السوريون فرحوا بإقالة خميس، و يسألون عما سيفعله عرنوس
حملت لهجة مرسوم إعفاء (إقالة) عماد خميس ، شحنة إدانة لأدائه وظهر الأمر وكأن مرسوم الإقالة تأنيب أو توبيخ أو عقوبة، خاصة وأن العادة في سورية، عندما تكون الإرادة متجهة لتغيير الحكومة، أن يأتي المرسوم على شكل ( قبول إستقالة الحكومة) فهل هو عدم رضا عن كامل أداء خميس؟ أم أن الرجل ارتكب في الفترة الأخيرة ما يستوجب ( الإقالة)؟
الأسبوع الذي سبق الإقالة، حفل بمواقف حاسمة حول الحكومة وخاصة رئيسها، مثل مطالبة بعض أعضاء مجلس الشعب سحب الثقة من الحكومة، كل الحكومة وليس رئيسها فقط. الأمر الذي جعل رئيس الحكومة خميس، يرد متهماً الإعلام بعدم تعريف الرأي العام السوري على إنجازاته وإنجازات حكومته. مما دفع أقلام معتمدة في الإعلام الرسمي لمهاجمة الحكومة. وعدت هذه الأقلام أن إتهام الإعلام ما هو إلا تهرب من تحمل المسؤولية… و كما هو واضح، كانت الحكومة على نار الإنتقاد والاتهام. وكان تبادل الإتهامات ينفخ في هذه النار. فما القصة؟ ما الذي ارتكبه خميس؟؟ هل هناك قضية محددة؟؟ أم أن إرتفاع الأسعار وجنون الدولار هو ما كشف عن أداء غير مقبول، و بالتالي كان لا بد من ( الإقالة).
اتسم الانطباع الشعبي المباشر للقرار وما تضمنه تجاه خميس بالإرتياح، على أمل أن تفتح الإقالة مساراً حكومياً أكثر جدية وأعظم جدوى تجاه التحديات التي يواجهها الشعب، خاصة مع إجراءات قيصر و انخفاض سعر صرف العملة الوطنية، و ارتفاع الأسعار الجنوني. وهذا ما يحمل خليفة خميس مسؤولية ملحة، وتضع على عاتقه مهمات مستعجلة وصعبة. لذلك فإن الإنطباع الشعبي الذي ارتاح لقرار إقالة خميس، والذي استبشر بإمكانية معالجة خلل الأداء الحكومي، أشعل لدى الرأي العام السوري السؤال المفتاح: هل سيقوم عرنوس بوضع أو تفعيل السياسات تجاه الإجراءات القسرية والحصار الاقتصادي؟؟ أم أنه سيصرف الأعمال وسيدير المعاملات اليومية ريثما يتم إنتخاب مجلس الشعب الجديد ليصار إلى تشكيل حكومة جديدة؟؟
إقالة خميس أشاعت الارتياح الشعبي، و أستبشر الناس بها كبوابة لعمل حكومي جاد و منتج في معالجة تحديات ومخاطر الحصار الإقتصادي. فهل ستكون الحكومة مع الناس؟؟ أم ستتيح للفساد أن يستثمر بقيصر وأمثاله للمتاجرة بلقمة العيش؟؟ وهل سيعمل عرنوس لدفع الجوع عن الشعب؟؟ و هل سنتلمس سياسات عملية جدية تنفذ في مواجهة وصد إجراءات قيصر وشركاؤه من الفاسدين؟؟ أم أننا سنعود لنسمعه يبرر بالقول أن المهمة أكبرمنه ؟؟
من أهم عوامل الهوية الحضارية السورية، الأمل العميق بالحياة الكريمة، و العمل الدؤوب لرد المخاطر، و الإعتزاز القوي بانتمائه الحضاري. . . فهل سيعبر عرنوس عن الهوية السورية الوطنية الحضارية هذه ؟؟ أم أننا سنعود لسماع أغاني خميس وألحان معجزاته ؟؟ ونصبح بانتظار ( إقالة) جديدة تفش قلبنا؟؟ ندعو لعرنوس أن ينجح لأننا لم نعد نملك ترف الوقت للإنتظار والاختبار !
باب الشرق