السفير الإسرائيليّ الأسبق بمصر: الهزيمة في أفغانستان …
تناول السفير الإسرائيلي السابق، إسحاق ليفانون في مصر، ما أسماها بالهزيمة الأمريكية في أفغانستان، وحاول شرح واستنباط الدروس المستفادة من هذه المعركة التي انتهت بخروجٍ مُذلٍ للقوات الأمريكية وانتصار لحركة طالبان، وذلك بعد مرور نحو 20 عامًا على احتلال هذا البلد المُسلم من قبل الولايات المتحدّة الأمريكيّة، والذي جاء ردًا على العمليات الإرهابيّة التي ضربت الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر أيلول (سبتمبر 2001.
السفير الأسبق، صاحب السجّل الطويل في السلك الدبلوماسيّ في تل أبيب، أكّد في مقالٍ نشره في صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ “الهزيمة في أفغانستان ستكوي ليس فقط الوعي الأمريكي بل والوعي العالميّ، فالصور القاسية من الميدان ذكّرت الكثيرين بصور سقوط عاصمة جنوب فيتنام سايغون، في السبعينيات من القرن الماضي أوْ بفشل تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران، بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران”، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ السفير في تحليله على أنّ “ما سيبقى أثره في الذاكرة الجماعية الأمريكية، الفشل في أفغانستان، حيث أشعل هذا الفشل أضواء حمراء لدى الكثيرين، بما في ذلك لدى إسرائيل، وبالتالي لا مفر من استخلاص الدروس، وهي كثيرة، فقد بدأت الدول منذ الآن تتعلم وتُقيّم حالتها تجاه أمريكا المُتغيّرة”، بحسب تعبيره.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أشار السفير ليفانون إلى أنّ “من حقّ أمريكا الكامل أنْ تقرر ترك أفغانستان، ولكن كان يمكن لها أنْ تفعل ذلك بشكلٍ تدريجيٍّ، مؤكِّدًا في الوقت عينه أنّ “أساس النقد، هو على الهزيمة الأمريكيّة”، مُضيفًا في ذات الوقت أنّه “من هنا، المبدأ الهام الذي تطبقه إسرائيل منذ قيامها ألا وهو، الاعتماد على قوة عظمى هو أمر جيّد، ولكن الاعتماد على ذاتك هو جيد أكثر بكثير”.
وادّعى السفير في مقاله بصحيفة (معاريف) أنّ “الدولة العبريّة لم تطلب من أمريكا أنْ تقاتل بدلاً منها، وأنْ يسقط جنود أمريكيون في حروبها، ولكن يوجد درس آخر، وهو الحرب ضدّ الإرهاب، يوجد فرق بين تواجد قوة عظمى في دولة أخرى كي تساعد على الحكم أوْ تساعدها في إعادة البناء، وبين مكوث ينطوي على مكافحة للإرهاب ومنع تصديره لمناطق أخرى بل والقضاء عليه”.
ولفت السفير الأسبق ليفانون إلى أنّ “الاستخبارات الأمريكية عرفت بأنّ الأفغان لا يملكون القدرة على القيام بمهمة الكفاح ضد طالبان، والفشل الاستخباري الأمريكي يحرق العين لأنّ أمريكا بقيت كما أسلفنا 20 سنة في أفغانستان، وكان يفترض بها أنْ تعرف كل ما يحصل في الدولة”.
وبحسب تقديراته فإنّ “الولايات المتحدة ستستغرق بعض الوقت كي تنتعش من الإصابة الشديدة في صورتها، ولكنها ستعيد بناء نفسها، وبالنسبة لقطعتنا الصغيرة في الشرق الأوسط، ينبغي العمل بالتوازي في مستويين، الأول تعزيز العلاقة مع إدارة جو بايدن وتعظيم المصالح المشتركة”، كما أكّد.
والثاني بحسب السفير، “خلق إطار إقليمي يضم دولاً توجد لإسرائيل معها علاقات دبلوماسية (تطبيع)، بينها المغرب، مصر، الأردن، الإمارات والبحرين، وسيكون لهذا الإطار تنسيقيات إستراتيجية، لقاءات دولية لتوثيق العلاقة، ومثل هذا الإطار يجِب أنْ يكون سندًا لكلّ واحدةٍ من الدول المذكورة في يوم سياسيٍّ باردٍ”، كما قال في ختام مقاله.
جديرٌ بالذكر أنّه على الرغم من أنّ الهزيمة الأمريكيّة في أفغانستان ما زالت تتصدّر الأجندة الإعلاميّة في دولة الاحتلال الإسرائيليّ، إلّا أنّ صُنّاع القرار من المُستويين السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب يُحافِظون على الصمت المطبق، ولم يصدر أيّ موقفٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ حول القضيّة.
جدير بالذكر، أن حركة طالبان تمكنت من فرض سيطرتها على كامل أفغانستان، ودحر القوات الأمريكية، بالتزامن مع انهيار سريع للجيش الأفغاني الذي أشرفت على تدريبه القوات الأمريكية مدة 20 عاما.