص التدريب الخاصة ببيلوتون.
وعلّقت المحللة غريس هارمون من “إي ماركتر” قائلة إن “بعض الأدوات الجديدة تبدو ذات فائدة هائلة، ولكن يمكن اعتبارها غازية”. ورأت أن “المستخدمين سيقررون ما إذا كانوا يجدونها مفيدة أم مخيفة جدا”.
شركة مايكروسوفت – “كمبيوتر شخصي قائم على الذكاء الاصطناعي”،
وتعرضت شركة مايكروسوفت لانتقادات في مايو/أيار بعدما كشفت النقاب عن “كمبيوتر شخصي قائم على الذكاء الاصطناعي”، بسبب وظيفة تتيح للكمبيوتر تذكّر كل ما يراه المستخدم على الشاشة.
لكنّ جيني بلاكبيرن اعتبرت في عرضها “جيميناي لايف”، وهو تطبيق للدردشة شفهيا مع أداة المساعَدة، متاح باللغة الإنكليزية على كل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام اندرويد، أن “أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي تكون فعلاً مفيدة وشخصية إذا كانت تستطيع إجراء المحادثات”.
وينبغي أن تتيح هذه الأداة للمستخدم تبادل الأفكار والتدرّب قبل مقابلة للحصول على وظيفة مثلا.
وهذا هو الهدف النهائي لشركات التكنولوجيا، وهو توفير أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي مفصّلة بدرجة كبيرة على قياس كل مستخدم، وتكون قادرة على التفكير مثل البشر.
حققت ميتا (فيسبوك وإنستغرام) كذلك تقدما كبيرا في تصميم ونشر هذه الأدوات الرقمية الجديدة التي يمكن وصفها بـ”الصديقة”، فنظاراتها الذكية من ماركة “راي بان” كفيلة بتوفير بعد جديد لـ”ميتا إيه آي”، وهو برنامج مساعدة يمكنه “رؤية” و”سماع” بيئة المستخدم الذي يضع هذه النظارات.
أما هواتف غوغل الجديدة، فستكون قادرة على تسجيل المكالمات الهاتفية وتلخيصها مباشرة على الجهاز.
وبعيدا من الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا تزال تطرح بفضل الذكاء الاصطناعي الصرف منتجات جديدة أكثر كفاءة من أي وقت مضى، وخصوصا من حيث كاميراتها وأدوات تحرير الصور، وحتى…الهواتف.
ميدل إيست أون لاين