الطلاق العاطفي بين الزوجين.. كيف تتخطينه؟
صمت وبرود وغربة في منزل واحد، يفتقد إلى المشاعر والأحاسيس والحب، زوجان تفصلهما حواجز غير مرئية على الرغم من عيشهما مع بعضهما سنوات طويلة، هذا ما يسمَّى بـ “الطلاق العاطفي” بين الزوجين، الذي يعد أسوأ ما قد يمر به الزوجان في حياتهما الزوجية، وإعلاناً لانتهاء الحب والأمان بينهما.
هذه الظاهرة السلبية باتت تنتشر بكثرة في المجتمع السعودي، حيث أكد اختصاصيون وصول نسبة الانفصال العاطفي في البلاد إلى ٤٠%.
وفي هذا الإطار، عرَّفت أمل الحامد، الاختصاصية النفسية، بماهية الطلاق العاطفي الذي قد يخفى معناه عن كثيرين، حيث قالت: جميعاً يعرف أن الزواج علاقة مقدسة بين الرجل والمرأة، وقد قال الله عنها: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، ومثل باقي الأمور في الحياة التي تتعرض إلى تغيرات، كذلك الحال مع الزواج، فإما أن تكون هذه التغيرات إيجابية فتزداد المحبة والانسجام بين الزوجين مع مرور السنوات، أو سلبية تؤثر على حياتهما معاً، حيث تتعرض العلاقة الزوجية إلى الارتخاء، ثم الضعف، ما يؤثر في تماسك الأسرة ومقاومتها، حينها تبدأ كثير من “الأمراض” بالتغلغل في جسد هذه العلاقة، وتضعف لغة التواصل والحوار بين الزوجين، ولا يجدان أمامهما سوى خيارين إما الطلاق الشرعي إلى غير رجعة، أو ما يسمَّى بـ “الطلاق العاطفي”، الذي يعد أكثر أنواع الطلاق خطورة، وأشدها ألماً، لكون الشريكين يعيشان تحت سقف واحد، لكنهما “مطلقان” دون شهود! يعيشان مثل “الغرباء”، ويضطران إلى تحمل هذا الوضع لأسباب عدة منها: المحافظة على الشكل الاجتماعي، أو الحفاظ على الأطفال ورعايتهم من الضياع، أو لمصالح مالية مشتركة بينهما!
أسباب حدوث الطلاق العاطفي:
1- اعتقادهما أن المشكلات هي العامل المشترك الوحيد بينهما!
2- اعتبار أحد الأطراف نفسه الأفضل، لذا يتعالى على الطرف الآخر، ويشعره بالنقص.
3- تمادي أحد أطراف العلاقة بالكذب على الطرف الآخر، ليكتشف الأخير أنه واقع تحت خديعة شريكه، وأنه خائن للعشرة وكاذب.
4- البرود الجنسي، أو تحول العلاقة الجنسية إلى روتين أو واجب
5- اختلاف الاهتمامات والمعتقدات والأهداف والمستوى الثقافي والاجتماعي بين الزوجين، ما يجعل التواصل بينهما صعباً. فتدخل الحياة الزوجية في حالة موت سريري، يختفي فيها الشعور بالأمان الذي يمثل الركيزة الأساسية لنجاحها واستمرارها.
كيف يتخطى الزوجان “الطلاق العاطفي”؟
1- عند الشعور بالفتور في العلاقة يفضل زيارة معالج نفسي أسري سريعاً.
2- محاولة فهم الآخر: حقوقه وواجباته, مشاعره واحتياجاته، مشكلاته ومخاوفه، فهم هذه التفاصيل العميقة يساعد على تجاوز الطلاق العاطفي!
3- الحوار بينهما مهم جداً، ومراعاة الوقت المناسب لذلك، أي وقت فراغهما.
4- الاستمتاع بالعلاقة الحميمة وكسر روتين المعتاد في العلاقة.
5- لكلمة “شكراً” إذا تم نطقها بحب وامتنان أثر إيجابي على الإنسان بشكل عام، وإذا جاءت من شريك الحياة فإن إثرها أبلغ، لذا يفضل تقديم الشكر في أبسط الأمور مثل إعداد الزوجة وجبة العشاء، أو عندما يشتري الزوج مكونات “وجبة العشاء”، فالحياة تكامل وتوزان.
6- اعتراف الزوجين بأهمية الآخر في حياته.
7- التغاضي عن بعض الأخطاء، ومحاولة التركيز علي كيفية تجنب وقوعها لتفادي المشكلات الزوجية.
8- الاهتمام بمشاعر شريك حياتك: عندما يعبر لك عنها، ويصف بأنه سعيد، أو حزين لا تتجاهل مشاعره واهتم به.
9- الضحك علاج لكل داء كما يقال، عندما يتحلى أحد الطرفين بروح مرحة يمكن أن يتجاوز الأمور غير الإيجابية، لأن سبب صراعاتنا كلها “تضخيم الأمور البسيطة لتصبح كبيرة”، والضحك يثير عاطفة قوية داخل الطرفين، ويقوي الحس الفكاهي في العلاقة.