تحليلات سياسيةسلايد

السوداني يحسم الجدل حول مشاركة الشرع في قمة بغداد

رئيس الوزراء العراقي يوجه دعوة رسمية لنظيره السوري لحضور القمة العربية المقرر عقدها في بغداد الشهر المقبل.

 

أنهى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء الجدل الذي أثير طيلة الفترة الماضية حول مشاركة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الذي تتهمه أطراف عراقية بالتورط في الإرهاب حين كان زعيما لهيئة تحرير الشام، في القمة العربية ببغداد، مؤكدا أنه (الشرع) سيحضر القمة التي من المقرر انعقادها في العاصمة العراقية الشهر المقبل، ما يشير لتغير واضح في السياسات التي تنتهجها الحكومة العراقية في الملف السوري، وهو ما قد يسمح بتحديد العلاقة الدبلوماسية بين البلدين في المرحلة القادمة وذلك لعدة اعتبارات سياسية وأمنية بحكم القرب الجغرافي والحدود المشتركة التي يمثل تأمينها تحديا للجانبين.

وقال السوداني خلال استضافته في جلسة حوارية على هامش انعقاد ملتقى السليمانية بنسخته السابعة إن “الشرع مرحب به في حضور القمة العربية في بغداد، وقد وجهت له دعوة رسمية بهذا الصدد”.

وفي مطلع أبريل/نيسان الجاري، بحث رئيس الحكومة السورية مع نظيره العراقي، في اتصال هاتفي، العلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. كما تناول الطرفان ملف أمن الحدود والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، حيث شددا على ضرورة تنسيق التعاون الأمني لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين.

وشهدت العلاقات السورية العراقية خلال الآونة الأخيرة انفتاحا دبلوماسيا حذر من الجانب العراقي، بينما تظل الحسابات الإقليمية والتوازنات الداخلية تلقي بظلالها على العلاقة بين البلدين، إذ برز العراق إثر سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، كمراقب حذر للتحولات الهامة التي شهدتها سوريا، وكان السوداني قدم شروطه لتعزيز العلاقات مع حكام سوريا الجدد خاصة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي ومواجهة التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.

وكانت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الى بغداد منتصف مارس/آذار قد حملت رسالة طمأنة للحكومة العراقية، حيث أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسن أن “الأمن مسؤولية مشتركة”، مضيفا “نحن مستعدون لتعزيز التعاون مع العراق لمكافحة داعش على طول حدودنا. الإرهاب لا يعرف حدودا”.

وتشير التحركات العراقية في الفترة الأخيرة سعي حكومة السوداني للقيام بدور دبلوماسي مهم في الشرق الأوسط عززه التقارب مع السعودية وتركيا.

ومن المنتظر أن تحتضن بغداد القمة العربية في شهر 17 من مايو/آيار المقبل، وكان وزير الخارجية العراقي قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده تعمل على إعداد أجندة شاملة للقمة، تتناول أبرز القضايا العربية، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، متوقعاً مشاركة واسعة من القادة والزعماء العرب.

وكان السوداني في وقت سابق أن العراق سيكون منبراً لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مجدداً التزام بلاده بدعم القضايا العربية، والعمل على إنجاح القمة، وتقديمها منصةً لتحقيق الاستقرار والتنمية.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى