الرياضة المتقطعة أكثر فائدة للقلب والشرايين والسكري
تقدم الرياضة منافع كثيرة للجسم، فهي تساهم في الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، وتقوي العضلات بما فيها العضلة القلبية، وتحسّن الحالة المزاجية والنفسية، وتعزز حسن التفكير والثقة بالنفس، وتحمي من الإصابة بأمراض كثيرة، وتطيل العمر، إضافة إلى أنها من أهم الوسائل التي تزيد الكثافة العظمية وتذيب الشحوم المتراكمة وتحافظ على الوزن المثالي. وللاستفادة من الرياضة لا لزوم لإقحام نفسك لفترة طويلة في جولة واحدة من التمارين القاسية المستمرة التي تهد الحيل وتنقطع الأنفاس، فقد تبين أن الرياضة المتقطعة (المجزأة) هي الأفضل، سواء كنت صحيح الجسم أم عليلاً.
إن فكرة التدريبات الرياضية المتقطعة ليست وليدة هذه الأيام بل تعود إلى أواخر الأربعينات من القرن الماضي في محاولة من مدربي الرياضة لتحسين مهارات عدائي المسافات الطويلة، وبعد أن ظهرت فوائدها سرعان ما انتشرت لتشمل أنواعاً أخرى من الرياضات، خصوصاً العالية المستوى منها.
وفي أوائل الستينات من القرن المنصرم قام طبيب القلب الأميركي فوجن سمودلاكا بتطبيق التمارين الرياضة المتقطعة على عشرات من مرضاه فجاءت النتائج إيجابية وسليمة العاقبة، تماماً مثل التمارين الرياضية المستمرة، بل اتضح أن الأولى، أي الرياضة المتقطعة، أكثر فاعلية.
وبعد أخذ ورد بين أطباء القلب الذين عارض بعضهم فكرة التمارين الرياضية المتقطعة لاعتقاده بأن مريض القلب بحاجة إلى الراحة وليس إلى النشاط، جاءت نتائج بحوث نرويجية وكندية وأميركية أجريت في السنوات الأخيرة لتبين مدى أهمية الرياضة المتقطعة في تحسين أحوال الذين يعانون من مشاكل قلبية ووعائية.
وفي عام 2012 حملت دراسة فرنسية- كندية- سويسرية مشتركة معطيات تقول بأن التمارين الرياضية المتقطعة العالية الشدة هي الأكثر ملاءمة لمرضى القلب لأنها تحسّن استهلاك الأوكسيجين، وتجعل الشرايين أكثر مرونة، وتعزز قدرة القلب على ضخ الدم وسريانه في الأوعية.
الرياضة المتقطعة أكثر فائدة للقلب والشرايين والسكري
ولا تفيد التمارين الرياضية المتقطعة أصحاب القلوب المتأذية فقط. فالمصابون بأمراض الرئة الانسدادية، مثل مرضى الربو والتهاب القصبات المزمن وتغبّر الرئة، الذين لا يتحملون التمارين الرياضية الطويلة الأمد، يمكنهم ممارسة الرياضة المتقطعة. مع معاناة أقل من اللهاث والعذاب.
وحول تأثير علاقة الرياضة بأرقام ضغط الدم. كشف مدير مركز البحوث الخاصة بأنماط الحياة في جامعة اريزونا الأميركية، الدكتور غلين غيسير. أن ممارسة الرياضة المجزأة لفترات قصيرة في اليوم الواحد لها أثر طيب على الصحة العامة. وأرقام التوتر الشرياني.
ويستطيع مرضى الداء السكري أن يجدوا منفعة كبيرة من ممارسة التمارين الرياضية المتقطعة التي تساعد على زيادة حساسية الخلايا تجاه هرمون الأنسولين. وعلى رفع قدرتها على استهلاك الأوكسيجين وحرق المزيد من السعرات الحرارية أيضا. ولفتت دراسة دانماركية إلى أهمية هذه التمارين في ضبط مستوى السكر في الدم.
أما ضحايا الأزمات الدماغية الوعائية الذين حصلت لديهم مضاعفات من جرائها. فإن التمارين الرياضية المتقطعة مفيدة جداً لهم. وفقاً لدراسة نرويجية أوضحت أن الوظائف القلبية الوعائية والصحة العامة تشهد تحسناً ملحوظاً لدى هؤلاء. وإذا ما تمت المثابرة على هذه التمارين 6 أسابيع متواصلة فإن التحسن يستمر أشهراً عدة بعد ذلك.
ووفقا لباحثين بولنديين،
فإن التمارين الرياضية المتقطعة تفيد المصابين بداء باركنسون الذين يعانون صعوبات في تحريك أذرعهم وأرجلهم. وقد لاحظ باحثون أن القيام بهذه التمارين 3 مرات أسبوعياً على مدى 8 أسابيع يحسّن وظائف الجسم السفلى والعليا.
ووفقاً لدراسة أجراها باحثون أستراليون. فإن التمارين الرياضية المتقطعة تساهم في تخليص الجسم من الدهون. وفي السيطرة على كميات الطعام المستهلكة أيضا. وقد تم تفسير النتائج بأن هذا النوع من التمارين يقلل مستوى الهرمونات المحفزة للجوع.
يتصور الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، خصوصاً مرضى القلب. أن هناك خطورة في ممارسة الرياضة العنيفة. وأنه من الأفضل لهم القيام برياضات ناعمة أو عدم القيام بها إطلاقاً. ولكن هذا هو الخطأ بعينه، فهناك بحوث حديثة. بينت أن ممارسة التمارين الرياضية المتقطعة القاسية لفترة وجيزة يتم فيها دفع الجسم إلى بذل أقصى طاقة له هي آمنة وأكثر فاعلية من التمارين الرياضية المستمرة الطويلة الأمد في تحسين مرونة الشرايين. ووظائف الرئة والقلب وقوة العضلات، وغيرها.
ما هو نوع التمارين الرياضية المتقطعة؟ وما هي مدتها؟ وما فترة الراحة المطلوبة بينها؟
في الواقع ليس هناك نمط معين من التمارين، وكذا الحال في ما يتعلق بمدتها وعددها وفترات الراحة بينها، فهذه الأمور متروكة لمزاج كل شخص، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فمن الأجدى طلب المساعدة من خبير في اللياقة البدنية، والمهم في الموضوع أن تكون التمارين قاسية بما فيه الكفاية وتصل إلى حد قطع الأنفاس، وأن تمارس من مرة إلى 3 مرات أسبوعياً، مع الحرص على فترات وافية من الراحة. وعلى كل من يشكو من علة مرضية أن يستأذن الطبيب قبل الشروع في مثل هذا النوع من التمارين.