السعودية تتهيأ للطرح العام الأولي لأرامكو
من المتوقع أن يوافق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الأحد رسميا على الطرح العام الأولي للاكتتاب في أرامكو بعد طول انتظار، بحسب ما قال مصدر مقرب من الملف الجمعة وسيتم طرح نسبة ضئيلة من شركة النفط العملاقة تراوح قيمتها بين 1.5 و1.7 تريليون دولار، ما سيجعلها أكبر عملية من نوعها على الإطلاق.
وقال المصدر إنه من المتوقع أن يعلن الأمير محمد عن ذلك يوم الأحد، في إشارة إلى طرح عام أولي يهم بعضا من أسهم أرامكو، ما سيشكل أكبر اختبارا لعملاق النفط السعودي في غمرة إصلاحات نوعية يمثل الاكتتاب فيها حجر الزاوية في برنامج الإصلاح لولي العهد وهو أكبر عملية رسملة في العالم، وفقا للمصدر الذي اشترط عدم كشف هويته.
وفي حال تأكيد هذه الأرقام، فإن ذلك يعني أن الأمير محمد لم يعد يطالب كما هي الحال منذ عام 2016 بأن يكون حجم الاكتتاب 2 تريليون دولار، وأن التقديرات والتوقعات ربما تتغير إلى أدنى بقليل عن حجم الـ2 تريليون دولار المأمولة.
وفي العام 2018 ، قرر ولي العهد السعودي تأجيل الاكتتاب لأن المبالغ التي سيتم جمعها وفقا لحسابات المصرفيين بعد اجتماعات مع مستثمرين محتملين، كانت دون هذا الحد (أي دون سقف الـ2تريليون دولار).
وستكون عملية الاكتتاب على مرحلتين، تبدأ الأولى في سوق الأوراق المالية السعودية “تداول” في ديسمبر/كانون الأول المقبل، على أن تكون المرحلة الثانية في العام 2020 في إحدى البورصات العالمية، حيث تتنافس بورصة كل من نيويورك ولندن وهونغ كونغ على الفوز بالاكتتاب.
وسيتم طرح 5 بالمئة من أسهم أرامكو للاكتتاب العام. وكانت مصادر قد ذكرت مطلع الشهر الحالي أن نسبة الأسهم التي ستطرح في السوق المالية السعودية ستكون بحدود 2 بالمئة وتابع المصدر أن المسؤولين التنفيذيين في أرامكو التقوا مستثمرين في لندن ونيويورك الأسبوع الماضي، مشيرا إلى تردد من جانب بعض المستثمرين الأجانب.
وذكرت وكالة بلومبرغ نقلا عن مصادر لم تحددها أن عائلات سعودية ثرية ستجلب الأموال خلال هذه العملية في السوق المحلية. كما سيتم تشجيع البنوك المحلية على إقراض المستثمرين الصغار للمشاركة في العملية وقال أندرو ليبوف الشريك الرئيسي في مجموعة “كوموديتي” للأبحاث والخبير في أسواق النفط، إن أرامكو أصبحت أكثر شفافية، لكن لا تزال هناك أسئلة حول حجم ما ستكشف عنه.
وأضاف “من الصعب القول ما إذا كنا سنحصل على الصورة كاملة. من المؤكد أن أرامكو أكثر شفافية مما كانت عليه، لكن ما إذا كنا سنرى البيانات المالية بشكل واضح يبقى سؤالا مفتوحا وتابع أن الطرح يعني أنه “للمرة الأولى سيتعين على أرامكو التعامل مع المساهمين. من المتوقع أن تكون الاجتماعات مثيرة للاهتمام”.
وكانت أرامكو فتحت دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاما، لوكالتي فيتش وموديز الدوليتين للتصنيف الائتماني في أبريل/نيسان الماضي، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية وبلغت العائدات 356 مليار دولار.
وفي أغسطس/اب الماضي، أعلنت أرامكو إيراداتها النصفية للمرة الأولى في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى جيد ومريح، بحسب وكالة فيتش وقال كيريل ديميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي على هامش المؤتمر الاستثماري السعودي (دافوس الصحراء) الذي اختتم أشغاله الخميس الماضي “هناك عدة صناديق تقاعد روسية مهتمة بالاستثمار في الطرح الأولي لأرامكو وتلقينا أيضا مؤشرات من صندوقنا الروسي-الصيني بأن بعض مؤسسات الاستثمار الصينية الكبيرة مهتمة بطرح أرامكو”.
وظل عملاق النفط السعودي المملوك للدولة عامل الجذب الأكبر في مؤتمر مبادرة المستقبل (دافوس الصحراء) للمستثمرين التواقين لأي أخبار عن إدراج أرامكو الذي طال انتظاره.
ميدل إيست أون لاين