الطيب صالح في قلب اصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر
من أحدث اصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر صدر للدكتور محمد شاهين كتاباً بعنوان “الطيب صالح حوارات ومقالات في الفكر والثقافة والابداع” يضم مجموعة مقابلات تدور حول مسيرة الطيب صالح الابداعية.
وفي تذييل للكتاب نقرأ:
“تسعى هذه المقابلات إلى قراءة تنويرية لمسيرة الطيب الابداعية وسيرته الذاتية خصوصاً ما يتم من تقاطع بين شخص الطيب وشخوص رواياته وما يتعلق “بموسم الهجرة إلى الشمال” التي تحتل حيزاً واسعاً في هذه المقابلات نظراً لما تفرزه من جدليه في تأويلها .ويؤكد الطيب في مناسبات عدة أن رواياته مهما كان ارتباطها بالحياة التي عاشها في السودان أو في لندن ليست محاكاة لتجربته الشخصية بل هي في غالبها من ابداع الخيال الفني الذي يتخطى ظاهر الحدث إلى باطنه الذي شكل بداية بوصلة القراءة.
هذا هو مصطفى سعيد مثلاً الذي أبدع الطيب في تصويره عندما جعل منه شخصية أسطورية تتحدى بعدي الزمان والمكان يظهر للقارئ في أحيان كثيرة على أنه السوداني الذي هاجر إلى الغرب ليثير قضية الاستعمار معاتباً أو منتقداً أو مشخصاً لتلك القضية الأزلية وكان مصطفى سعيد نفسه الطيب صالح الذي يروي القصة ويقدم أحداثها التاريخية ويعاين وقعها على أصحاب البقعة الجغرافية الذين رزحوا تحت نير الاستعمار”.
يحاول الطيب صالح ان يبين لمقابليه أن مصطفى سعيد نتاج تداعيات الاستعمار؛ أي انه في باطنه، غير ما هو ظاهره؛ شخصية تولد أصلاً من رحم الاستعمار الموبوء، وهذا ما يفسر علاقة الصراع القاتل بين مصطفى سعيد وجين موريس الذي يقوم على وجود تنتقل عدواها بين من حملها بداية (جين موريس) وبين من أصيب من بعدواها لاحقاً (مصطفى سعيد) .ولمزيد من التوضيح نستذكر في هذا السياق ما يرد في مؤلف فانون المشهور”المعذبون في الأرض” عندما يجعل المواطن الجزائري يتخيل نفسه وقد اقتحم الحواجز واستطاع أن ينام في بيت المستوطن الفرنسي المغتصب الذي شيده على أرض اغتصب ملكيتها من المواطن الجزائري الذي ما زال يعيش بجواره حياة بؤس مدقع (أكد لي الطيب صالح تأثره بفانون)، هذا ويقع الكتاب في 264 صفحة من القطع المتوسط.